محاضر إسرائيلي لـ"العين الإخبارية": نتنياهو يخشى على بقاء حكومته
اعتبر محاضر إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يسعى لوقف احتجاجات الشارع، لكنه في الوقت نفسه يطمح للحفاظ على حكومته متماسكة.
واعتبر يوناتان فريمان، محاضر العلوم السياسية والخبير السياسي في الجامعة العبرية في القدس، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن 4 أسباب دفعت بنتنياهو لإرجاء مصادقة الكنيست على قوانين الإصلاح القضائي.
وقال: "أنا لست متأكدا من أن نتنياهو أراد حقا ما تم التخطيط له، أعتقد أن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن النائب الأساسي في البرلمان الذي كان يضغط باتجاه هذه الإجراءات هو سيمحا روتمان وهو حتى ليس عضو في حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو.
وأعتقد أنه على مدى الأسابيع الماضية سمعنا، خلال الاحتجاجات، بأن العديد من أعضاء "الليكود" لم يكونوا على علم بما يجري التحضير لإقراره إذ لم تجرى مداولات معهم وتم النظر إليهم على أنهم سيوافقون على كل شيء يتم وضعه على الطاولة واعتقد أن هذا مهم، فمنذ البداية افترض الجميع أنه مهما جرى فإن لدى نتنياهو أغلبية في الكنيست، لديه 64 من أصل 120 مقعدا وبالتالي يمكنه أن يصوت على أي شيء يريده، ولكن في النهاية لم تكن هناك أبدا أغلبية".
وأشار إلى أنه "لذا فإنني اعتقد أن ثمة 4 أسباب أساسية دفعت نتنياهو الى إعلان التعليق المؤقت للتشريعات".
وقال: "السبب الأول، هو أن أعضاء في الليكود كانوا يتبنون موقفا انتقاديا حادا لحقيقة أنه تم النظر إليهم على أنهم مضمونون وإنهم سيصوتون على كل شيء وبدون مداولات داخل الحزب على الرغم من أن حزب "الليكود" هو الحزب الأكبر في الائتلاف الحكومي ولديه أغلب الأصوات".
وأضاف: "السبب الثاني، إذا ما نظرت الى تاريخ نتنياهو نفسه وما أنجزه خلال فترات وجوده الطويلة كرئيس للوزراء، فإنه كان دائما رئيس وزراء تحدث عن الحاجة إلى جهاز قضائي قوي وفصل قوي ما بين السلطات وقام بالكثير من الإصلاحات فيما يتعلق بزيادة قدرة المجتمع على التأثير على ما يجري، ولذا فاعتقد أنه حتى هو نفسه لم يكن مؤيد تماما".
وتابع: "السبب الثالث، موضوع إعلان مجموعات في الاحتياط بالجيش بأنهم لن يردوا على الاستدعاءات للخدمة بسبب معارضتهم التشريعات وهو عامل أساسي في إعلان نتنياهو تعليق التشريعات".
وأردف فريمان: "السبب الرابع، اعتقد أن استقرار ائتلافه كان عاملا كبير في قرار نتنياهو، أعتقد أن ما جرى في الأسابيع الأخيرة يضعف العلاقات بين أطراف الائتلاف الحكومي نفسه، فقد شاهدنا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يقول إنه إذا تم تعليق التشريعات فإنه سيستقيل من منصبه ثم تراجع".
وذكر فريمان أن "المخاوف الرئيسية التي لدى نتنياهو لم تكن فقط الاحتجاجات في الشوارع وإنما الاحتجاج في داخل الائتلاف نفسه سواء من قبل من لا يوافقون بالكامل على النصوص في التشريعات ويريدون إجراء مناقشات معهم حول التفاصيل أو من قبل أولئك الذين لا يريدون أصلا تغييرا جذريا في القوانين وخاصة من أعضاء الليكود".
وقال: "اعتقد أن استقرار حكومته كان عاملا كبيرا".
لماذا يرفض بايدن استقباله حاليا؟
وخلافا للتقليد الذي ساد في العقود الماضية، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض رغم مرور نحو 4 أشهر على تشكيله الحكومة.
وغالبا ما سادت العلاقات بين الرجلين خلافات حول العديد من القضايا بما فيها الملفين الفلسطيني والإيراني.
وكان بايدن أعلن للصحفيين إنه لن يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض قريبا.
