لوفيجارو: ارتباك بأوروبا بعد دعوة ترامب محاكمة أجانب داعش
الصحيفة قالت "إن وضعا جيوسياسيا جديدا في ظل الانسحاب الأمريكي من سوريا، وفرنسا لن تستجيب في هذه المرحلة لمطالب ترامب".
قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، الإثنين، إن هناك قلقا أوروبيا واسعا، وارتباكا دوليا إثر مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول أوروبية باستقبال دواعشها من سوريا ومحاكمتهم فى أوطانهم، معتبرة أن هذه الخطوة تعد"تهديدا مبطنا من الرئيس الأمريكي للأوروبيين".
- أكراد سوريا يطالبون بنشر قوات دولية لحمايتهم من أردوغان
- مسؤول يكشف أعداد الدواعش المحتجزين لدى الأكراد بسوريا
وتحفظ عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية، في الرد على طلب ترامب بشأن إعادة 800 إرهابي أجنبي في صفوف تنظيم "داعش" من الذين جرى اعتقالهم في سوريا، رغم اعترافهم بأنه يجب على بلدانهم مناقشة هذه القضية الشائكة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن كلا من فرنسا وألمانيا والدنمارك رفضوا الطلب الأمريكي، فيما دعت لوكسمبورج، والمجر، والنمسا إلى عقد مباحثات لهذه التهديدات".
وأضافت الصحيفة أن هذا الارتباك بدأ بتصريحات ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإعلانه عن عزمه بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ثم مطالبته لأوروبا باستعادة الداوعش لمحاكمتهم في بلادهم.
ولفتت "لوفيجارو" إلى أن الحلفاء الأوروبيين لا يخفون قلقهم وعدم فهمهم للاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن مشاعر التخبط والارتباك بين الأوروبيين، تفاقمت بتصريحات المسؤولين الأمريكيين المتضاربة، مدللة على ذلك بما قاله، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس:" غيرنا التكتيك، لا الاستراتيجية تجاه الشرق الأوسط".
ورصدت "لوفيجارو" ردود فعل العواصم الأوروبية، حيث قالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، لقناة "فرانس 2"التلفزيونية، إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة ترامب، وستعيد المسلحين على أساس مبدأ "كل حالة على حدة".
وأوضحت أن "هناك وضعا جيوسياسيا جديدا في ظل الانسحاب الأمريكي، ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي، ولن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب ترامب".
وفى برلين، صرح وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس لشبكة التلفزيون الألمانية "إيه آر دى"، بأن إعادة الإرهابيين الأوروبيين المحتجزين فى سوريا كما يطالب ترامب أمر "بالغ الصعوبة" حالياً.
وفى كوبنهاجن، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي، مايكل ينسن، رفض بلاده استقبال "الدواعش" قائلا: إن "الحديث يدور عن أخطر أشخاص فى العالم، ولذا لا ينبغى لنا أن نستقبلهم".
وفي فيينا، قالت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل إنها لا تستطيع فهم طلب ترامب، مشيرة إلى أنه لن يكون "في مصلحة أحد" الإفراج عن المسلحين الأجانب الذين قام التحالف الدولي والمقاتلين الأكراد باعتقالهم.
وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن قبل إجراء المباحثات في بروكسل مع نظرائه الأوروبيين "هذه مشكلة، نحن على دراية بذلك في أوروبا" منتقدا إثارة ترامب للقضية عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg جزيرة ام اند امز