حتى الأبقار قاطعت إيران.. وقف شحنة قطعان فرنسية إلى طهران
كان من المفترض أن يتم شحن الماشية الفرنسية إلى مجازر طهران في خلال أشهر.. لكن البنوك الفرنسية رفضت قبول المدفوعات من إيران.
مع بدء تطبيق الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على إيران، تقطعت السبل بآلاف الأبقار في الريف الفرنسي، والتى كانت في طريقها إلى طهران قبل بدء تطبيق العقوبات الأسبوع الماضي.
وفي 8 مايو/أيار الماضي، وقع الرئيس ترامب على قرار يعلن فيه انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، الموقع عام 2015 ودخل حيز التنفيذ في 2016.
وتشمل الحزمة الأولى، التى بدأ تطبيقها يوم الثلاثاء، عقوبات على صادرات السجاد الإيراني، وأخرى على صادرات المواد الغذائية الإيرانية، وعقوبات على بيع أو استيراد الصلب والألومنيوم.
وكان من المفترض أن يتم شحن الماشية التي ترعى الآن في مزارع نورماندي الفرنسية إلى مجازر طهران خلال الأشهر القليلة القادمة كجزء من مشروع تصديري يقوده مزارعون محليون وشركة إيرانية، ولكن بدلاً من ذلك تم تعليق الخطة بعد أن رفضت البنوك استقبال المدفوعات من إيران مقابل الماشية.
وعلى الرغم من أن محنة القطعان لن يكون لها تأثير كبير على الصادرات الإجمالية لفرنسا أكبر منتج زراعي في أوروبا، إلا أنها توضح الآثار بعيدة المدى التي تفرضها العقوبات الأمريكية على إيران، التي باتت تدخل نفقا ضيقا نحو أزمة غذاء حقيقية.
وتشير التقديرات إلى عودة نظام الملالي إلى أزمة أكبر من سابقتها قبل 2016، حيث لم تتمتع طهران برفع العقوبات لأكثر من عامين ارتفعت خلالها التجارة مع أوروبا إلى أكثر من 10 مليار دولار، وتضاعفت الصادرات الفرنسية مع طهران العام الماضي إلى 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار)، مع توقعات مستقبلية بوصولها للرقم صفر.
وحظرت أوروبا ودول العالم تجارة الذهب والمعادن والسيارات على وجه التحديد مع إيران، ويبدو أن الماشية في الطريق إلى الحظر الكامل، في حين أن القيود المفروضة على المؤسسات المالية التي تبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني سوف تؤثر على جميع القطاعات.
وأعلنت شركات فرنسية من بينها مجموعة (بي.ايه.ايه) التي تنتج السيارة بيجو، وشركة صناعة السيارات المنافسة رينو اس ايه، وشركة توتال الفرنسية المنتجة للنفط عن وقف أنشطتها في إيران.
وقال مسؤول فرنسي هذا الأسبوع إن بلاده تسعى للحصول على تنازل أمريكي حتى تتمكن الشركات التي لم تتضرر من العقوبات من الاستمرار في ممارسة أعمالها، لكن مثل هذه المبادرات قد فشلت من قبل على المستوى الأوروبي، إذ إن فقدان سوق الولايات المتحدة أكبر بكثير من التبادل مع إيران.