غراميات رؤساء فرنسا.. النساء والسياسة وجهان لشغف واحد
لا تختزلهم تلك الصور الملتقطة بعناية ولا الابتسامة المتصنعة المرتسمة على وجوههم، بل هناك زوايا أخرى تخفي كل تلك التفاصيل المعلنة.
رؤساء فرنسيون طبعوا التاريخ الحديث بمسيرة تماهت مع فترات حكمهم للجمهورية الخامسة، واختزلت الجانب السياسي لشخصيات تخفي الكثير عن حياتها الخاصة وخصوصا غرامياتها.
ولأن تلك القصص غالبا ما تكون القطعة المنقوصة من الصورة الكاملة، كشف الصحفي الفرنسي الشهير فرانز أوليفيه جيزبير، صديق رؤساء فرنسا أسرار 3 منهم في كتاب هدم صورا وشيد مكانها أخرى تضج بالتفاصيل والأخبار والتحليلات، وغاص في ثنايا الحياة الخاصة لأبطاله.
جاك شيراك كان زير نساء حتى إن الفرنسيين يتندرون بالقول إن علاقاته مع النساء لا تتجاوز الدقائق الخمس، وكذلك كان فرانسوا ميتران، الرجل المهووس بالعلاقات النسائية.
أما الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان، فكان بالغ البخل ومع ذلك كان محبوبا من قبل النساء لوسامته، بل لم يتوان هو نفسه عن الاعتراف بميله للنساء وحبه لمخالطتهن، حتى إنه خصص لهن جانبا مهما من مذكرات بعنوان "السلطة والحياة".
الصحافة والسلطة
في المجلد الثاني من كتابه "التاريخ الحميمي للجمهورية الخامسة"، الذي طالعت "العين الإخبارية" مقتطفات منه في الإعلام الفرنسي، أضاف فرانز أوليفيه جيزبير لمسة مختلفة عن أسرار الرؤساء.
فالرجل قدم مؤلفا من صميم خفايا الحكام، ومن تجربة شخصية معهم، وهو المعروف بباعه الطويل وتجربته الاستثنائية بفضل المناصب التي شغلها والوسائل الإعلامية التي أدارها متنقلا من اليسار إلى اليمين مرورا بالوسط.
وفي مجموعة من كتب السيرة، وضع الصحفي لمسته الخاصة لتوثيق مسارات الرؤساء الفرنسيين منذ الجنرال شارل ديغول، مرورا بالرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران، واليميني جاك شيراك، وقبلهما فاليري جيسكار ديستان.
وكانت رؤيته في كل ذلك واقعية نابعة من الداخل أي من صميم شخصيات خبرها وتعرف عليها عن قرب، فقد كان خليلا ومحاورا وناقدا، لكنه حافظ على ذلك الجانب الفاصل بين العين الصحفية والصداقة الشخصية، فظل الصديق الودود خصوصا لميتران وشيراك.
زير نساء
لم يكن أحد ليتخيل أن ميتران، الرجل الرصين، يخفي حياة عاطفية مليئة بالقصص المثيرة، والتي حاول لسنوات إبقاءها بعيدا عن الأضواء وأسماع الناس.
جيزبير يعتقد أن ذلك الهدوء اللافت المطبق على تقاسيم الرجل، وجدية ملامحه وابتسامته الصعبة، قد تكون من الميزات الجاذبة للنساء، فالرئيس الاشتراكي -كما يقول الصحفي- أدار حياة خاصة مليئة بالتعرجات.
كانت له زوجة شرعية هي دانيال ميتران ولديه منها ثلاثة أبناء، لكن إلى جانبها كانت لدية "زوجة" ثانية هي آن بيسنجو، أسكنها شقة تعود للدولة وكان يقيم معها، وليس في منزله ولا في قصر الإليزيه.
وليس ذلك فقط، بل أنجب من عشيقته ابنة غير شرعية، ولكن حتى هذه الحياة المزدوجة لم تكن لتكفيه، بل معهما، كان يجمع حوله كوكبة من العشيقات ممن كن يحمن حوله، وكان هو يلتقط منهم حسب مزاجه. وفق الكتاب.
يقول عنه جيزبير في كتابه: "يا لعجبي كيف أن كافة هذه النسوة يسامحن ميتران لسلوكه الممجوج. ما هو سره الذي مكنه من أن يتجنب الاختلاف معهن، لا بل أن يحولهن لاحقا إلى مساعدات له، ويتكئ عليهن لتحقيق نجاحه؟ إنه حقيقة مهنة".
ويضيف أن ميتران كان يتكتم ويكذب وربما قد يكون أحيانا يصدق أكاذيبه من كثرة تكرارها، واستمر على ذلك النهج حتى وفاته، فلقد عرف نساء من كل نوع: مساعدات ووزيرات وصحفيات وفنانات وغيرهن.
وخلص الكاتب إلى أن ميتران لم يكن يكتفي بامرأة أو حتى عشر، بل كان يريدهن كلهن معا، وذلك حتى نهاية حياته.
أما شيراك فلم يكن أقل منه في هذا المجال، حيث كان مهووسا بالنساء لدرجة أن الفرنسيين كانوا يتندرون بالقول إن علاقاته لم تكن تتجاوز الدقائق الخمس.
كان وسيما ويتمتع بهالة مختلفة، وغالبا ما يتعمد الظهور بقميص مفتوح وسيجارة على طرف شفتيه، وكان حيويا فائق النشاط، ويحب التواصل مع الناس، ولكنه كان خبيث النظرات.
الوسيم البخيل
لكن جيسكار ديستان كان مختلفا نوعا ما، فلقد كان رجلا أرستقراطيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، محبوبا من النساء لكنه كان يخشى الاقتراب منهن لأمر واحد وهو خوفه مما قد يكلفه ذلك من هدايا أو نفقات، فلقد كان بخيلا حد الخرافة.
يقول عنه جيزبير في كتابه: "كان ممسك اليد حتى عندما شغل أعلى المناصب، بما في حكم قصر الإليزيه، الأمر الذي جعله موضع تندر عند معاونيه".
ولفت إلى أنه "نادرا ما امتدت يده إلى جيبه إلا عندما كان الأمر يتعلق بشغفه بالصيد. عندها تسقط كافة الحسابات".
لكن، في فترة ما من حياته، ألف جيسكار ديستان رواية تدور أحداثها حول علاقة حب سرية بين رئيس فرنسي وأميرة بريطانية تعيسة تشبه إلى حد كبير الأميرة الراحلة ديانا.
وشكك متابعون أن تكون القصة حقيقية عاشها الرئيس الأسبق لكنه أخفى أطوارها خشية أمور عديدة. لكن المؤكد هو أن ثنايا المذكرات تفوح برائحة حب محظور.