فرنسا تدعو لقمة دولية لإعادة تقييم وجود قواتها بالساحل
القمة تأتي في ظل تصاعد موجة الهجمات الإرهابية ضد بلدان "الساحل" آخرها الهجوم الدموي الذي استهدف قاعدة عسكرية قرب نيامي.
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادة دول الساحل الأفريقي، لقمة دولية تستضيفها باريس في 13 يناير/كانون الثاني المقبل لتقييم وجود القوات الفرنسية بالمنطقة، ووضع أسس زيادة الدعم الدولي لجهود التصدي للإرهاب.
أعلنت الرئاسة الفرنسية في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن ماكرون أرجأ، بالاتفاق مع رئيس النيجر محمدو إيسوفو، قمة لدول مجموعة الساحل الخمس إلى مطلع عام 2020، بسبب هجوم إرهابي في بلاده.
وكشف بيان قصر الإليزيه عن أنه تم توجيه دعوة حضور للقمة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ورئيس المجلس الأوروبي شارلز ميتشل، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبي جوزيف بوريل.
وتأتي القمة في ظل تصاعد موجة الهجمات الإرهابية ضد بلدان "الساحل"؛ حيث كان آخرها الهجوم الدموي الذي استهدف قاعدة عسكرية قرب العاصمة النيجرية نيامي وراح ضحيته أكثر من 71 قتيلا.
وتصاعدت في الأسابيع الماضية موجة من الانتقادات والاحتجاجات بالعاصمة المالية بامكو، ضد الوجود الفرنسي في المنطقة.
وأجرى قادة دول مجموعة الساحل الخمس (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا وتشاد) محادثات قمة في العاصمة النيجرية نيامي، الأحد، بعد مقتل 71 جنديا نيجيريا في هجوم إرهابي تبناه تنظيم داعش، ودعوا إلى مزيد من التعاون والدعم الدولي في المعركة ضد الإرهاب.
وامتدت أعمال العنف الإرهابية في منطقة الساحل خصوصا إلى بوركينا فاسو والنيجر، بعد أن كانت بدأت بتمرد مسلح في شمال مالي في 2012.
وفي الأشهر الأربعة الماضية أودت هجمات الإرهابيين بأكثر من 230 جنديا في النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
ونوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قتل 13 جنديا فرنسيا في تصادم مروحيتين خلال عملية ضد الإرهابيين في شمال مالي.
وقضى أيضا آلاف المدنيين، في حين أُجبر أكثر من مليون على الفرار من منازلهم منذ بدء الهجمات الإرهابية.
وكانت فرنسا قد نشرت منذ 2013 أكثر من 4500 جندي في منطقة الساحل، في إطار عملية "برخان" التي تستهدف محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة في المنطقة بعد استيلائها على عدد من المدن بالشمال المالي.
ورغم تمكن فرنسا من إخراج الإرهابيين من المدن الرئيسية بشمال مالي؛ فإن هذه الجماعات واصلت هجماتها التي استهدفت أيضا القوات الفرنسية والأممية.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي قد اعترفت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بتراجع وصعوبة الوضع الأمني في منطقة الساحل بأفريقيا، في مستهل جولة بين مالي والنيجر.
ومجموعة دول الخمس بالساحل الأفريقي أنشئت في فبراير/شباط عام 2014 بنواكشوط، بهدف "تنسيق ومتابعة التعاون الإقليمي" في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز