هولاند مودعا القارة السمراء: سنستمر طويلا في مالي
الرئيس الفرنسي، قال السبت في كلمته الوداعية للقارة الإفريقية، إن الوجود العسكري الفرنسي في مالي سيستمر طويلا لمحاربة الإرهاب
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، السبت، في كلمته الوداعية للقارة الإفريقية، إن الوجود العسكري الفرنسي في مالي سيستمر طويلا بهدف تدريب القوات المالية، ومحاربة الجماعات الإرهابية في البلاد.
وأضاف هولاند، خلال مؤتمر صحفي من باماكو، بعد اختتام أعمال القمة الإفريقية الفرنسية الـ27، والأخيرة له كرئيس "سنبقى هنا في مالي بإطار عملية برخان".
وتنتهي الفترة الرئاسية لهولاند في مايو/أيار المقبل، ومن غير المقرر أن يزور القارة الإفريقية مجددا حتى تنتهي فترة الرئاسية.
وأوضح "هدفنا تدريب الجيوش الإفريقية" من أجل أن تؤدي مهماتها، مشددا على ضرورة "ضمان أمن المنطقة الساحلية-الصحراوية".
لكنه حذر من أن "ذلك سيكون طويلا لأننا نواجه مجموعات إرهابية، خصوصا منها تلك المسلحة والمصممة على زعزعة استقرار المنطقة برمتها".
وكرر الرئيس الفرنسي التعبير عن وجود رغبة مشتركة بتوجيه "ضربات قاسية" للإرهابيين.
واعتبر نظيره المالي إبراهيم بوبكر كيتا من جهته، أن عملية برخان "لا تستجيب إلى حاجة مالي فحسب، بل إلى (حاجة) الساحل وأوروبا والعالم" أيضا.
وقال "هناك اليوم أوضاع تبرر هذا التعاون بين فرنسا وجيوشنا"، مشددا على أن القوات الفرنسية "بالطبع ستبقي الوقت اللازم من أجل صالحنا المشترك".
وجود شكوك
وفي طريقه إلى العاصمة المالية الجمعة، قام هولاند بزيارة رمزية لقاعدة غاو العسكرية، بعد 4 أعوام على أمر أصدره للقيام بعملية "سرفال" لطرد إرهابيين سيطروا على هذه المنطقة وما زالوا يهددونها.
وتتخوف العاصمة المالية من حصول اعتداء إرهابي كبير، بعد اعتداء استهدف فندق راديسون بلو، وأسفر عن 20 قتيلا في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ومن أبرز المشاركين في القمة، الرئيس التشادي إدريس ديبي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي والحليف الاستراتيجي في محاربة الإرهابيين، ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي، والرئيس الرواندي بول كاغامي الذي تتسم علاقاته بفرنسا بتوتر شديد.
وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري، والرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سيرليف الرئيسة الدورية للمنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، قد وصلا سويا من غامبيا؛ حيث أجريا وساطة جديدة لم تسفر عن نتيجة في الأزمة الغامبية.
وحرصا منهما على بسط الديمقراطية في القارة، قررا المجيء إلى باماكو يرافقهما الرئيس الغامبي المنتخب ادام بارو.
ويحتج الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع، الذي يرفض التنازل عن السلطة في 19 يناير/كانون الثاني لدى انتهاء ولايته، أمام القضاء على نتائج الانتخابات التي أجريت في الأول من ديسمبر/كانون الأول.
وهيمنت مسائل احترام الدساتير وشفافية العمليات الانتخابية، على أعمال القمة، توازيا مع مواضيع القدرات الدفاعية للبلدان الإفريقية.
وكانت الهواجس الأمنية في صلب محادثات مؤتمر وزراء الخارجية الجمعة، الذي اختتم بمشروع إعلان طرح السبت على رؤساء الدول والحكومات لإقراره.
وقال وزير خارجية السنغال مانكير ندياي، إن المؤتمر "يشدد على المشاكل الإفريقية وعلى الحلول الإفريقية، وأيضا على مسائل السلام والأمن والشراكة الفرنسية الإفريقية".
وتؤكد باريس أن التعهد الذي اتخذته في قمة الاليزيه للأمن والسلام في إفريقيا، في ديسمبر/كانون الأول 2013، لتدريب 20 ألف جندي إفريقي في السنة قد تحقق وتم تجاوزه. وبلغ متوسط عدد الجنود الذين خضعوا للتدريب 65 ألفاـ أي أكثر من 21 ألفا و500 سنويا، وتنوي فرنسا الانتقال إلى مستوى أعلى لتدريب 25 ألفا في السنة.
أزمة غامبيا
على هامش أعمال القمة، عقد اجتماع قمة مصغر حضره عدد من القادة الأفارقة لبحث أزمة غامبيا بحضور الرئيس الغامبي المنتخب بارو، والرئيس المنتهية ولايته الذي يرفض التخلي عن السلطة.
وقال هولاند بهذا الإطار "لا بد من احترام خيار الناخبين الغامبيين".
وكانت مسألة المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا، التي تشكل مصدرا دائما للتوتر بين الأوروبيين والأفارقة، على جدول الأعمال.
وفي مجال التنمية، أبدى المجتمعون الطموح نفسه الذي أبدوه على الصعيد العسكري. ومن 4 مليارات يورو سنويا، يتم تقديمها سنويا لدعم القارة الإفريقية عبر الوكالة الفرنسية للتنمية، على شكل قروض وهبات، تنوي فرنسا رفع دعمها إلى 5 مليارات سنويا حتى 2019.
وسيطلق هولاند صندوقا للاستثمار الفرنسي-الإفريقي بقيمة 76 مليون يورو على مدى 10 سنوات، هو أول صندوق يجمع بين القارة الإفريقية وفرنسا.