صحف فرنسية: انتخابات بريطانيا ترسم مستقبلها لعقود
مجلة فرنسية اعتبرت الانتخابات بمثابة خيار تاريخي آخر للبريطانيين لا تقل أهميته عن الاستفتاء الأول لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
احتلت الانتخابات المبكرة في بريطانيا، التي انطلقت، اليوم الخميس، حيزا واسعا في وسائل الإعلام الفرنسية، التي وصفتها بـ"المصيرية" في تاريخ بريطانيا وسترسم مستقبل البلاد لعدة عقود.
ودعا رئيس الوزراء بوريس جونسون، إلى انتخابات مبكرة، لاختيار برلمان جديد بهدف إنهاء خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وتحت عنوان "انتخابات مصيرية لـبريكست في المملكة المتحدة"، قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إن تلك الانتخابات تستهدف كسر الجمود الذي يريده رئيس الوزراء المحافظ في هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال 4 سنوات.
- البريطانيون يبدأون التصويت بالانتخابات البرلمانية المبكرة
- انتخابات بريطانيا.. شبح "البرلمان المعلق" يلوح في الأفق
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن جونسون يأمل في الحصول على الأغلبية المطلقة، التي يفتقر إليها، لطي صفحة هذه القصة المثيرة للانقسام في البلاد.
ولفتت "لكسبريس" إلى أنه إذا سيطر المحافظون دائما على منافسيهم العماليين في صناديق الاقتراع، فإنه سيعطي ثقلا لجونسون لإتمام عملية الخروج، في ضوء آخر استطلاعات الرأي.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هذا الاقتراع بمثابة استفتاء على شعبية جونسون وجيرمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني المنافس، مشيرة إلى أن هذه لانتخابات ستحدد مستقبل البلاد لعقود مقبلة.
وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة السابعة صباحا (بالتوقيت المحلي) والناخبون أمامهم حتى الساعة العاشرة مساءً (بالتوقيت المحلي وتوقيت جرينتش) للإدلاء بأصواتهم في دولة غارقة في أزمة بريكست" منذ تصويتها بالخروج بنسبة 52٪ في استفتاء عام 2016.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن "جونسون بالإضافة إلى قدرته توحيد البلاد؛ فإنه في النهاية قادر على معالجة "أولويات" البريطانيين، مثل الصحة والأمن".
وأشارت إلى أنه إذا انتصر جونسون فإنه يريد تقديم اتفاق الطلاق الذي تفاوض عليه مع بروكسل إلى البرلمان قبل عيد الميلاد بهدف التمكن من تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني المقبل، وهو التاريخ المتوقع الآن بعد 3 تأجيلات.
في المقابل، وعد جيريمي كوربين، الزعيم المخضرم في الجناح اليساري في حزب العمال، "بتغيير حقيقي" بعد ما يقرب من عقد من تولي المحافظين، في اجتماع عقد ليلة الأربعاء الماضي في لندن.
وكان استطلاع للرأي، أجراه موقع "يوجوف" لأبحاث السوق، حول نوايا التصويت في الانتخابات البريطانية، قد أظهر أن المحافظين سيحتلون الصدارة في نوايا التصويت بأغلبية مطلقة من 339 مقعدا. لكن هامش الخطأ وتأثير الأصوات الباطلة المحتملة والارتفاع الأخير في حزب العمال لا يزال من الممكن أن يؤدي إلى برلمان دون أغلبية، كما حدث عام 2017، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مدير البحوث السياسية في "يوجوف"، كريس كورتيس، قوله: "الناخبون البريطانيون أكثر تقلبا من أي وقت مضى".
وأوضح أن "النسبة التي حصل عليها حزب المحافظين في نوايا التصويت تعتمد على وجه الخصوص على قدرتهم على إغواء ناخبي الدوائر التقليدية في وسط وشمال إنجلترا".
من جانبها، نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن رئيس بلدية مانشستر والقيادي البارز بحزب "العمال" البريطاني، أندي برنهام، قوله: "إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أصبح الاختبار الأخير للديمقراطية"، معتبرا أن البريطانيين في شمال إنجلترا يرون أن تأييد مغادرة الاتحاد الأوروبي بمثابة التخلي عنهم.
ورأى برنهام أن سبب الانقسام في بريطانيا يرجع إلى إهمال برلمان منطقة شمال إنجلترا، الذين يشعرون بأنه لم يتم الاستماع إليهم لفترة طويلة جدا.
وأضاف أن العديد من أعضاء حزب العمال يأتون من الشمال، لكنهم لم يتحدوا قط للدفاع عن المنطقة، كما أن النظام البرلماني لا يساعدهم على ذلك.
بدورها، أشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية إلى أن الانتخابات البريطانية هذه المرة تجرى تحت ضغط وتوترات، موضحة أن البريطانيين مدعوون لانتخابات تشريعية وصفتها المجلة بـ"المشؤومة"، لأنها ستحدد مصير البلاد من "بريكست".
كما اعتبرت المجلة الفرنسية أن هذه الانتخابات بمثابة خيار تاريخي آخر للبريطانيين لا تقل أهميته عن الاستفتاء الأول لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، اعتبرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية أن جيرمي كوربين العدو الأفضل لبوريس جونسون، موضحة أنه يُنظر إلى زعيم المعارضة العمالية، من المعسكر المحافظ، على أنه الشخص المثالي.