وفي هذا الصدد فقد اعتبر فريمان أنه "فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية وإعلان الرئيس الأمريكي بايدن أنه لن يستقبل نتنياهو بالبيت الأبيض في المستقبل المنظور، فأنا لست متأكدا تماما من أن هذا الموقف مرتبط بموضوع التشريعات التي تدفع بها الحكومة أو أنه انتقاد لهذه التشريعات، أنا أعتقد، وهو الأمر الذي يهم نتنياهو أيضا، أن الموقف مرتبط أكثر باستقرار حكومة نتنياهو".
وقال: "ليس لدى الرئيس الأمريكي بايدن الرغبة في دعوة رئيس وزراء قد لا يصبح قريبا رئيس للوزراء، لأن استقبال نتنياهو في البيت الأبيض قد يفسر على أنه تأييد بقاء لنتنياهو في منصبه".
وأضاف: "فالرئيس الأمريكي لم يقل إن نتنياهو مثلا تراجع عن موقف ما ولذلك فإنه لن يدعوه إلى البيت الأبيض، وإنما قال إنه لن يدعوه قريبا ولا يوجد تحديد زمني لكلمة قريبا فهل هي أسابيع أو أشهر؟".
وتابع فريمان: "اعتقد أن مستقبل هذه الحكومة الآن غير مستقر وما جرى في الأسابيع الأخيرة أضعف الصلات ما بين الكثيرين في الحكومة ولذا فأعتقد أن هذا لعب دورا كبيرا في قرار نتنياهو تعليق التشريعات".
واستدرك: "هنا تبرز مسألة ما قيل عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، ولا أذكر أنه في تاريخ البلاد تمت إقالة وزير دفاع، لقد تمت إقالة وزراء وهذا مؤكد ولكن وزير الدفاع هو الوزير الأهم في الحكومة بعد رئيس الوزراء".
وقال: "قد تكون برزت مخاوف لدى الولايات المتحدة الأمريكية من أن تغيير وزراء الدفاع قد يؤثر على التعاون والمشاريع القائمة الآن بين البلدين".
فرص الحوار في مكتب الرئيس
ومن المقرر أن تستأنف جلسات الحوار في بيت الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بين الحكومة والمعارضة حول تشريعات الإصلاح القضائي.
وقال فريمان: "الكثير من الناس الذين قالوا إنهم لن ينخرطوا في مفاوضات قاموا في النهاية بإرسال ممثلين عنهم إلى بيت الرئيس حيث تجري المفاوضات، الجميع أرسلوا مندوبين عنهم وأعتقد أنه نوعا ما فإن هناك فرصة".
وأضاف: "فعلى سبيل المثال في مطلع التسعينيات كان لدينا تغيير في نظام التصويت حيث تذهب إلى صندوق الاقتراع وتصوت لحزب ولرئيس الوزراء كشخص، وكان هذا نظام غريب ولم يكن موجودا إلا في إسرائيل، وقد أيده حزب العمل، وتم التصويت عليه بالقراءة الأولى في الكنيست، ولكن يتعين التصويت عليه بثلاث قراءات، ومن ثم كانت هناك أصوات بما في ذلك داخل الليكود وآخرون قالوا إن هذا النظام سيؤدي إلى ديكتاتورية، ومن ثم بعد عام واحد من التصويت الأول، كان هناك تأييد واسع له".
وتابع: "عندما يتعلق الأمر بأي نوع من الإصلاحات فإنك سترى أن غالبية الأحزاب تتفق على أنه يجب أن تجري إصلاحات ولكن أعتقد أنه سيستغرق بعض الوقت حتى التوصل إلى اتفاق".
وأشار إلى أن "ما يلعب دورا مهما هنا هو أنهم (الحكومة) يعلمون أنهم إذا ما حصلوا على أغلبية جيدة فإن هذا سيساعد نتنياهو في موقفه، وقد رأيت أنه في استطلاعات الرأي العام فإن بيني غانتس تجاوزه كشخص مفضل لدى الناس لرئاسة الحكومة، ولذا فإن أي "انتصار" في الوصول إلى اتفاق مع المعارضة سينظر إليه على أنه أمر جيد لأنه تم بالاتفاق مع الجميع".
وقال: "أعتقد أن هناك فرصة لما يجري في مكتب الرئيس وهناك قضايا متفق عليها وأخرى لم يتم الاتفاق بشأنها، ولكن في النهاية فإن المهم هو التوصل إلى اتفاق يربح منه الجميع سواء الأحزاب المشاركة أو نتنياهو".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز