ضابط فرنسي يروي تفاصيل صفقات أردوغان المشبوهة مع داعش
صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية كشفت عن عملية تبادل أسرى بين تركيا وتنظيم "داعش" الإرهابي الأمر الذي يتنافى مع مكافحة الإرهاب
كشفت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية في تحقيق استقصائي عن عملية تبادل أسرى بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أن ذلك الأمر يتنافى مع المزاعم التركية عن جهودها في مكافحة الإرهاب.
وبحسب الصحيفة فإنه من خلال التقصي فهذه العملية لم تكن الأولى، لتبادل سجناء بين "داعش" وتركيا، إذ تكررت مراراً منذ عام 2014، حين أرسلت تركيا إلى سوريا العشرات من المسجونين الإرهابيين من بينهم فرنسيون، مقابل استرداد سجناء في يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأثارت هذه الصفقة وغيرها التساؤلات لما يحيطها من غموض، سواء في قدرة تنظيم داعش على سجن أشخاص تابعين لتركيا، أو قبول الأخيرة استردادهم بصفقات بلاد من خوض عمل مسلح ضد التنظيم الإرهابي، مثلما تفعل بشكل دائم ضد التنظيمات الكردية في العراق وسوريا.
وبحسب المعلومات التي جمعتها "لوجورنال دو ديمانش" فإن"هذه المعاملات المشينة تشكك في جهود أنقرة الخاصة فيما يخص التعاون في مكافحة الإرهاب".
وطرحت الصحيفة مثالا على عملية التبادل التي جرت مع "داعش" وهو الضابط محمد، الذي ينحدر من ضواحي فرنسا، وسافر إلى تركيا نهاية صيف 2014، وعاد مرة أخرى إلى الأراضي الفرنسية في مارس/أذار 2015، مثل المئات من الإرهابيين العائدين إلى فرنسا، إلا أن قصته حيرت العديد من المحققين الفرنسيين.
فهذا الضابط اعتقلته السلطات التركية في سبتمبر/أيلول 2014، قبل سفره إلى سوريا، وفي وقت قصير تم إرساله إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي على غير إرادته لتبديله بأتراك مسجونين لدى "داعش" من بينهم القنصل التركي في الموصل، بحسب شهادته.
وأرسل الضابط الفرنسي بالفعل إلى "داعش" في 20 سبتمبر/أيلول 2014، من قبل السلطات التركية، واكتشف أن هناك العديد من المعتقلين، الذين تستخدمهم تركيا للمبادلة للحصول على أسراها.
وقال الضابط إنه" عشية عملية الاستبدال جاء إليه ضابط تركي وطمأنه أنه ستتم إعادة تسليمه إلى فرنسا مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول"، و في اليوم التالي اصطحبه ضابطان تركيان يرتديان ملابس مدنية، وحدثاه بالفرنسية، ووضعاه في سيارة، وأدرك بعد ذلك أنه في طريقه إلى سوريا عندما رأى راية تنظيم "داعش" الإرهابي السوداء، وحينها أدرك أنه ضحية لعبة تركية.
وتابع الضابط الفرنسي أنه كان بصحبته ممن تم استبدالهم "اثنين من الروس وتونسي".
وكان تنظيم "داعش" احتجز 49 رهينة من القنصلية التركية، من بينهم القنصل ذاته، أوزتوك يلماز، حين استولى بشكل سريع ومثير للتساؤل على مدينة الموصل عام 2014.
وفجر هذا القنصل في يناير/كانون الثاني الماضي مفاجأة حين اتهم الحكومة التركية بتسليمه مع كادر القنصلية إلى تنظيم "داعش" في الموصل.
ووجه يلماز- الذي انتقل الآن إلى صفوف المعارضة- كلمة إلى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال جلسة برلمانية تساءل فيها عن أسباب تسليم كادر القنصلية إلى تنظيم داعش، ملمحا إلى أن أنقرة تدلي بأكاذيب حول حربها على الإرهاب، واستشهد في ذلك بدعمها لجماعات متطرفة في إدلب وحلب بسوريا.
وتابع الضابط الفرنسي أنه تم استبداله ببعض الرهائن، ثم تم تحريره بعد أكثر من 3 أشهر قضاها في كنف التنظيم الإرهابي.
وعادت الصحيفة قائلة إنه بموجب معلومات حصلت عليها فإن هذا النوع من المفاوضات حدث عدة مرات بين تركيا وتنظيم" داعش"، متوقعة أن عام 2018 سيشهد عودة محتملة لمئات الإرهابيين للأراضي التركية.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز