أزمة السكك الحديدية في فرنسا.. النقابات تغضب وتهدد بخطوات تصعيدية

رغم الدعوات المتكررة لإضراب واسع النطاق في شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF، تجنبت البلاد هذا الأسبوع شللاً كان متوقعًا نتيجة للخارجين عن الإضراب.
وأسمت وسائل الإعلام الفرنسية هؤلاء بـ"كاسري الإضراب"، وهم المتطوعون الذين استعانت بهم هيئة السكك الحديدية لتعويض غياب رؤساء القطارات..
لكن خلف القطارات التي واصلت سيرها، احتدم جدل آخر: اتهامات بـ"إخفاء" الصراع الاجتماعي، وغضب النقابات من لجوء الإدارة إلى كوادر "كاسري إضراب"، ما دفع بعضها إلى التهديد باللجوء إلى القضاء وتحديد مواعيد جديدة للتصعيد في يونيو/حزيران، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.
وتعتبر النقابات أن إدارة SNCF قد "أخفت الصراع" من خلال الاستعانة بكوادر متطوعة لتعويض غياب رؤساء القطار. وقد أعلنت نقابة SUD Rail نيتها رفع دعوى قضائية ضد هذا الإجراء.
- رسوم ترامب تضرب منتجات الأطفال بـ«قسوة» وتقلق الأسر الأمريكية
- بنك أوف أمريكا: المستثمرون يفرون لأوروبا واليابان بعد صدمة تعريفات ترامب
وشهدت حركة القطارات اضطرابات موضعية في القطارات الإقليمية، بينما سارت قطارات "فائقة السرعة" بشكل شبه طبيعي، ما حال دون تحقق "الأسبوع الأسود" الذي كانت النقابات المعترضة تأمله داخل المجموعة. هذه النقابات تتهم الإدارة باستخدام "كاسري الإضراب".
وقال فابيان فيلديو، السكرتير الفيدرالي في نقابة هيئة السكك الحديدية، مستنكرًا: "هناك نية لإخفاء الصراع تمامًا". وقد دعت نقابته، التي تقود الاحتجاج، السائقين إلى الإضراب يوم الأربعاء، ثم المراقبين طوال عطلة نهاية الأسبوع بدءًا من الجمعة.
من جهتها، أعلنت CGT Cheminots، يوم الأربعاء 7 مايو/أيار، عن دعوة جديدة للإضراب لعدة أيام في يونيو/حزيران تشمل فئات مختلفة من موظفي هيئة السكك الحديدية للمترو في باريس، وتحث هذه النقابة، وهي الأكبر داخل الشركة، "جميع العاملين في السكك الحديدية، من كل الفئات والوظائف، على الإضراب" يوم 5 يونيو "لفرض جدول مفاوضات يلبي مطالبنا".
كما دعت إلى إضراب السائقين في 4 يونيو/حزيران، ومراقبي القطارات في 11 يونيو/حزيران تزامنًا مع اجتماعات مهنية لهاتين الفئتين.
وتطالب نقابتا SUD Rail وCGT Cheminots بإجراءات تتعلق بالرواتب وتحسين تنظيم الجداول الزمنية، التي يعتبرونها غير متوقعة بشكل مفرط. أما النقابتان الأخريان،UNSA Ferroviaire وCFDT Cheminots، فلم تدعوا إلى الإضراب.
ووفقًا لفابيان فيلديو، فإن "40% من سائقي القطارات في فرنسا شاركوا في الإضراب" يوم الأربعاء. وكانت المناطق الأكثر تضررًا هي إيل دو فرانس، حيث أُلغي نصف القطارات في المتوسط، ونوفيل أكيتين، التي لم يعمل فيها سوى 4 قطارات TER من أصل عشرة. أما قطارات TGV، فكانت تسير بشكل طبيعي.
وفي بداية الأسبوع، تركزت الاضطرابات في منطقة أو دو فرانس، وهي معقل لنقابة CGT. وبحسب الإدارة، فإن إضراب المراقبين المقرر أيام 9 و10 و11 مايو/أيار سيؤدي إلى إلغاء 10% فقط من رحلات TGV.
7 أيام من التدريب
ونجحت SNCF في الحد من آثار الإضراب من خلال الاستعانة الواسعة بـ"المرافقين المتطوعين العرضيين" (VAO)، وهم بعض الأشخاص في الشركة تلقوا تدريبًا سريعًا ومكلفون مؤقتًا بتعويض رؤساء القطارات الغائبين.
ووصف فابيان فيلديو هؤلاء بـ"المرتزقة كاسري الإضراب"، مؤكدًا أنهم "غير مؤهلين بدرجة كبيرة ويتقاضون أجورًا مفرطة".
ويحصل هؤلاء المتطوعون على تدريب لمدة سبعة أيام، ويتقاضون ما بين 15 و50 يورو في الساعة حسب نوع الخدمة التي يقدمونها أثناء تعويض المراقبين المضربين. وعلّقت الأمينة العامة لـCGT، صوفي بينيه، بقولها: "من غير المقبول استغلال هؤلاء بهذه الطريقة". وأعلنت نقابة SUD Rail نيتها الطعن قضائيًا في هذا الإجراء.
ومع ذلك، يقول أحد كوادر SNCF النقابيين إن "الحراك لم يكن بالزخم الذي توقعته (نقابتا CGT وSUD)". فقد نجت بعض المناطق تقريبًا من الإضراب، مثل مركز-فال دو لوار، حيث بلغت نسبة المضربين من السائقين 16% فقط يوم الثلاثاء.
أما بين المراقبين، فقد بلغت نسبة نوايا الإضراب ليوم الجمعة 31%، منهم نحو 60٪ على خطوط TGV، بحسب التصريحات المسبقة للموظفين. وتشير وثيقة داخلية للإدارة إلى أن هذه النسبة قد ترتفع قليلًا يوم السبت.
يوم تعبئة جديد
وقال جيل دانسار، رئيس تحرير Mobilettre المتخصصة في النقل: "بالنسبة للمراقبين، لا تحظى هذه الحركة بشعبية كالاحتجاجات السابقة". وأوضح أن الجيل الجديد من المراقبين لا يتماشى تمامًا مع القدامى، المنضوين في "التجمع الوطني للمراقبين" (CNA)، الذين يركزون بشدة على قضايا نهاية الخدمة وحقوق التقاعد.
وأضاف دانسار: "غالبية النقابات لا تؤيد الحركات الفئوية". ورغم تفادي "الأسبوع الأسود"، إلا أن "فرضية صراع اجتماعي كبير لم تكن واقعية"، بحسب رأيه. وأشاد دانسار باستراتيجية الإدارة التي اعتمدت على المتطوعون من كاسري الإضراب، معتبرًا إياها فعالة.
من جهته، أكد فابيان فيلديو من SUD Rail أن "الغضب سيبقى. ولن نتوقف هنا". فبعد فشل الحركة السابقة ضد تفكيك Fret SNCF في نهاية العام الماضي، تراهن النقابات المعترضة كثيرًا على هذا الملف.
aXA6IDMuMTM3LjQxLjIg جزيرة ام اند امز