موسكو: تدعو فرنسا لتنفيذ القانون في اختيار رئيسها القادم
الخارجية الروسية تنفي اتهامات فرنسية لها بالتدخل في سير الانتخابات، غير أنها تطالب بأن يختار الفرنسيون رئيسهم بأنفسهم
جددت موسكو، الأربعاء، نفيها التورط في شئون الانتخابات الرئاسية في فرنسا، قائلة إنها لا تدعم أيا من المرشحين، غير أنها طالبت باريس بأن تلتزم بالقانون في سير العملية الانتخابية.
وفي مؤتمر صحفي للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخوفا، قالت إن "موسكو لا تؤيد أيا من المرشحين في انتخابات الرئاسة الفرنسية" وأن الحكومة الروسية "ستحترم خيار الشعب الفرنسي".
غير أنها أكدت على أن موسكو تتوقع فقط أن تجري هذه الانتخابات في فرنسا وفقا للقانون، وأن مواطني البلاد سيختارون رئيسهم بأنفسهم.
كما أشارت إلى أن موسكو ستتعاون مع أي قيادة فرنسية جديدة ستفرزها الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.
وتتوالى التحذيرات الفرنسية بشكل صريح من تدخل روسي مباشر وغير مباشر في مسار الانتخابات الفرنسية الرئاسية، وخاصة عبر توجيه وسائل الإعلام لدعم مرشحين بعينهم، وعبر القرصنة الإلكترونية.
وهذا الأسبوع أصدرت لجنة الاستطلاع الفرنسية تحذيرا من تقرير إخباري روسي يلمح إلى أن المرشح المحافظ فرانسوا فيون يقود السباق الرئاسي؛ وهو ما يناقض نتائج مؤسسات الاستطلاع الكبرى في البلاد.
وجاء التحذير من المؤسسة التي تشرف على الاستطلاعات التي تسبق الانتخابات بعد مزاعم في فبراير/ شباط من مساعدين للمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون بأنه هدف "لأخبار مزيفة" تنشرها وسائل إعلام روسية بينها وكالة أنباء سبوتنيك.
ويتخذ ماكرون موقفا صارما بشأن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو بسبب أزمة أوكرانيا، بينما قال فيون إن هذه العقوبات غير فعالة وتخلق أجواء "حرب باردة" يتعين تغييرها.
ونشرت وكالة سبوتنيك الروسية التي تديرها الدولة نتائج مختلفة لدراسات في تقرير يوم 29 مارس/ آذار تحت عنوان "الانتخابات الرئاسية لعام 2017: عودة فيون لتصدر الاستطلاعات".
وفي بيان قالت لجنة الاستطلاع الفرنسية، إن الدراسات لا يمكن وصفها بأنها تعبر عن الرأي العام، وإن وصف سبوتنيك لها بأنها "استطلاع" لا يتسق مع ما حدده القانون في فرنسا.
وفي مارس/آذار الماضي، استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرشحة اليمين للانتخابات الرئاسية الفرنسية، مارين لوبان، في ظروف استثنائية، ومخالفة للبروتوكول الروسي.
وخلال اللقاء، أكد بوتين أن بلاده لا تتدخل "بأي شكل من الأشكال" في الانتخابات الفرنسية، لكن تترك لنفسها "حق الحديث مع ممثلي القوى السياسية كما يفعل شركاؤنا الأوروبيون أو في الولايات المتحدة".
ويشير بوتين بذلك إلى قيام مسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة بالتواصل مع قادة المعارضة في روسيا وغيرها من دول العالم.
وأضاف متوجهًا بحديثه إلى لوبان: "من المهم تبادل وجهات النظر معك حول طريقة تطوير علاقاتنا الثنائية والوضع في أوروبا. أعلم أنكم تمثلون طيفا سياسيا أوروبيا يتطور سريعا" في إشارة إلى تيار اليمين الذي يصعد نجمه في فرنسا وألمانيا وهولندا وبلدان أوروبية أخرى.
وشدد الرئيس الروسي على حرصه على تطوير العلاقات مع فرنسا قائلا: "نحن نولي أهمية كبيرة للعلاقات مع فرنسا".
ويعد هذا اللقاء استثنائيا ونادرا؛ فمن غير المعتاد أن يستقبل بوتين مرشحا لانتخابات رئاسية، خاصة قبل هذه الفترة القصيرة قبل الانتخابات المقررة في فرنسا بعد أيام في أبريل/نسيان المقبل.
فالبروتوكول والأعراف تنص على استقباله رؤساء دول أو رؤساء حكومات دول لها نظام برلماني، بحسب ما أشارت له وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلنت لوبان خلال لقاءاتها في روسيا أنها ضد العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو.
وفي فبراير/شباط الماضي هاجم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو، روسيا بشدة، متهما إياها بالتدخل في سير حملات الانتخابات، قائلًا إن هذا الأمر "شكل من أشكال التدخل المرفوض".
وقال إيرو، في مقابلة مع صحيفة "جورنال دو ديمانش": "يكفي أن ننظر إلى المرشحين الذين تبدي روسيا أفضلية حيالهم، بين مارين لوبان أو فرانسوا فيون في الحملة الانتخابية الفرنسية، بينما يتعرض إيمانويل ماكرون، الذي يطور خطابا أوروبيا للغاية، لهجمات إلكترونية. هذا الشكل من أشكال التدخل في الحياة الديموقراطية الفرنسية غير مقبول، وأنا أندد به".