العائدون من داعش.. كارثة أمنية تثير مخاوف التونسيين
قضية العائدين من بؤر التوتر تمثل أزمة أساسية في تونس تثير مخاوف الرأي العام وتخلق العديد من الإشكاليات على المستوى الأمني.
تمثل قضية العائدين من تنظيم داعش الإرهابي وبؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا أزمة أساسية داخل تونس كما تثير مخاوف الرأي العام وتخلق العديد من الإشكاليات على المستوى الأمني.
وفيما أصبح عودة الإرهابيين من الخارج مصدر خلاف بين الأحزاب التونسية، حيث يرفضه طيفا سياسيا وشعبيا واسعا، لما يمثله هؤلاء من تهديد لأمن البلاد، طالب آخرون بأن يرافق عودة الإرهابيين بحث جدي في الأطراف السياسية التي شجعت ومولت وقدمت الدعم الكامل.
وقال رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب العميد المتقاعد مختار بن نصر، في تصرحيات صحفية، الإثنين، إن عدد التونسيين العائدين من مناطق الصراع بلغ 1000 إرهابي، وذلك خلال الفترة من 2011 حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف بن نصر، خلال جلسة استماع إلى رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بخصوص عرض الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، أن مجموعة إرهابية مكونة من 4 أشخاص تمت إعادتهم قبل أسبوعين إلى تونس بطلب من السلطات التونسية وهم حاليا بين أيدي القضاء.
وأشار إلى أن "العائدين يقفون أمام القضاء ويتم إيداعهم السجن إذا تورطوا في عمليات إرهابية، لكن من لا تثبت ضده جريمة القيام بأعمال إرهابية يتم إخضاعه للرقابة الإدارية أو الإقامة الجبرية".
وأوضح أن بلاده منعت نحو 17 ألف شخص من مغادرة البلاد كانوا يعتزمون الذهاب إلى مناطق القتال.
وأعلنت اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب في 2016، تجميد أموال وممتلكات نحو 60 إرهابيا وتنظيما متطرفا، ووفق إحصائيات غير رسمية يبلغ عدد الإرهابيين التونسيين الذين التحقوا ببؤر التوتر، وعلى رأسها سوريا وليبيا، 2900 عنصر.
وبحسب مراقبيين فإن تونس لم تمضِ بشكل حازم في مكافحة الظاهرة والحد من تناميها.
وقال ناصر العمراني، القيادي بحزب العمال (يسار)، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن عودة الإرهابيين إلى تونس يجب أن يرافقها بحث جدي في الأطراف السياسية التي شجعت ومولت وقدمت الدعم الكامل لتسفير الشباب التونسي إلى سوريا والعراق للالتحاق بداعش.
وأكد أن أصابع الاتهام تتوجه إلى حزب النهضة الإخواني وشريكه في الحكم من سنة 2011 حتى 2013 حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (الذي أسسه المنصف المرزوقي) حيث تساهلوا مع العمليات المنظمة لنقل الشباب التونسي إلى مناطق النزاع.
بدورها، قالت بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، إن حزب النهضة الإخواني قام بتجنيد الشباب التونسي للقتال في مناطق النزاع الإقليمي منذ وصوله إلى السلطة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011، وذلك بتمويل قطري.
وأوضحت أن الإرهاب في المنطقة هو إرهاب إخواني بالأساس، عمل على تفتيت المنظومة الأمنية العربية وزرع الفتن في كل دولة خدمة لأجنداته الخاصة.
وبحسب مسؤولين أكراد، فيقدر عدد الإرهابيين الدواعش المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية بنحو 800 إرهابي، يضاف إليهم 1500 طفل و700 زوجة ويمثلون جميعهم قنابل موقوتة، وسط تخوف من هروبهم خلال هجوم على المنطقة الكردية.