صحف فرنسية: قيس سعيد "وحد التونسيين"
الصحف الفرنسية تصف قيس سعيد بـ"أستاذ القانون الدستوري المحافظ النزيه"
أشادت صحف فرنسية بالنتائج الأولية للانتخابات الرئاسة التونسية التي أعلنت فوز المرشح المستقل قيس سعيد بالرئاسة، مشيرة إلى أنها تظهر إجماع الشعب التونسي لأول مرة منذ 2011 على شخص واحد وهو "قيس سعيد".
إلا أن وسائل الإعلام حذرت في الوقت نفسه من أن "أستاذ القانون الدستوري المحافظ النزيه" سيواجه الكثير من العقبات في البرلمان، وهناك مخاوف من سياساته الخارجية.
وتحت عنوان "من اليمين واليسار، الشعب يصوت لقيس سعيد"، قالت صحيفة "ليبراسون" الفرنسية إن الشعب التونسي بجميع أيديولوجياته انتخب قيس سعيد رئيسا بالأغلبية المطلقة، وفقا لاستطلاعات الرأي.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنها المرة الأولى منذ عام 2011 التي يجتمع فيها الشعب التونسي على رأي واحد وهو اختيار "رجل القانون المحافظ قيس سعيد رئيسا للبلاد".
ونقلت الصحيفة عن أحد التونسيين خلال الاحتفالات ويدعى عبدالرازق زملائي قوله: "الثورة تبدأ من جديد! انظروا إلى سعادة التونسيين.. لقد رأيت العشرات من اتجاهات مختلفة اليمين واليسار".
وتابع "من خلال دعم الشعب سيكون سعيد قادرا على النجاح في إرساء المساواة بين التونسيين وإنهاء الطائفية".
ومن بين العوائق التي ستواجه قيس سعيد، وفقا للصحيفة الفرنسية، أنه لا يتمتع بأغلبية برلمانية، ورغم ذلك فإن العديد من التشكيلات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين طالبوا بالتصويت لصالحه.
ورأت الصحيفة أن سعيد سيواجه القروي مرة أخرى، ولكن في البرلمان، حيث سيقف القروي في صف المعارضة بعد حصوله على نحو 35 مقعدا في البرلمان.
وبدورها، عنوان صحيفة "لوباريزيان" معلقة على فوز سعيد قائلة: "الناخبون التونسيون حسموا أمرهم، وانتخبوا الأكاديمي في العلوم السياسية والقانونية المتقاعد ليخلف الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي".
واعتبر أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة تونس منير كشو أن قيس سعيد يمثل ظاهرة جديدة نسبيا للشعب التونسي الذي اختاره ليعبروا عن رفضهم للنخبة السياسية القديمة وعدائهم للغرب.
وأوضح كانت هناك دائما مطالب للهوية، وهو ما نجح قيس سعيد في جذب التونسيين إليه عبر الخطابات القومية.
ودلل أستاذ الفلسفة السياسية على ذلك، قائلا: "كان سعيد طوال خطاباته ومناظراته يتحدث باللغة العربية الفصحى، لإرسائها كلغة وطنية"، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.
واعتبر كشو أن الديمقراطية لا تزال ضعيفة والخطاب المناهض لليبرالية، الذي يحمل في بعض الأحيان خطابات اليسار المتطرف، بمعاداة الإمبريالية الراديكالية المناهضة للعولمة.
نموذج جديد
ودعا كشو إلى تغيير نموذج الدولة الاشتراكية القديمة التي تعود إلى بورقيبة.
ووصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية قيس سعيد بأنه يمثل نموذجا فكريا جديدا في تونس، واختياره ثورة لا مركزية وسيادة دبلوماسية.
وأضافت الصحيفة أن هذا الرجل المحلي المتواضع أطلق حملته الانتخابية منخفضة التكاليف من شقة صغيرة بكراسي بلاستيكية في حي ابن خلدون بقلب تونس، ولكن تواضعه وتقشفه وزهده جعله يحصل على نسبة تتراوح وفقا لاستطلاعات الرأي ما بين 72.5% إلى 76.9%، معتبرة فوزه ثروة زلزالية ثانية بعد رحيل نظام زين العابدين بن علي.
واعتبرت مجلة "لوبوان" الفرنسية قيس سعيد القومي العربي الذي يريد تغييرات جذرية في مؤسسات بلاده، موضحة أنه عبر مشروعه الذي أعلنه استطاع إقناع التونسيين للانتقال من شقة صغيرة إلى قصر قرطاج الذي يضم أكثر من 300 غرف وأكثر من 2900 حرس رئاسي.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg
جزيرة ام اند امز