4 مهام أعدها أردوغان للفصائل السورية الموالية له
استغلالهم لاحتلال مزيد من المدن السورية، وكمرتزقة في قطر والصومال، وكإرهابيين في سيناء، ولقمع الأتراك الرافضين لحكمه.
اتجه عشرات الآلاف من عناصر فصائل المعارضة المسلحة وعوائلهم منذ عام 2017 من المدن التي عادت لسيطرة النظام السوري إلى إدلب وجرابلس والباب؛ لينضموا إلى عشرات الآلاف الآخرين في هذه المدن الخاضعة للسيطرة التركية.. فماذا يفعل بهم النظام التركي خاصة أنهم مدربون على القتال بشكل احترافي؟
فقد أصبحت المدن الثلاث -التي تسيطر عليها تركيا منذ بدء الصراع المسلح في سوريا- مصبا وملجأ للتنظيمات المسلحة الوافدة من المدن التي ينجح النظام السوري في استعادة السيطرة عليها.
وأولى تلك المدن كانت حلب في نهاية عام 2016، والتي شهدت اتفاقيات المصالحة بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، برعاية روسية معلنة وتركية خفية، تقضي برحيل الفصائل المسلحة وعائلاتها التي ترفض الخضوع لسيطرة الحكومة الروسية من حلب وتتجه إلى إدلب.
أما من يختار البقاء في حلب فيصبح ملتزما بقوانين الدولة السورية ويلقي بالسلاح من يده.
وتوجه المنضمون لهذا الاتفاق إلى إدلب الخاضعة لتركيا.
ورغم نواح تركيا على حلب وقتها، فإنها كانت تسهم من طرف خفي في هذا الاتفاق، فلم يكن يتسنى للفصائل المسلحة أن تتجه إلى إدلب إلا بموافقتها.
وجاء على لسان رامي الدالاتي، عضو المكتب السياسي في تنظيم "الجيش السوري الحر" الموالي لتركيا في تصريحات لمحطة "بي بي سي" البريطانية حينها، أن محادثات جرت بين الفصائل المعارضة وروسيا بمبادرة من الأتراك.
وبعد إتمام هذا الاتفاق تكرر مرة أخرى في عام 2017 في مدينة حمص، وحاليا يتم تكراره في الغوطة شرقي العاصمة دمشق، وجميع الفصائل المسلحة المؤيدة للاتفاق اتجهت إلى مدن الشمال السوري الخاضعة لأنقرة.
فماذا تفعل بهم أنقرة؟
الواقع على الأرض يكشف عن بعض المهام التي يستغل النظام التركي فيها هذه العناصر المسلحة، ومنها:
1- استغلالهم في الحرب التركية التوسعية
يستغل النظام التركي محترفي القتال هؤلاء لينضموا إلى قواته للتوسع في مدن أخرى بشمال سوريا، ومنها عفرين ومنبج، تحت لافتة الحرب ضد الحركات الكردية المسلحة، أو محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وظهر ذلك بوضوح في مشاركة عناصر من الجيش السوري الحر وفصائل أخرى في عملية "درع الفرات" التركية، ثم عملية "غصن الزيتون" التي سيطرت أنقرة بموجبها على مدينة عفرين الشهر الماضي، وتسعى للتقدم صوب منبج ومناطق في حلب.
2- توطين المسلحين في مدينة عفرين
لإحكام السيطرة على المدينة الواقعة بشمال سوريا، بدلاً من عشرات آلاف الأكراد الذين تم تهجيرهم وتدمير بيوتهم ونهبها خلال الشهر الماضي.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض) أن النظام التركي قام بتوطين عدد كبير من عناصر تنظيم "فيلق الرحمن" في مدينة عفرين، وذلك بعد خروجهم من الغوطة الشرقية.
3- استخدامهم كمرتزقة في الخارج
إرسال هؤلاء في مهام لتحقيق أهداف التوسع التركي في الخارج، ونشر مزيد من الإرهاب في بعض الدول العربية والأفريقية.
وفي ذلك كشفت المعارضة القطرية، مطلع أبريل/نيسان الجاري، عن أن أتراكا يقومون بتدريب مرتزقة تم استقدامهم من سوريا بهدف دعم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، ضد أي انتفاضات شعبية ضده من ناحية، ولإرسال بعضهم إلى مهام إرهابية خاصة في عدة دول، منها الصومال.
وأشارت المعارضة القطرية بشكل خاص إلى فصيل "فيلق الرحمن"، وهو الفصيل الذي انضم للاتفاق مع النظام السوري وحليفه السوري الشهر الماضي، والقاضي بخروج عناصر الفصيل التي ترفض التصالح مع النظام وعوائلهم من غوطة دمشق إلى الشمال السوري.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه، بأن عناصر إرهابية غادرت سوريا واتجهت إلى سيناء في مصر.
وحينها قال في خطاب أمام كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان إن "قادة داعش وكلت لهم مهام جديدة في سيناء"، ولم يذكر تلك المهام.
ورغم أن أردوغان قال إن هذه العناصر هم من تنظيم داعش، وفروا من مدينة الرقة السورية، فإنه من المعلوم أن تركيا ممر للعناصر المتطرفة، سواء الداخلة إلى سوريا أو المغادرة منها، ولم يكن لتلك العناصر أن تغادر سوريا إلا بعلم تركي.
4- قمع الأتراك الرافضين لأردوغان
تتهم المعارضة التركية أردوغان باستغلال اللاجئين السوريين -وكثير منهم أعضاء في فصائل المعارضة السورية المسلحة أو موالين لها- في قمع الاحتجاجات التي قامت ضده عام 2016.
وقالت صحيفة "يني شفق" التركية المعارضة في الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب التي يتهم أردوغان الجيش بالقيام بها عام 2016، إن سوريين ساعدوا أردوغان قمع الاحتجاجات، وإن منهم من كان يجيد قيادة الدبابات التي تركها جنود الجيش.
كما يتضح استغلال أردوغان لهؤلاء عبر إغرائهم بمنحهم الجنسية التركية، وتوظيفهم في الهيئات الحكومية بدلا من عشرات الآلاف من الأتراك الذين طردهم من أعمالهم بتهمة المشاركة في المحاولة الانقلابية.