زيارة مطروحة للسعودية.. إسرائيل تتخذ خطوات باتجاه المملكة
رغم التقارير التي زعمت أن إسرائيل ستكون أكثر "المتضررين" من التقارب السعودي الإيراني، إلا أن تل أبيب ترى غير ذلك، بل إنها اعتبرته مؤشرا جيدا.
فوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، اعتبر أن التقارب السعودي الإيراني الأخير "مؤشر جيد بالنسبة لإسرائيل" قائلا: "إن هذا الأمر تحديدا هو الذي يمكنه أن يؤدي إلى إحداث موازنة تقرّب السعودية من إسرائيل".
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن زيارته إلى السعودية ممكنة رغم أن لا موعد لها بعد، مضيفًا: "لكنني أعتقد أنها ستتحقق (..) هذه الزيارة مطروحة على الطاولة".
وأكد كوهين أن "إسرائيل ليست هي عدو السعودية بكل تأكيد، إن عدوها هي إيران".
وفيما لم يكشف كوهين الذي كان يتحدث لإذاعة الجيش الإسرائيلي خلال زيارة له إلى أذربيجان، المزيد من التفاصيل عن تصريحه هذا، لم يسبق لأي مسؤول إسرائيلي على الإطلاق أن قام بزيارة إلى السعودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وفي إشارة الى زيارته الليلة الى تركمانستان، أضاف: "إنها (تركمانستان) هي الأقرب إلى إيران، على بعد 17 كم من الحدود. مصلحتهم أكبر من مصلحتنا، كل الدول الإسلامية التي تحيط بإيران لا تريد أسلحة نووية لإيران، والفرق بينها وبيننا هو أننا أقوياء ونعرف كيف نهاجم".
وأشار إلى أن دولة واحدة ستنضم إلى اتفاقات إبراهيم هذا العام، دون مزيد من التفاصيل.
السلام مع السعودية
يأتي ذلك، فيما يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "السلام مع السعودية" الذي يعتبره ضمن 3 أولويات لحكومته، قائلا، إنه سيكون له نتائج تاريخية.
وأعاد نتنياهو التأكيد على موقفه هذا مجددا، يوم الإثنين، خلال لقاء مع السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام الذي وصل لإسرائيل قادما من المملكة العربية السعودية.
وقال نتنياهو: "نريد التطبيع والسلام مع المملكة العربية السعودية. ونرى أن ذلك ربما يكون قفزة عملاقة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي (..)يمكن أن تكون لهذا الاتفاق نتائج تاريخية لكل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم".
وتابع نتنياهو: "من الواضح أننا نرحب بالمشاركة الأمريكية من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدعم من كلا الجانبين في الكونغرس".
وكان نتنياهو حدد السلام كأحد أهم 3 أهداف لحكومته، إضافة إلى منع إيران من التسلح النووي وأخيرا تطوير الاقتصاد الإسرائيلي، لكن مسعاه للإصلاح القضائي فجر احتجاجات واسعة أشغلت حكومته منذ 3 أشهر عن هذه الأهداف.
والشهر الماضي، قال نتنياهو لقادة يهود أمريكيين إن السلام مع السعودية في حال قد بدأ فإنه سيكون تدريجيا وسيستغرق وقتا، غير أنه أشار إلى أن السلام مع السعودية سيقود لمشاريع عملاقة بالمنطقة بينها خط القطار، مؤكدا وسيقود لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي.
أما إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فقال نتنياهو في حينه إنه سيأتي لاحقا، لكن السعودية ربطت مرارا السلام مع إسرائيل بقيام دولة فلسطينية.
وكان محللون إسرائيليون اعتبروا أن التقارب السعودي الإيراني قد يقرب السلام بين إسرائيل والسعودية وقد يبعده اعتمادا على الموقف السعودي.
لقاء فلسطيني سعودي
تصريحات كوهين جاءت بعد ساعات من لقاء هو الأول منذ فترة طويلة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ووصل عباس، فجر الأربعاء، إلى مدينة جدة، للقاء ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، فيما قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن عباس "أطلع ولي العهد السعودي، على آخر التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والأوضاع في الأرض الفلسطينية".
وأضافت أن عباس: "أشاد بالإنجازات الكبيرة والنهضة الشاملة التي حققتها المملكة العربية السعودية في المجالات المختلفة في ظل رؤيتها 2030، والعمل على تعزيز حضور المملكة ورفع مكانتها الرائدة على المستويين الإقليمي والدولي، مثمنا دورها الفاعل والمهم في دعم قضايا الأمة، وفي الطليعة منها دعم قضية شعبنا الفلسطيني، وصولا لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والتمسك بمبادرة السلام العربية.".
رسائل سعودية
وتابعت: "بحث اللقاء، علاقات الأخوة الفلسطينية السعودية وسبل تعزيزها، وتم الاتفاق على استمرار التنسيق على المستويات كافة، كما تم بحث الأوضاع في المنطقة، وسبل إنجاح القمة العربية القادمة في الرياض".
وأشارت إلى أنه "من جانبه، أكد ولي العهد السعودي، مواقف المملكة الثابتة لدعم القضية الفلسطينية وأن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله".
وللمرة الأولى منذ العام 2015، وصل الى السعودية وفد من قيادة حركة "حماس" لأداء مناسك العمرة، ضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ومسؤول علاقاتها الخارجية خالد مشعل وقادة آخرين.
ولم يتم الإعلان عن أي لقاءات رسمية لمسؤولين سعوديين مع "حماس"، فيما أكد مسؤول فلسطيني كبير مرافق للرئيس الفلسطيني، أن اللقاء مع "حماس" لم يكن أصلا مطروحا على جدول الأعمال.