إسرائيل أقرب للحرب.. تحذير من الاستخبارات العسكرية لنتنياهو
رسالة تحذير أطلقتها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في وجه المستوى السياسي لحكومة نتنياهو مؤخرا من أن إسرائيل أقرب للحرب من الهدوء.
وبحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية "أمان" فإن "التوترات الأمنية لن تختفي بعد نهاية شهر رمضان، وقد يؤدي الاتجاه الأمني السائد إلى اندلاع حرب".
وفقًا للتقديرات نفسها، التي نشرها موقع "واللا" الإخباري وتابعتها "العين الإخبارية": "يجب تأجيل أي رد غير معتاد ضد حماس وحزب الله والفروع التابعة لإيران في سوريا إلى ما بعد تهدئة التوتر الديني المتفجر الذي نشأ حول الحرم القدسي الشريف".
وكان اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء بالضرب على المصلين في المسجد، الأسبوع الماضي، أدى إلى ردود فعل غاضبة في الأراضي الفلسطينية وامتدت لإطلاق صواريخ من غزة ولبنان وسوريا.
وحملت إسرائيل "حماس" المسؤولية عن إطلاق الصواريخ من غزة ولبنان، فيما قالت إن فصيلا فلسطينيا أطلق الصواريخ من سوريا.
وهاجمت إسرائيل أهدافا في غزة ولبنان وسوريا، ولكن مصادر إسرائيلية قالت إن إسرائيل قد تعمد إلى تنفيذ عمليات عسكرية بعد انتهاء الأعياد اليهودية نهاية الشهر الجاري.
وفي تحذيرها، أكدت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن "التوترات حول المسجد الأقصى تستحوذ على مختلف الساحات، وتزيد من تأثير التحريض ضد إسرائيل على الشبكات الاجتماعية".
وتشير تقديرات الاستخبارات العسكرية أيضا إلى أن الردع الإسرائيلي يتآكل، من بين أمور أخرى، بسبب نأي الولايات المتحدة بنفسها عن الشرق الأوسط.
وقالت: "أدرك أعداء إسرائيل بانسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، والذي تضمن إزالة الطائرات المتقدمة من المنطقة واستبدالها بطائرات أقل تقدمًا".
ولفت في هذا السياق إلى أنه "هذا التغيير يؤثر على الردع الإسرائيلي إلى جانب الانشغال الأمريكي المتزايد بالصين وروسيا".
كما تقدر المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن "المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قرر قبل عام الرد على تصرفات إسرائيل ضد النظام في طهران".
وبحسب هذه التقديرات، فإن "الزعيم الإيراني يطالب بالرد على الاغتيالات والهجمات المنسوبة لإسرائيل، وبالتالي يبذل الإيرانيون جهدًا لنقل الأنشطة المعادية إلى داخل إسرائيل وليس البقاء على الحدود".
وفي هذه المرحلة، وبحسب نفس تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "لا ينجح الإيرانيون في مهمتهم، لكنهم يواصلون الضغط من العراق وسوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية".
كيف يحلل عاموس هرئيل المشهد؟
وفي هذا الصدد، قال عاموس هرئيل، المحلل في صحيفة (هآرتس) في مقال تابعته "العين الإخبارية": "ازدادت احتمالية أن تجد إسرائيل نفسها، السنة القادمة، في حرب حقيقية بدرجة كبيرة في الأشهر الأخيرة.. هذا استنتاج شعبة الاستخبارات في هيئة الأركان العامة.. وهو استنتاج معروف لكبار ضباط الجيش ولمتخذي القرارات في المستوى السياسي".
وأضاف: "لا تتحدث الاستخبارات العسكرية عن احتمالية عالية لحدوث حرب، وحتى الآن تعتقد أن إيران وحزب الله وحماس غير معنيين بالضرورة بمواجهة مباشرة وشاملة. ولكن يبدو من الواضح أنهم مستعدون للمخاطرة والمقامرة بنشاطات عدائية أكثر جرأة، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية الشديدة، التي قللت مجال مناورتها الاستراتيجية".
وتابع: "على هذه الخلفية تقدر الاستخبارات العسكرية أنه قد تعززت احتمالية أن تشتعل سلسلة مواجهات في ساحات مختلفة من شأنها أيضا، وبدون نية مسبقة، وتصل لحرب واسعة متعددة الجبهات.. هذه هي العاصفة الكاملة التي يتحدث عنها رجال الاستخبارات منذ بضعة أشهر. هي تتفق مع تداعيات الاختلاف حول محاولة حكومة نتنياهو أن تخرج الانقلاب النظامي إلى حيز التنفيذ".
وأشار هرئيل إلى أنه "في جهاز الأمن يلاحظون تغييرا تدريجيا في مقاربة طهران تجاه إسرائيل.. انتقلت إيران إلى وضع عداء استراتيجي تجاه إسرائيل.. وتحتل الرغبة في المس بها اليوم مكانا أكثر أهمية بكثير في سلم الأولويات الاستراتيجية".
