السياسة تهيمن على معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في عامه الـ70
معرض فرانكفورت للكتاب يتناول في عامه الـ70 قضايا الشعبوية والهجرة والتحرش وقمع الحريات والمسألة العرقية في دول العالم
ساعات قليلة قبل انطلاق الدوةر الـ 70 من معرض فرانكفورت للكتاب، أكبر ملتقى عالمي في مجال النشر وصناعة الكتب وتقنياتها، حيث تفتتح فعالياته الثلاثاء، بمشاركة أكثر من 100 دولة وآلاف الناشرين، فيما تحل دولة جورجيا ضيفة شرف المعرض.
وتكتسي هذه الدورة بطابع سياسي بسبب موجة "الشعبوية" التي تجتاح ألمانيا بصورة خاصة وعددا كبيرا من الدول الأوروبية عامة، وأعلنت إدارة المعرض عن مشاركة الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأربعاء في نقاش حول طريقة مواجهة الشعبوية "في العاصفة الراهنة".. كذلك يتضمن برنامج المعرض مجموعة من القضايا السياسية الشائكة المطروحة على الساحة الدولية منها: حرية التعبير في روسيا في ظل حكم فلاديمير بوتين، وقمع وسائل الإعلام في تركيا، والمخاوف حيال دولة القانون وحرية التعبير في بولندا.
ويحمل المعرض هذه السنة شعار "يجب أن نتكلم" وهو الأمر الذي يعد بنقاشات محتدمة بعد دورة العام الماضي التي طبعت بجدل أثارته دعوة ناشر ألماني من اليمين المتطرف.. وفي ظل أجواء التشكيك بالوحدة الأوروبية المسيطرة، يفتح المعرض أبوابه برسالة واضحة مؤيدة للاتحاد الأوروبي مع كلمة لوزيرة خارجية الاتحاد فيديركا موجيريني.. وتعاون المعرض مع الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية للاحتفال بالذكرى السبعين لإعلان حقوق الإنسان والتذكير على ما يفيد رئيس المعرض يورجن بوس الذي يشدد على أن هذه الحقوق يجب ألا تعتبر "مكسبا ثابتا".
كذلك تلقي قضية التحرش الجنسي بظلالها على فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وستكون حركة #أنا أيضا بعد عام على انكشاف فضيحة المنتج الأميركي هارفي واينستين والحركة النسوية، محور ندوة للكاتبة الأميركية ميج وليتزر.. وستطرح مسألة الأعراق في الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب من قبل الكاتب الأميركي الأسود بول بيتي.
وفي دليل على الإشعاع المتزايد لأوساط النشر في أفريقيا ستكون هذه القارة ممثلة بعدد غير مسبوق من دور النشر في هذا المعرض الذي ينظم منذ قرون عدة.. وستشارك في المعرض خصوصا النيجيرية شيماماندا نجوزي أديشيه صاحبة كتاب "أميركانا" وتريفونيا ميليبيا أوبونون وهي أول كاتبة من غينيا الاستوائية تترجم أعمالها إلى الإنجليزية.
وعلى الرغم من التوتر الذي شاب 2017، فإن اليمين المتطرف الذي يتعزز وجوده في ألمانيا ولا سيما في شرق البلاد، سيشارك مرة جديدة في المعرض، وسيكون هناك حضور لأعضاء في الحزب المناهض للهجرة "البديل لألمانيا"، الذي دخل مجلس النواب في ألمانيا للمرة الأولى قبل سنة. إلا أن رئيس المعرض بوس، يؤكد أنهم سيكونون "مجموعة صغيرة جدا" من بين 7300 عارض يأتون من أكثر من 100 بلد، مضيفاً: "يستقطبون الكثير من الاهتمام. والسؤال هو: هل يستحقونه؟".
ودافع المنظمون عن دعوة دار "انتايوس" هذه باسم حرية التعبير.. ويؤكد بوس "نسمح بالاستماع إلى كل الآراء أكانت تعجبنا أم لا. لكن لدينا أيضا مواقفنا وسنعبر عنها بوضوح".
وإلى جانب مواطن الجدل هذه، سيقدم معرض فرانكفورت أيضا ابتكارات تكنولوجية.. فالمغنية الافتراضية مايا كوديس ستغني كما تحضر الإسبانية مون ريباس التي زرعت مجسا للزلازل في كوعها لتشعر بالهزات الأرضية، ويكرس المعرض حيزا واسعا للكتب المسجلة أيضا.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز