استنفار عسكري إسرائيلي.. مواجهة محتملة ضد إيران وحزب الله
أمام احتمال استخدام إيران أو حزب الله لصواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار، خاصة ضد منصات الغاز بالبحر المتوسط، تستعد إسرائيل لرد سريع.
ولكن رفع مستوى التأهب في البحرية الإسرائيلية لا يقتصر على البحر المتوسط وإنما يتعداه أيضا إلى البحر الأحمر.
والأحد، أعلنت البحرية الإسرائيلية عن تشغيل أسطولها المكون من طرادات من فئة "ساعر 6" بعد مرور أكثر من عامين على استلام أول سفينة من ألمانيا.
وعندما تم تسلم السفن لأول مرة في أواخر عام 2020 وطوال عام 2021، كانت السفن قادرة على الإبحار فقط من الناحية العملية، ومنذ ذلك الحين، تم تجهيز السفن بأجهزة استشعار وأسلحة وأنظمة اتصالات متطورة.
وأعلنت البحرية الإسرائيلية عن تشغيل ثلاث من السفن الأربع بكامل طاقتها، والرابعة قريبة جدًا من تلك المرحلة.
وقالت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "تمثل السفن الجديدة قفزة كبيرة إلى الأمام في قدرات البحرية وتجهيزها هو جزء من مفهوم شامل لحماية المياه الاقتصادية لدولة إسرائيل".
وأضافت: "تشير البحرية إلى أن عملية التطوير والتنفيذ التي تمت على مدار العامين الماضيين حولت "ساعر 6" إلى سفينة حربية تشغيلية، تم خلالها دمج ما يقرب من 18 نظامًا قتاليًا معًا لإنشاء واحدة من أكثر السفن الحربية تقدمًا في العالم.
وتابعت: "إنها سفينة صواريخ مستقلة، مع القدرة على البقاء لفترة طويلة في نطاقات طويلة، مما يتيح قدرة كبيرة على حماية الأصول الاستراتيجية".
واستنادا إلى عدة تقارير إسرائيلية، تابعتها "العين الإخبارية" فإن "المهمة الرئيسية للسفن الدفاعية هي أولاً وقبل كل شيء حماية احتياطيات الغاز الإسرائيلية، التي تقع على بعد 200 كيلومتر من الساحل الإسرائيلي، بشكل أساسي ضد التهديدات من لبنان، ولكن أيضًا ضد تهديدات إيران".
وقالت: "تعتقد البحرية أن السفن الجديدة تمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في قدرات البحرية في العديد من الجوانب".
وأضافت: "نظرًا لأنها سفينة حربية متقدمة للغاية، فإنها تتمتع بأهمية عملياتية في العديد من السياقات العملياتية الأخرى للبحرية والجيش الإسرائيلي".
ويعتقد المحللون الإسرائيليون أن نشر هذه السفن هو تعبير عن رفع مستوى التأهب بحرا.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "سيعلن سلاح البحرية في الوقت القريب عن تزويد هذه السفن بأحدث الوسائل القتالية والدفاعية من إنتاج الصناعات الاسرائيلية ومن ضمنها منظومة القبة الحديدية التي تضمن صواريخ بحرية من طراز L-rad لاعتراض الصواريخ وصواريخ بحرية من طراز غبريئيل كما أنها مزودة بجهاز إنذار مطور ومهبط لمروحية بحرية".
محاولات هيمنة إيران
مصدر عسكري إسرائيلي قال للهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن "إيران تحاول توسيع هيمنتها البحرية في المنطقة وخاصة في منطقة البحر الأحمر حيث تستخدم إلى جانب السفن الحربية سفن مدنية مزودة بالصواريخ والوسائل القتالية".
وأضاف: "أعادت إيران إرسال سفينة بديلة لسفينة التجسس والاستطلاع "سابيز" التي تعرضت قبل سنتين تقريبا لانفجار ألغام بحرية في عملية نسبت للكوماندوز الإسرائيلي".
وتابع المصدر العسكري الإسرائيلي: "تحمل هذه السفينة التي تبحر تحت غطاء مدني مئات الصواريخ والمسيرات وتكنولوجيات التجسس".
واستنادا إلى المصدر العسكري الإسرائيلي فإن" سلاح البحرية يلائم نشاطاته للتحديات الراهنة سواء من ناحية حجمها والمساحة الكبيرة التي يعمل فيها".
وقال: "خلال العام الماضي، قام سلاح البحرية بخمسة وخمسين عملية امتدت على مساحة 44 ألف كيلومتر في البحر المتوسط، وفي البحر الأحمر ومناطق أخرى".
التحدي الصاروخي لحزب الله
تعتبر البحرية الإسرائيلية عملية بناء قوة حزب الله اللبناني من خلال تزويده بقدرات متطورة تؤثر على الفضاء البحري بشكل كبير، ما يجعل هذا التحدي هو الأهم بالنسبة لإسرائيل.
وقالت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية: "من التحديات مواجهة صواريخ متطورة الموجودة في الساحة الشمالية في سوريا وأيضاً بيد حزب الله".
وأضافت، في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "تقدر البحرية أنه يوجد على طول شواطئ العدو في الساحة الشمالية العشرات من الصواريخ الساحلية المتقدمة، بما في ذلك نوع C-802 ، لأنه خلال حرب لبنان الثانية كان لدى حزب الله عدة صواريخ فردية".
وتابعت: "يختلف تنوع الصواريخ وقدراتها اختلافًا جوهريًا عن التهديدات التي كانت موجودة في الماضي. ستمتد نطاقات صواريخ البحر الساحلي التي ستواجهها البحرية الإسرائيلية مع القوات الجوية في الصراع القادم على مسافة تتراوح بين 70 و700 كيلومتر، مما يعني تغطية كاملة ودقيقة للساحل الإسرائيلي بأكمله".
صواريخ دقيقة
صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أشارت إلى أن بعض الصواريخ تحتوي على رأس حربي موجه دقيق ويصل مداها إلى حوالي 500 كيلومتر.
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن مدى التهديد أوسع لأن القدرات موجودة أيضًا على مدى يصل إلى حوالي 700 كيلومتر.
وقالت: "هذا صاروخ من المرجح أن يجد طريقه إلى لبنان لأن الإيرانيين أنفسهم يمتلكون بالفعل هذه القدرات ويعملون على نقلها إلى حزب الله أيضًا".
وأضافت: "يقدر الجيش الإسرائيلي أن الإيرانيين يواصلون استخدام الأسلحة في البحر الأحمر، وتشغيل سفن بديلة لـ "سافيز" الإيرانية التي تعرضت للهجوم في ظروف غامضة عندما نسبت وسائل الإعلام العالمية الهجوم الغامض إلى إسرائيل قبل نحو عامين فقط".
وتابعت: "تعتقد البحرية أن الإيرانيين يستخدمون سفنا كبيرة في مظهر مدني للاستخدامات العملياتية، مثل سفينة ضخمة "مدنية" بحوزتهم، والتي تحتوي على مئات الأسلحة المختلفة، بما في ذلك طائرات بدون طيار وصواريخ وطائرات مسيرة هجومية ومختلف المعلومات الاستخباراتية والإلكترونية".
واستنادا إلى الصحيفة فإنه "أصبح التحدي البحري الإسرائيلي أكثر تعقيدًا بكثير في السنوات الأخيرة، لكن المؤسسة الأمنية تعتقد، من ناحية أخرى، أن البحرية الإسرائيلية قد قفزت عدة خطوات في السنوات الأخيرة في قدراتها ومن خلال دمج الأيدي مع القوات الجوية والاستخبارات، بحيث أن رد فعل إسرائيل على التهديدات كان أفضل".