سياسة
أكراد سوريا يطالبون بنشر قوات دولية لحمايتهم من أردوغان
أكراد سوريا يقولون إن لم يتدخل الأوروبيون لحمايتنا من بطش أردوغان سنتحالف مع بشار الأسد.
مع اقتراب الانتهاء من عملية القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وانسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد، بعث أكراد سوريا رسالة إلى حلفائهم الغربيين، لا سيما فرنسا، لنشر قوات دولية لحمايتهم من بطش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي توعدهم كثيراً لشن هجمات على شمال بلادهم.
- مسؤول يكشف أعداد الدواعش المحتجزين لدى الأكراد بسوريا
- جنرال أمريكي يوصي بتسليح قوات سوريا الديمقراطية بعد الانسحاب
ودعا أكراد سوريا الدول الأوروبية إلى "عدم التخلي عنهم" بعد انتهاء المعارك التي يخوضونها ضد تنظيم داعش الإرهابي، مطالبين فرنسا كأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بنشر قوات دولية في شمال سوريا لحمايتهم من التهديدات التركية.
وفي هذا الصدد، أشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية إلى أنه "يتعين على باريس حماية الأكراد من عمليات التطهير العرقي التي يشنها الجيش التركي ضدهم".
وتساءلت المجلة الفرنسية، أي مصير ينتظر أكراد سوريا، بعد انتصارهم على مسلحي داعش الإرهابي، والانتهاء من المعارك وانسحاب القوات الدولية؟"، ودعت "لوبوان" الأوروبيين إلى عدم خيانة الأكراد في الشمال السوري الذين يعانون من ضعف وهشاشة من أكثر أي وقت مضي، في مواجهة الغزو التركي.
وفي تصريحات لوسائل إعلام فرنسية، دعا الزعيم كردي ألدار خليل الأوروبيين، بخاصة فرنسا، إلى عدم "التخلي عنهم"، قائلاً: "تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية إذا لم تفِ بها، فهي بذلك تتخلى عنا".
وطالب القيادي الكردي البارز باريس باعتبارها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بتقديم اقتراح لمجلس الأمن لحمايتهم، والعمل لصالح نشر قوة دولية في سوريا لتحمي سماءهم من بطش الأتراك، فور انسحاب القوات الأمريكية منها، بحسب تعبيره.
كما حذر القيادي الكردي الدول الأوروبية والولايات المتحدة، من أنه "إذا لم تتدخل لإغاثتهم من الأتراك فإنهم سيضطرون إلى التحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لإرسال قوات عسكرية إلى الحدود لحمايتهم".
ومع التهديدات التركية المستمرة، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود بين الطرفين، رغم أن ذلك الاقتراح لاقى ترحيباً إلى أن الأكراد يرفضون أي دور تركي في هذه المنطقة.
وأوضحت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن قوات سوريا الديمقراطية تحاصر الإرهابيين في آخر معاقلهم، الذين ينحصرون في مربع باغوز، ومساحته تقدر بنصف كيلومتر مربع، في الباغوز قرب الحدود مع العراق.
وأشارت إلى أن الأكراد كانوا مدعومين في معاركهم بغطاء جوي لقوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية التي لا تمتلك أعداداً كبيرة من القوات على الأرض.
ووصف الأكراد الإعلان الأمريكي بالانسحاب بأنه بمثابة "طعنة في الظهر"، وذلك بعد تصاعد التهديدات التركية بالغزو، لكونها تعتبر وحدات الشعب الكردية، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً.
وتهيمن وحدات حماية الشعب الكردية على تحالف قوات سوريا الديمقراطية العربي الكردي الذي يستعد لإعلان الانتصار على تنظيم داعش.
وفقاً للمجلة الفرنسية، فإن قادة أكراد سوريين سعوا بالفعل لإجراء محادثات مع حكومة الأسد لحماية منطقتهم بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أعربت في مقال نشرته صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، عن تخوفها من جعل الأكراد السوريين الذين يوشكون على الانتصار مع حلفائهم على تنظيم داعش الإرهابي "ضحايا" جدداً للنزاع السوري.
وقالت إن "إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا خلط الأوراق في المنطقة.. لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي".
وأضافت بارلي:"من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل عناصر قوات سوريا الديمقراطية ضحايا"، في إشارة إلى التحالف الكردي العربي الذي يقاتل تنظيم داعش بإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.