الحكومة الإسرائيلية تحشد أنصارها.. "الشعب يريد إصلاح القضاء"
حشدت الحكومة، مساء الخميس، عشرات الآلاف من أنصارها قبالة الكنيست وهم يهتفون "الشعب يريد إصلاح القضاء".
وهذه من المرات القليلة التي تتعمد أحزاب الحكومة حشد أنصارها في مواجهة مئات الآلاف من أنصار المعارضة الذين يحتجون منذ 16 أسبوعا على هذه الإصلاحات التي يسمونها انقلابا على النظام.
وقدرت بعض محطات التلفزة أعداد المشاركين في التظاهرة قبالة الكنيست في القدس الغربية بنحو من 150- 200 ألف ولكن مواقع إخبارية قالت إن أعدادهم لا تزيد عن 100 ألف.
وقاد المظاهرة وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزيرا العدل ياريف ليفين والأمن القومي إيتمار بن غفير.
ولم يشارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيا في المظاهرة ولكنه قال في تغريدة على تويتر: "أشكر مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين جاءوا إلى القدس الليلة لدعم حكومتنا. شغفكم ووطنيتكم تحركني بعمق".
المتظاهرون الذين كانوا يحملون الأعلام الإسرائيلية هتفوا: "الشعب يريد إصلاح القضاء".
وكانت أحزاب الحكومة دعت إلى ما أسمته "المسيرة المليونية" لتأييد الإصلاحات القضائية.
وتأتي المظاهرة قبل أيام قليلة من عودة الكنيست الإسرائيلي إلى الاجتماع يوم الاثنين المقبل، بعد عطلة الأعياد اليهودية.
ولا يتوقع أن تبادر الحكومة فورا إلى تمرير الإصلاحات القضائية بانتظار نتائج الحوار مع المعارضة الذي يتوسط فيه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وعلى وقع الهتاف الجامح "الشعب يريد الإصلاح القضائي" وأصوات الموسيقى المرتفعة، اعتلى وزير العدل ياريف ليفين المنصة.
وقال: "لقد صوت الشعب لصالح إصلاح قضائي"، في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية العامة التي جرت نهاية العام الماضي، وأدت إلى تشكيل الحكومة الحالية.
واستدرك: "أنا مقتنع بأنه يمكننا التوصل إلى حل بالاتفاق. أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق في المفاوضات يشمل الكثير مما نسعى إليه، الإجماع يعني التفاوض الموضوعي، لأكثر من شهر يقولون (المعارضة) لا لكل عرض".
وأضاف ليفين، الذي يعتبر مهندس الإصلاحات القضائية: " قيل لنا أن الإصلاح يهدف إلى السيطرة على المحكمة. نريد مكانًا للجميع، ليبراليين ومحافظين. يقال إن الهدف من الإصلاح هو إجبار جمهور معين على جمهور آخر. الحقيقة هي عكس ذلك".
وتابع: "قيل لنا إنه إذا تم الإصلاح، فستكون هناك ديكتاتورية، ليس هناك كذبة أعظم من هذا".
وهتف الحشد "لا نريد حل وسط"، في إشارة إلى المحادثات الجارية بين ممثلين عن الائتلاف والمعارضة برعاية الرئيس إسحق هرتسوغ، للاتفاق على تشريع حل وسط يحل محل الإصلاح القضائي الذي تقدمت به الحكومة.
ولفت ليفين إلى أنه "منذ أن قدمت الإصلاح القضائي، أصبح المزيد والمزيد من الناس يفهمون الحاجة إلى التشريع".
وأضاف وزير العدل: "نحن في وضع غير عادي في إسرائيل في الأشهر الأخيرة، في رأيي، لم تشهده الدولة من قبل. هناك جو حيث يحاول الناس رسم صورة كما لو أن الحكومة المنتخبة لا تمثل الشعب حقًا، واليوم نحن نحتج لإظهار ذلك" أن الحكومة تمثل الشعب.
أما وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير فقد هتف الحضور باسمه وبأنه رئيس الوزراء القادم ما زاده إثارة.
وعندما قال "اليسار يرفض قبول خسارته" للانتخابات ردد الحشد "عار.. عار".
واعتبر بن غفير أن المعارضة "لا تهتم بالإصلاح، إنهم يهتمون فقط بوجود اليمين في السلطة.. لم يقبلوا بأننا فزنا".
ومن جهته، قال رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، في خطابه، إن "الإصلاح القضائي سيتم تمريره في الكنيست". وأضاف "أعدكم بذلك".
وداس المتظاهرون على صور لقضاة المحكمة العليا التي تعتبر أعلى هيئة قضائية في البلاد.
ماذا قالت المعارضة؟
وقال زعيم المعارضة ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد في تغريدات على تويتر: "عار عميق وحزن عميق. هذا ما شعر به كل إسرائيلي ينتمي إلى الأغلبية العاقلة عندما رأى المتظاهرين وهم يدوسون على صور قضاة المحكمة العليا. لم يحدث ذلك في أعمال شغب لا فاميليا (منظمة يمينية متطرفة داعمة لليمين)، ولكن في مظاهرة خصص رئيس الوزراء نتنياهو خصص أموالًا من الليكود لتمويلها وكان وزير العدل ليفين المتحدث الرئيسي فيها".
وأضاف لابيد: "الخطابات الملتهبة للوزراء وأعضاء الكنيست تواصل فقط تمزيق الشعب وتفكيك المجتمع الإسرائيلي. مرة أخرى أكاذيب وتزييغ فقط لمزيد من العناوين. إلى أين تريد هذه الحكومة أن تقودنا؟ ماذا سيفعلون أيضًا لدولة إسرائيل وشعب إسرائيل قبل أن يتوقفوا؟"
ومن جهته قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان: "كما ذكرت عدة مرات، فإن إجراء "التفاوض" برمته هو عملية احتيالية من قبل نتنياهو والقادة الحقيقيين للإصلاحات القانونية - شاس ويهدوت هتوراة".
وأضاف: "أدعو لابيد وغانتس إلى التوقف عن اللعب لصالح نتنياهو ومجموعته من المتطرفين وإعلان انتهاء "المفاوضات" التي لا تمنح سوى الشرعية للسياسيين المهتمين بأنفسهم والذين يضرون بالدولة واليهودية".