"السترات الصفراء" تواصل الاحتجاج للسبت الثامن في أولى فعالياتها عام 2019

المحتجون من أصحاب "السترات الصفراء" في فرنسا دعوا إلى يوم تعبئة ثامن، السبت، لاستنهاض حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين.
دعا المحتجون من أصحاب "السترات الصفراء" في فرنسا إلى يوم تعبئة ثامن، السبت، لاستنهاض حركتهم بعد اعتقال أحد قادتهم المعروفين في الإعلام، في تحدٍّ للحكومة التي تندد بـ"العصيان"، وتطالب بعودة النظام.
- فرنسا تشدد موقفها ضد "محرضي" السترات الصفراء
- محتجو "السترات الصفراء" في فرنسا يمنعون صدور عدد صحيفة انتقدتهم
وفي أول تعبئة للعام 2019، دعا المحتجون إلى التظاهر في باريس والمقاطعات، غير آبهين للتنازلات التي قدمتها الحكومة، والنقاش الوطني الكبير الذي يبدأ في منتصف يناير/كانون الثاني لبحث المطالب.
وأعلن أصحاب "السترات الصفراء" عن تحركين كبيرين في العاصمة، هما مسيرة من مقر البلدية إلى الجمعية الوطنية (البرلمان)، وتجمع في جادة الشانزيليه التي كانت مركزا للاحتجاجات في أيام التعبئة السابقة.
واعتقل إريك درويه، أحد قادة التظاهرات المثير للجدل، مساء الأربعاء، قرب هذه الجادة، وأوقف قيد التحقيق حوالي عشر ساعات، ما أثار استنكار المعارضة والمحتجين الذين نددوا بإجراء "سياسي"، وتوعدوا بأنهم "لن يقدموا أي تنازل".
استراتيجية جديدة
وسيشكل هذا "الفصل الثامن" من التعبئة اختبارا للحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي تهز الحكومة الفرنسية منذ شهر ونصف الشهر، غير أنها أبدت مؤشرات تراجع خلال الأسابيع الأخيرة.
وأحصت وزارة الداخلية خلال "الفصل السابع" من التحركات في 29 ديسمبر/كانون الأول 12 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا عند الظهر، بعدما أحصت 38600 متظاهر في 22 ديسمبر/كانون الأول، و282 ألفا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، في أول تعبئة لهذه الحركة التي انطلقت احتجاجا على زيادة أسعار المحروقات قبل أن تتسع لتشمل سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأسلوبه في الحكم.
وفي مواجهة هذه الحركة الاحتجاجية الأولى من نوعها التي أضعفت موقعه، أعلن "ماكرون" في 10 ديسمبر/كانون الأول عن سلسلة تدابير، أبرزها زيادة الحد الأدنى للأجور بنحو مئة يورو، ووعد في كلمته إلى الفرنسيين بمناسبة رأس السنة في 31 ديسمبر/كانون الأول بإعادة فرض "النظام الجمهوري"، لكن من غير أن ينجح في إخماد الحركة.
وحذرت لجنة "فرنسا الغاضبة" الممثلة للمحتجين في رسالة مفتوحة إلى "ماكرون" تم بثّها مساء الخميس بأن "الغضب سيتحول إلى حقد إذا واصلت أنت وأمثالك اعتبار عامة الشعب مجرد بائسين ومتسولين وعيديمي القيمة".
وإزاء هذا التصميم على مواصلة التظاهرات صعدت الحكومة النبرة.. وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين جريفو، الجمعة، إن هذه الحركة "أصبحت بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون ناشطين، عملا يقوم به مثيرو الشغب الذين يريدون العصيان والإطاحة بالحكومة".
ودعا وزير الداخلية قادة الشرطة في مختلف المناطق إلى مواصلة إخلاء مئات نقاط التجمع المتبقية على الطرقات بما في ذلك بالقوة.. واقترحت حركة "فرنسا الغاضبة" على أنصارها أن يخلعوا "السترات الصفراء"، السبت، وينزلوا في الشارع كمواطنين لا غير.
ومنذ انطلاق الحركة، أصيب أكثر من 1500 شخص بينهم 53 إصاباتهم خطيرة من جانب المتظاهرين، وحوالي 1100 من عناصر قوات الأمن، كما قتل عشرة أشخاص، معظمهم في حوادث سير وقعت نتيجة قطع الطرقات.