الانتخابات الفرنسية تعكس الانقسام الجديد للغرب
الجولة النهائية بين مرشحي الوسط واليمين تعكس الانقسام الجديد للغرب بين التيار المعتدل واليمين المتطرف.
يواجه المواطنون الفرنسيون خيارا معقدا في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي بدأت اليوم جولتها النهائية بين ممثل الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين الشعبوي المتطرف مارين لوبان، فيما يعد انقساما جديدا في الغرب مشحونا بخليط من الترقب طائش والرهبة الوجودية.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن كل الاحتمالات ممكنة في عالم السياسة الغربية الذي يتقلب حاليا، وخصوصا بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر الماضي.
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للشعبويين التابعين للتيار اليمين المتطرف، فإن الانتخابات الفرنسية، في بلد يعاني من نسبة بطالة عالية وهجمات إرهابية متكررة، هي الفرصة التي يريد الشعبويون انتهازها لإعادة تشكيل النظام العالمي من خلال نظرتهم الشعبوية المتطرفة التي تعتمد على الانتقائية والمنع.
على الجانب الآخر، يرى المعتدلون أن فوز الشعبويين سيعد الضربة الثالثة بعد فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - مما يعني تفكيك الاتحاد الأوروبي، الذي هو أحد الأساسات الرئيسية لحلف شمال الأطلسي الناتو والتحالفات الاقتصادية عبر المحيط الأطلسي.
لكن بالنسبة لملايين الناخبين الفرنسيين، الذين يقومون بالتصويت اليوم الأحد، تشير المؤشرات إلى أن موجة الشعبوية الفرنسية من المرجح أن تتجاوز الحدود الفرنسية.
المرشح المستقل إيمانويل ماكرون يتقدم بنحو 25 نقطة عن غريمته اليمينية مارين لوبان، حيث يقول المحلل السياسية في جامعة بانتيون أساس، البروفيسور أوليفير روكوان، إن فرص لوبان ضئيلة للغاية، لكن خسارة لوبان لن تعني خسارة التيار الشعبوي الفرنسي أو الأوروبي بشكل عام.
ويرى أستاذ الدراسات السياسية في جامعة باريس، ماداني شوفرا، أن الغرب يواجه خيار بين تيارين اجتماعيين مختلفين تماما، وأن العالم يضع أنظاره على فرنسا لأنها استطاعت وضع النقاش بين التيارين الشعبوية والوسطي الجاري حول العالم في كبسولة الانتخابات الفرنسية.
إلا أن روكوان يري أن فوز ماكرون سيضع أعبائا عليه وعلى التيار الوسطي العالمي لإقناع أنصار لوبان والشعبويين بشكل عام بأنه سيستطيع بأن يجعل حياتهم أفضل، وفي حالة الفشل فسيصبح للشعبويين موطئ قدم في الانتخابات المقبلة نظرا لأنهم سيقومون بدعم صفوفهم.
وأضاف روكوان أن مارين لوبان تتقدم خطوة بخطوة، وحتى إذا ما خسرت انتخابات هذا العام، فإنها، بشكل كبير، قد تتقلد مقاليد السلطة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjE0IA== جزيرة ام اند امز