إصلاحات نتنياهو القضائية تطارده حتى المقابر.. إسرائيل تحيي ذكرى جنودها القتلى
أبرزت مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى انقساما حادا في صفوف الشعب عشية حلول الذكرى الـ 75 لإعلان إسرائيل.
ووجد الصراع السياسي في إسرائيل طريقه إلى المقابر العسكرية بعد أشهر من التوترات الداخلية العميقة التي أثارتها مساعي الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي.
ويتم إحياء هذا اليوم، الذي يزور فيه الإسرائيليون المقابر العسكرية، في الرابع من شهر مايو/أيار وفق التقويم العبري وقبل حلول عيد استقلال دولة إسرائيل بيوم واحد.
وقبيل الظهر أطلقت في مختلف أرجاء البلاد صوت صافرة ووقف الإسرائيليون بعدها دقيقتي صمت.
وجرت مراسم الذكرى المركزية في المقبرة العسكرية على جبل هرتسل بالقدس الغربية بحضور كبار المسؤولين في الحكومة .
كما زار عشرات الآلاف من الإسرائيليين المقابر العسكرية، الثلاثاء، وتخللها صراخ بين العديد من عائلات الجنود القتلى ومسؤولين إسرائيليين.
هتافات ضد بن غفير
ففي مدينة بئر السبع صرخت عائلات في وجه وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وهو شخص لم يخدم في الجيش قط.
وبينما كان بن غفير يسعى للفت اهتمام الجمهور، صاح أحد أقارب الجنود القتلى "أنت لست مقاتلا، أنت فاشي".
في خلفية الاحتجاجات، غير المسبوقة اليوم الثلاثاء، رفضت قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي سعي الحكومة لإقرار قوانين تحت عنوان "الإصلاح القضائي" والتي فجرت على مدار أكثر من 3 أشهر موجة من الاحتجاجات بمشاركة مئات آلاف الإسرائيليين.
وفجرت هذه المشاعر اشتباكات بين عائلات الجنود القتلى المؤيدين والمعارضين للحكومة في عدد من المقابر العسكرية وبخاصة مقبرة بئر السبع.
فقد تعالت أصوات الصراخ مع ظهور وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير وازدادت حدة عندما بدأ بالكلام.
صفق له البعض وأشاد به ووبخه آخرون عندما انتهى.
"اذهب إلى البيت" هكذا هتف العديد من ذوي الجنود القتلى في وجهه.
وتم إحضار بن غفير إلى المنصة من خلال مدخل خلفي، دون أن يحتك مباشرة مع الحشد، إذ أغلقت الشرطة المدخل الرئيسي قبل وقت قصير من بدء المراسم، ولم تسمح سوى لعائلات الجنود القتلى بالدخول.
واندلعت مشادة كلامية بين عدد من الحاضرين، والتي ما لبثت أن تحولت إلى عراك بالأيدي تخللتها عبارات شتائم.
وصاح أحد الرجال "اخرج من هنا أيها الإرهابي" في وقت قال فيه أحد مؤيديه "نحبك يا بن غفير".
وعمل ضباط الشرطة على فصل الجانبين جسديا مع انتشار الاشتباكات إلى الطرق المجاورة، دون تسجيل أي اعتقالات.
وقد تم الاعتراض على استقبال العديد من الوزراء باحتجاجات خلال المراسم بالمقابر العسكرية في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء.
وتم رصد مشاجرات في مقبرة رحوفوت العسكرية، حيث هتف أفراد العائلات ضد وزير الداخلية والصحة موشيه أربيل من حزب "شاس" الديني قائلين: "لا نريد سياسيين".
وتمت مقاطعة كلمة وزيرة النقل ميري ريغيف في حولون بعبارة "عار".
ومُنعت وزيرة المخابرات جيلا جمليئيل من حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من دخول مقبرة عسكرية في بلدة عسفيا ذات الأغلبية الدرزية في شمال إسرائيل.
وكان السكان المحليون ينتقدون مواقف الحكومة، وكذلك كانوا ضد دعم جمليئيل لقانون تم تمريره قبل عدة سنوات والذي كرّس إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي تحت مسمى "قانون القومية".
ويخدم العديد من الجنود بالجيش الإسرائيلي في موقف مخالف للأغلبية من المواطنين العرب الذين يشكلون 21% من عدد سكان إسرائيل البالغ عددهم 9.7 مليون نسمة.
ولم تتمكن جملئيل من دخول المقبرة وأجبرت على المغادرة دون إلقاء خطابها المقرر.
ونال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا جانب من الاحتجاج بمغادرة عدد من العائلات المراسم المركزية التي أقيمت في مقبرة جبل هرتسل بالقدس الغربية.
وقال نتنياهو: "علينا هذا العام أكثر من أي وقت مضى، أن نتذكر أننا إخوة".
ومن جهته، فقد دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في كلمته في المراسم "فئات الشعب جمعاء إلى رأب الصدع وبذل قصارى الجهد من أجل إيجاد حلول للخلافات الداخلية".
وجرت المراسم وسط استنفار أمني خشية تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وكانت إسرائيل قد فرضت حصارا على جميع الأراضي الفلسطينية حتى انتهاء الأعياد يوم الخميس المقبل.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز