مجلة فرنسية: أمير قطر يشن حملة قمعية ضد أعضاء معارضين من الأسرة الحاكمة
العشرات من الأسرة الحاكمة في قطر يتم الزج بهم في سجون الدوحة؛ لرفضهم سياسات "تميم" الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابي.
أزاحت تقارير فرنسية الستار عن حملة "قمعية" يشنها أمير قطر تميم بن حمد آل ثانِ لتصفية حساباته مع أبناء أسرته، بالزج بهم في السجن بدون جرائم حقيقية، أو اتهامات، لمجرد تقاربهم مع أشقائهم في المملكة العربية السعودية، ورفضهم سياسة التقريب مع تنظيم الإخوان الإرهابي.
وتحت عنوان "تصفية الحسابات في الأسرة الحاكمة القطرية"، أكدت مجلة "ماريان" الفرنسية، أن أمير قطر زجّ بابن عمه، حفيد الحاكم الأسبق للإمارة، في السجن لمدة 25 عاما دون أي جريمة، فقط لتقاربه مع السعودية، ورفضه سياسته القريبة من تنظيم الإخوان الإرهابي والتنظيمات المتطرفة الأخرى.
ونقلت المجلة عن المسجون الفرنسي لدى الدوحة، جون بيير مارونجي قوله: "في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، حدثت تحركات غريبة داخل السجن؛ حيث سقطت صواريخ بالقرب من السجن، ما أدى إلى تصدع الجدار، حتى شعر الحراس بأنه سيتم غزو السجن في أي لحظة، وكانوا على استعداد لفتح الأبواب لخروج السجناء"، موضحا أن الحراس شعروا بأنها محاولة لإخراج العشرات من آل ثاني المسجونين بدون ذنب.
وأوضحت المجلة الفرنسية أنه قبل تلك الواقعة ببضعة أشهر، وتحديدا في يونيو/حزيران 2017، عقب قطع دول الرباعي العربي (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) علاقاتها الدبلوماسية بقطر، رأى السجين الفرنسي نحو 20 من أعضاء الأسرة الحاكمة في سجن الدوحة، بينهم طلال بن عبد العزيز آل ثاني، ابن عم الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
وكشف مارونجي عن تدهور المعاملة في السجن إلى الأسوأ منذ يونيو/ حزيران الماضي، مؤكدا أنه منذ ذلك الوقت زاد عدد المعتقلين إلى الضعف، ومعظمهم بدون محاكمة، حتى أن من بينهم أفراد الأسرة الحاكمة من المعارضين، بتهم شيكات بدون رصيد، بعدما تم تجميد أموالهم.
وجون بيير مارونجي هو مؤسس شركة التدريب والإدارة (Pro & Sys)، ويواجه حكما بالسجن سبع سنوات، منذ سبتمبر/أيلول 2013، بتهمة تحرير شيكات بدون رصيد، وُقِّعت من 2010 إلى 2012.
وكانت زوجة السجين الفرنسي قد أشارت إلى أن خلافا بين الشريكين بدأ بسبب نسبة توزيع الأسهم؛ إلا أن الشريك القطري المنتمي للعائلة الحاكمة والطامع في الاستيلاء على الشركة استغل نفوذه للضغط على مارونجي، والذي رفض الابتزاز بدوره، ثم قام بتفريغ أرصدة حساباته بعد تجميدها، واضطره إلى توقيع شيكات بدون رصيد للعملاء.
ووفقا لمصادر المجلة الفرنسية، فإن (طلال) ابن عم أمير قطر تتراكم عليه الديون، رغم أنه شديد الثراء، كما أن جواز سفره يؤكد أن "الشيخ عضو في أسرة آل ثاني الحاكمة، والخامس في ترتيب البروتوكول الأميري لتولي العرش".
وتابعت: "لكن في الواقع، لم يعد طلال ينتمي إلى الفرع الجيد في أسرة آل ثاني"، حسب رؤية تميم. وسردت مجلة ماريان إرث آل ثاني في الانقلابات على آبائهم وأبناء عمومتهم، قائلة: "جده الأمير أحمد بن علي آل ثاني أمير دولة قطر بعد الاستقلال من وصاية بريطانيا، تولى الحكم في عام 1960 حتى عام 1972، لكن ابن عمه خليفة بن حمد آل ثاني انقلب عليه واستطاع أن يخلعه، ويستولى على السلطة، وتولى مقاليد الحكم في قطر".
وأشارت المجلة إلى أن "الأمر نفسه تكرر حينما انقلب حمد بن خليفة آل ثاني على والده وتولى السلطة عام 1995، ليحرم سلالة عبد العزيز والد الأمير طلال من السلطة، كما انقلب تميم على والده في 25 يونيو/حزيران 2013"، لافتة إلى أنه رغم أن تلك الانقلابات بيضاء بدون إراقة دماء، إلا أن الوضع الراهن أكثر تعقيدا.
وفسرت المجلة الزج بطلال في السجن، قائلة: "إن طلال بن عبد العزيز آل ثاني (50 عاما) لديه علاقات ممتازة مع السعودية التي كانت تربطها علاقات تاريخية مع الشعب القطري، الأمر الذي يزعج أمير قطر الحالي (تميم) القريب من تنظيم الإخوان الإرهابي المتطرف وبعض المنظمات الإرهابية الأخرى".
ونبهت ماريان الفرنسية إلى أنه لهذا السبب ترفض الدوحة صعود طلال، خوفا من أن يصبح الأمير الشرعي للبلاد، مؤكدة أن قصة ذلك الأمير ليست الأخيرة في فصول عملية التخلص من الأمراء بالزج بهم في السجون دون اتهامات حقيقية، فما هو إلا واحد من العشرات المظلومين.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg
جزيرة ام اند امز