تصعيد اقتصادي فرنسي ضد واشنطن.. دعوات للرد بالمثل على حمائية ترامب

في خضم تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وباريس، يتنامى قلق الأوساط الاقتصادية الفرنسية من انعكاسات السياسات الحمائية، التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويرى خبراء اقتصاديون أن السياسات الحمائية قد تُحدث اضطرابًا عميقًا في التوازنات التجارية بين ضفتي الأطلسي. كما دعوا إلى اتخاذ خطوات بالمثل للرد علي سياسات ترامب.
وفي هذا السياق، أعرب الخبير الاقتصادي رئيس منظمة أرباب العمل الفرانكفونية ومستشار الرئاسة الفرنسية، جون لو بلانشييه، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن قلقه من التداعيات بعيدة المدى لهذه الحرب التجارية.
وحذر بلانشييه من أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة قد تُقوّض جهود النمو داخل منطقة اليورو، مؤكدًا أن "الحمائية تفتح الباب أمام موجات من التوترات الاقتصادية الدولية، وتعرقل سلاسة التجارة الحرة، خاصة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة".
ودعا بلانشييه الاتحاد الأوروبي وفرنسا إلى تبني سياسات مرنة وشاملة تقوم على الابتكار وتعزيز الإنتاج المحلي، مع التركيز على تكامل اقتصادي أوروبي قادر على مقاومة الصدمات الخارجية وتأمين استقرار مستدام في المشهد الاقتصادي العالمي.
بدوره، حذر جان-لوك بيسو، أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس، لـ"العين الإخبارية" من تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد الأوروبي، مؤكدَاً أن تشديد الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الأوروبية يهدد بتقويض القدرة التنافسية للشركات الفرنسية، لا سيما تلك المعتمدة على التصدير.
ويقول بيسو: "زيادة التعريفات الأمريكية سترفع من كلفة الإنتاج بالنسبة للصادرات الفرنسية، ما سيقلّص قدرتها على المنافسة في السوق الأمريكية ويعرقل نموها في المرحلة المقبلة."
من جانبه، قال دومينيك شارف، الخبير في معهد الدراسات الأوروبية، لـ"العين الإخبارية" إن هذا التصعيد قد يقوّض العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، موضحًا: "قد يؤدي ارتفاع الأسعار الناتج عن الرسوم الجديدة إلى تراجع الطلب على المنتجات الأوروبية، ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد الفرنسي، حتى دون تأثير مباشر".
ويشير الباحث الاقتصادي الفرنسي إلى أن هذا الوضع قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى تسريع وتيرة البحث عن شراكات تجارية جديدة، مما يعزز الحاجة إلى تبني استراتيجيات اقتصادية بديلة لمواجهة التحديات الخارجية وتفادي الارتهان للسياسات الأمريكية.
وفي هذا الإطار، كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة OpinionWay لصالح CCI France و "لا تريبين" ومحطة "إل.سي إي" عن أن 62% من أصحاب الشركات الفرنسيين يؤيدون فرض رسوم جمركية مضادة على المنتجات والخدمات الأمريكية، في رد مباشر على ما اعتبروه "هجومًا اقتصاديًا" من واشنطن.
وفي المقابل، رفض 30% تشديد الإجراءات الحمائية، بحسب نتائج "الاستشارة الكبرى لرواد الأعمال" التي صدرت في 30 أبريل الجاري.
وفيما دعا 81% من المشاركين إلى تعزيز العلاقات التجارية مع دول أخرى، أيد 41% وقف الاستثمارات في الولايات المتحدة، بينما تمسك 49% بمواصلة الاستثمار هناك، رغم الانتقادات التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا لمثل هذا التوجه.
aXA6IDMuMTMzLjE1OC4xNzgg جزيرة ام اند امز