وقال: "تغيير موقف إيران هو رد مباشر على توجهات بعيدة المدى يعزوها النظام لإسرائيل: ازدياد الهجمات على الأراضي الإيرانية نفسها، نشاطات تخريبية في منشآت نووية واغتيال علماء ذرة وضباط في الحرس الثوري، وهجمات جوية ضد قوافل السلاح وقواعد لإيران موجودة في سوريا".
وأضاف: "توجد لإيران أسباب أخرى لتكون راضية، مؤخرا، إضافة إلى التراجع الأمريكي والمشكلات الداخلية التي تغرق فيها إسرائيل.. يبدو أنه بعد أشهر كثيرة يظهر هناك تباطؤ في احتجاج الحجاب، وحقق النظام سيطرة أكبر في الجبهة الداخلية بفضل استخدامه وسائل قمع عنيفة.. التحالف مع روسيا يقوي إيران، وهي تأمل بأن تحصل على منظومات دفاع جوية متقدمة وطائرات حربية مقابل المسيرات الهجومية التي قدمتها لروسيا لصالح الحرب في أوكرانيا".
وتابع: "في الخلفية تترسخ إيران كدولة عتبة على بعد مسافة من اتخاذ قرار التقدم في إنتاج القنبلة: تحتاج فقط 12 يوماً حسب تقدير الإدارة الأمريكية إلى أن تحصل على اليورانيوم المخصب بمستوى 90 في المئة وبكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة، وبحاجة إلى سنتين أو أقل إلى أن يتم إنتاج سلاح نووي".
وأشار إلى أنه "يتلاقى التغيير الإيراني مع ساحة فلسطينية تغلي.. ما زالت حماس تتجنب مواجهة عسكرية في غزة، لكنها طموحة أكثر بكثير في مناطق أخرى.. القدس والضفة الغربية في البؤرة من خلال تشجيع حثيث لحماس على القيام بعمليات.. وفي الخلفية السلطة الفلسطينية ليست فقط ضعيفة بل غارقة في صراع وراثة متزايد تقوم جهات خارجية، من بينها الأمريكيون بتأجيجه".
نتنياهو: ما زلنا في منتصف المعركة
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مؤتمر صحفي مساء أول من أمس: "أنتم تعرفونني بالفعل.. أنا لا أتصرف بتهور، أنا أتصرف بحزم، وقبل كل شيء، أتصرف بمسؤولية".
وأضاف: "سنصد هذه الأخطار وسنهزم عدونا. لقد فعلناها من قبل، سنفعلها مرة أخرى. نظرًا لأن الحكومات التي قدتها حققت أكثر عقد أمني سلمي في تاريخ البلاد، فهذه ليست أرقامي، هذه هي أرقام الجيش الإسرائيلي".
ومضى في حديثه: "في سوريا عملنا ضد أهداف إيرانية وضد أهداف للنظام السوري. يعرف نظام الأسد بالفعل أن الثمن الذي فرضناه ليس سوى البداية. إذا استمر في السماح بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فإن نظام الأسد سيدفع ثمناً باهظاً".
وأضاف: "في لبنان هاجمنا أهداف البنية التحتية لحزب الله وأهداف حماس في لبنان.. لقد تصرفنا بطرق أخرى لن أذكرها بالتفصيل هنا ردًا على إرسال الإرهابي إلى مجيدو.. لن نسمح بإقامة بنية تحتية لحركة حماس في لبنان".
وتابع نتنياهو: "أما بالنسبة لغزة، فقد أسقطنا في ليلة واحدة 50 طناً من القنابل على أهداف مهمة لحماس فوق وتحت الأرض.. دمرنا مواقع إنتاج الصواريخ ومخازن الصواريخ وغيرها من الأسلحة والأنفاق، شدة هجومنا رسالة لحماس بخصوص الثمن الذي سنفرضه منها في المستقبل إذا لزم الأمر، وقد وصلت رسالتنا".
وفي إشارة لافتة قال نتنياهو: "كل هذا ليس نهاية القصة، ما زلنا في منتصف المعركة. نحن على استعداد لأنشطة إضافية قوية في جميع القطاعات حسب الحاجة".
هل يؤشر بقاء غالانت لعملية عسكرية؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مضى في حديثه: "لا نريد حملة واسعة، نحن نبذل قصارى جهدنا لمنعها. لكن إذا طلب منا ذلك، فإن أعداءنا سيقابلون بدولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي وقوات الأمن بكامل قوتها".
وأعلن نتنياهو في ذات المؤتمر أن وزير الدفاع يوآف غالانت باق في منصبه وهو ما قد يؤشر إلى أن إسرائيل مقبلة على عمل عسكري قادم.
بحسب التقديرات الإسرائيلية فإن إسرائيل لن تقدم على أي عمل عسكري قبل عيد الاستقلال الذي يصادف نهاية الشهر الجاري.
وثمة من يعتقدون بأن نتنياهو سيهرب من تفجر أزمة الإصلاحات القضائية من جديد في الشارع الإسرائيلي إلى عملية عسكرية توحد الإسرائيليين من خلفه.
وكانت المعارضة أعلنت أنها ستدعم نتنياهو في أي عمل عسكري يقوم به ضد "أعداء إسرائيل".