لكسبريس: فرنسا محقة في رفض استقبال إرهابيي "داعش"
الصحيفة ترى أنه بدخول هؤلاء المقاتلين قواعد اللعبة وارتضائهم هذه الجرائم في حق الإنسانية، فمن حق بلادهم التنصل منهم.
قالت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية إن تردد باريس في عودة إرهابيي "داعش"، الموقوفين في شمال سوريا؛ يعود إلى خشيتها من أفكارهم ومعتقداتهم الأيديولوجية.
وأضاف الصحيفة أنه بدخول هؤلاء الإرهابيين قواعد اللعبة وارتضائهم هذه الجرائم الذي ارتكبها التنظيم في حق الإنسانية، فمن حق بلادهم التنصل منهم.
وأشارت أنه من حق فرنسا الخوف على أمنها، خاصة وأنها إحدى الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وشنت عدة غارات عسكرية على التنظيم.
والسبت الماضي، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بـ"استعادة أكثر من 800 من إرهابيي داعش تم أسرهم في سوريا، وتقديمهم للمحاكمة"، مهددا بأن الولايات المتحدة ستضطر إلى إطلاق سراحهم في حالة عدم استردادهم.
غير أن عودة الإرهابيين وعائلاتهم تطرح مخاوف لدى السلطات الأمنية في الدول الغربية، إذ يرى مسؤولون أمنيون أنهم تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطرا أمنيا كبيرا.
وتعد فرنسا من بين أكثر الدول قلقاً من عودة الأجانب المنضمين لصفوف داعش إلى بلدانهم، إذ شهدت سلسلة من الهجمات التي كان وراءها تنظيم داعش، ومن بينها الهجوم الدامي في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 الذي أدى إلى مقتل 130 شخصاً.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه بعد أعوام من انضمام الإرهابيين إلى صفوف تنظيم "داعش "الإرهابي تأبى بلادهم إعادتهم بعد جرائمهم ضد الإنسانية التي ارتكبوها حتى أصبحوا معلقين بلا هوية.
وأضافت الصحيفة أن "العائدين من داعش يعلمون جيداً أن الحكومة الفرنسية مترددة في استعادتهم، وأن هذا الملف يشكل موضوعاً حساسا في بلد لا تزال تعاني من ندبات الهجمات الإرهابية.
وبحسب مسؤولين أكراد، فيقدر عدد الإرهابيين الدواعش المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية (شمال) بنحو 800 إرهابي، يضاف إليهم 1500 طفل و700 زوجة ويمثلون جميعهم قنابل موقوتة، وسط تخوف من هروبهم خلال أي هجوم على المنطقة الكردية.
وترفض السلطات الكردية المحلية في سوريا محاكمة مسلحي داعش الأجانب المحتجزين لديها، وتطالب بإرسالهم إلى دولهم، بينما تبدي الدول الغربية ترددا إزاء استعادتهم خوفا من رد فعل سلبي من الرأي العام فيها.
ونقلت الصحيفة الفرنسية رواية سيدتين فرنسيتين في "داعش"، سافرتا بين 500 عنصر أجنبي آخرين للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي.
وأشارت إلى أنهما "غيرتا هويتهما وأسماءهما هما وأزواجهما، وتخفتا تحت النقاب حتى لا يكشف أحد هويتهما، إلا أن القوات الكردية تعقبتهما على طول ساحل الفرات، غير أنهما استطاعتا الفرار منهم راغبين عودتهما إلى فرنسا".
من جهة أخرى، أظهرت الصحيفة مخاوف هؤلاء الإرهابيين حال عودتهم، بفصلهم عن أبنائهم وسجنهم دون محاكمتهم، ونبذ المجتمع الفرنسي لهم إذا كشف هويتهم الحقيقية بأنهم أعضاء سابقون في هذا التنظيم الإرهابي.
وتتخوف السلطات الفرنسية من كونهم لا يزالون يعتنقون أيديولوجيتهم المتطرفة وعدائهم للغرب ما دفعها لرفض استقبالهم وأطفالهم، حسب الصحيفة.
ووفق مصادر أمنية فرنسية فإن هناك نحو 130 فرنسيًا اعتقلتهم القوات الكردية في سوريا إلا أن باريس لم تتخذ القرار بعد لعودتهم.
وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، وصف عناصر داعش بأنهم "أعداء" الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق.
وكانت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، قد أشارت في وقت سابق، إلى أن هناك قلقا أوروبيا واسعا، وارتباكا دوليا إثر مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول أوروبية باستقبال دواعشها من سوريا ومحاكمتهم في أوطانهم، معتبرة أن هذه الخطوة تعد "تهديدا مبطنا من الرئيس الأمريكي للأوروبيين".
ويبدو أن الموقف الفرنسي من هؤلاء "الدواعش" التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم، ليس الوحيد حيث تحفظ عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية، في الرد على طلب ترامب.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA=
جزيرة ام اند امز