كيف يخفي أردوغان دعمه لداعش.. جمعيات خيرية وتجارة أعضاء
تقرير كردي يكشف بالأسماء عن المنظمات التي استغلها أردوغان في احتلال مدن الشمال السوري، ووسائل تمويلها، وحمايتها من الملاحقة القانونية.
كشفت منظمة "المرأة الكردية"، عن طرق دعم الاستخبارات التركية، لتنظيم "داعش" الإرهابي، ومصادر جمع العناصر المسلحة التي استخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الحشد لاحتلال مدن إدلب وجرابلس وعفرين بشمالي سوريا.
ووفق تقرير أصدرته المنظمة في هذا الشأن، النظام التركي يقوم بتحريك عناصر داعش في أوروبا وبلدان عربية، منها سوريا، عبر مكاتب للتخطيط في مدن بتركيا، تديرها الاستخبارات تحت لافتة الأعمال الخيرية لتمرير الدعم المادي واللوجستي وإعطاء الغطاء القانوني لأعمالها.
وقدمت المنظمة أسماء تلك الجمعيات، وهي: "جمعية البدر"، "أحفاد العثمانيين"، "التعاون الاجتماعي"، "غرف العثمانيين"، "الإغاثية".
ومن ضمن مهام بعض هذه الجمعيات إرسال الذخائر واللوجستيات إلى عناصر "داعش" و"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، فضلاً عن القيام بنفس الدور لتنظيمات أخرى موالية لتركيا مثل "الجيش السوري الحر"، ويساعد في هذا الدور مصانع وشركات تابعة للاستخبارات التركية.
مستشفى زوجة أردوغان
وضربت المنظمة، في تقريرها، مثلا آخر من أمثلة تغطية الدعم التركي للتنظيمات السورية المسلحة، وهو المستشفيات التي تستقبل جرحى "داعش" من سوريا وليبيا، وهي مستشفيات "المجمع السني الرباع" في إسطنبول، ومستشفى "ميديكال بارك" التابع لزوجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومستشفى "ميديكال إنترناشيونال"، ومشافٍ حكومية وميدانية في غازي عينتاب وشانلي أورفا.
تجارة الأعضاء البشرية
ولفت التقرير إلى مظاهر التمويل غير المباشر الذي تقوده الاستخبارات التركية لصالح "داعش"، من خلال مراكز لبيع الأعضاء البشرية الخاصة بالقتلى من النساء والأطفال في سوريا، في مراكز معنية بهذه التجارة داخل تركيا.
مكاتب لداعش
كما تم تخصيص مكاتب لتنظيم داعش في إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب، بالإضافة إلى المعسكرات المعنية بتجنيد عناصرهم في كل من أديامان، وقونية، وإزمير، وديلوك، ورها، وفي مدن ومناطق أخرى.
وقال التقرير، إنه رغم إعلان النظام التركي محاربة مرتزقة داعش فإنه لم يتم توثيق أي اشتباك بينهما حتى الآن.
وتطرق إلى مسميات التنظيمات والمليشيات التي يدعمها النظام التركي من كل النواحي بشكل عام.
فإلى جانب داعش، يدعم أردوعان تنظيمات "أحرار الشام"، و"نور الدين الزنكي"، و"هيئة تحرير الشام"، و"جبهة النصرة".
فضلا عن ذلك شكَّل أردوغان تنظيمات خاصة بمهام تركية صرفة، مثل عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" اللتين توغل عبرهما في الجسد السوري، خاصة المدن الشمالية.
ومن هذه التنظيمات: فصائل "درع الفرات" والتي تتكون من "فيلق الشام"، و"لواء السلطان مراد"، و"الفرقة "13، و"فيلق الجيش الوطني"، و"فيلق الجبهة الشامية"، وفصائل بالجيش الحر، وهي "المجلس العسكري والثوري"، و"لواء التوحيد"، و"لواء جند الحرمين"، و"لواء أصحاب اليمين"، و"لواء اليرموك"، و"لواء أحرار الشيوخ"، و"صقور الشام"، التي حاربت بالوكالة عن تركيا وسلمتها مدن الباب، وجرابلس، ومارع، وأعزاز، وأخيرا عفرين، مع السماح بانتشار سياسة التتريك في مؤسسات التعليم والحكومة.
فصائل كردية "باعت ذمتها"
وتابع التقرير أن أردوغان "لم يدّخر أي جهد في سبيل شراء الذمم وتسخير الخارجين من أبناء الشعب الكردي أيضا في خدمة أهدافه الاحتلالية، ليؤلب أبناء الشعب الكردي على بعضهم بعضا، عبر فصائل مرتزقة كردية، شاركت الجيش التركي في احتلال عفرين، وهي كتيبة آزادي، وكتائب أحفاد صلاح الدين، التي بايعت جبهة النصرة، وألوية رديفة، ضمن المجلس الكردي المشترك مثل لواء يوسف العظمة، وتجمع ثوار الكرد، ولواء العدل، ولواء صلاح الدين الأيوبي، ولواء المشعل، وحركة أحرار الشام، والجناح الكردي، وكتائب ثوار الكرد".
50 ألف محتل
ويستغل أردوغان الفصائل المسلحة التي تخرج من المدن السورية التي يستعيدها النظام السوري، بموجب اتفاقات بينه وبين تلك الفصائل، في أن يكونوا عونا للأتراك في احتلال مزيد من المدن شمالي سوريا.
وخرج عشرات الآلاف من عناصر الفصائل المسلحة من مدن حلب وحمص والغوطة الشرقية بدمشق على مدى الأشهر الأخيرة، وذهبوا إلى المدن الخاضعة للسيطرة التركية، وهي إدلب وجرابلس والباب، وذلك بموجب اتفاقات مع دمشق بوساطة روسية، تقضي بأن يخلي هؤلاء المدن التي سيطروا عليها بعد اندلاع الأزمة السورية، في مقابل تعهد النظام السوري بعدم ملاحقتهم.
ووفق التقرير الكردي فإن أردوغان سحب مجاميع من تلك العناصر من إدلب وجرابلس والباب، واستغلهم في احتلال عفرين؛ بحيث كانت العناصر المسلحة التابعة للجيش التركي في عملية "غصن الزيتون" من 25 ألف جندي تركي، و25 ألف عنصر من تلك التنظيمات.
ووصف تقرير "منظمة المرأة الكردية" أن العدوان التركي على عفرين لم يختلف عما فعله داعش في انتهاكاته، من خلال استخدام كل أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، التي لم تميز بين إنسان أو حجر أو شجر.