رفض واسع لتصريحات نصرالله.. جلبتم الفتنة والسلاح للبنان

إجماع لبناني على أن سلاح حزب الله هو الذي يتحكّم بالبلاد وهو ما أدى إلى الأزمة التي يرزح تحتها لبنان نتيجة تدخلاته في حروب المنطقة.

شنّ سياسيون وناشطون لبنانيون هجوما على أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، مؤكدين ضرورة نزع سلاح مليشياته الإرهابية التي جلبت للبلاد الفتنة والتخلف.

• سياسيون عن خطاب نصر الله: يتعامل كأنه حاكم لبنان
  

وفي حديث له أمس، جدد نصر الله التأكيد على التمسك بسلاحه، واتّهم الولايات المتحدة بعدم ضخ الدولار إلى لبنان، إضافة إلى تبرئه نفسه من علاقته بالشبان الذي عمدوا إلى التخريب والتكسير في بيروت خلال المظاهرات.

وهناك إجماع لبناني على أن سلاح حزب الله هو الذي يتحكّم بالبلاد وهو ما أدى إلى الأزمة التي يرزح تحتها لبنان نتيجة تدخلاته في حروب المنطقة.

بيروت ضحية حزب الله

وتوجّه الوزير السابق والنائب الحالي في "حزب القوات اللبنانية"، بيار بو عاصي، إلى نصرالله ساخرا: "أحسنت يا سيّد، هكذا تماماً تساق الإبلُ ولسنا بإبلٍ."

وأضاف على حسابه بـ"تويتر": "لا لن نضحي بآخر عملاتنا الصعبة لإنقاذ النظام السوري.. دولاراتنا ملك المودعين من مواطنينا ولهم وحدهم حق الإفادة منها".

وانتقد تبرؤ نصرالله من الشبان الذي قدموا على وسط بيروت بدراجاتهم وعمدوا الى التخريب قائلا: "بالطبع حين تخرج قوافل الدرّاجين الغوغائيين الحاملين أعلامك، من معقلك، لتقضَّ مضاجع الآمنين، فأنت حكماً من أرسلهم."

وتابع: "صدَقتَ فأنت تريدُ سلاحَكَ ومالَنا وأمننا واقتصادنا في خدمة نظامَين في دمشق وطهران كي تبقى بيروت الضحيّة الكبرى".

وأكد: "لسنا ضيوفُكَ .. لا تقرر عنا شيئاً، سقفنا العيش المشترك والدولة والدستور والقانون، كي لا نضطرّ، كما تفضّلتَ، للعودة الى الأمن الذاتي".

ودعا بو عاصي حسن نصر إلى الى "التفكير مليا بما جنتهُ سياساتُكَ، قُبَيلَ فواتِ الأوان، ارحم جمهورَكَ رأفةً به وبلبنان الذي لم ولن يكونَ يوماً "الجمهورية الاسلامية في لبنان".

فتنة وتخلف

بدوره، رد النائب اللبناني السابق، فارس سعيد، على نصرالله قائلا: "لا تقدّمون لنا سوى الفتنة والتخلّف".

وفي تغريدة له على "تويتر" كتب: "إذا كان من يحمل عنوان نزع سلاح حزب الله وتنفيذ القرار الدولي 1559 (ينص على نزع سلاح الميليشيات في لبنان) لا يشكّل "وزنا سياسيا" لماذا خصصّ حسن نصراللهّ مقطعاً في حديثه عنه؟".

سعيد أكد التمسّك بالدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية وحتى آخر نفس لأن لبنان لا يمكن يحكمه فريق متسلّط.

وتوجّه إلى نصرالله قائلا: "لا ننكر خضوع لبنان لحصار مالي وسياسي في الوقت ذاته عليكم عدم إنكار أنكم سبب حصارنا".

وأضاف:"نريد العيش والحياة والرفاهيّة والرقص والفن والغناء وأحدث المستشفيات والجامعات، ماذا تقدّمون لنا سوى الفتنة والتخلّف؟".

القرار السياسي بيد حزب الله

بدوره، كتب الصحفي اللبناني، نوفل ضوّ، على حسابه عبر تويتر قائلا: "فهمت قول أمين عام حزب الله حسن نصرالله أن أميركا تمنع شحن الدولار إلى لبنان لمنع تمويل حزبه".

وأضاف: "فهمت قوله أن قانون قيصر هو لمعاقبة نظام بشار الأسد وحلفائه في لبنان وغيره على "نصرهم في حرب سوريا، لكني لم أفهم كيف استنتج نصرالله من ذلك أن لا علاقة لسلاحه بالأزمة الاقتصادية والمالية".

وحفلت أيضا وسائل التواصل الاجتماعي بالردود على نصرالله الرافضة لكلامه.

وردّ الأستاذ الجامعي والناشط اللبناني علي مراد قائلا: "جاء خطاب الأمس ليؤكد المؤكد: القرار السياسي ليس بيد المؤسسات الدستورية تنفيذية كانت أم تشريعية".

وأضاف: "حزب الله يقرر فيما المنظومة السياسية تصفق أو تصمت عاجزة، والمؤسسات الرسمية تمتثل والناس تتحمل العواقب.. نذهب شرقا، نذهب غربا، نقف في مكاننا، نحلّق ... أو نغرق".

وتابع: "للناس رأيها في تحديد خيارات البلد ومصيره وحقها في الصراخ عاليا دون أن توصم بالخيانة حيناً وبالعمالة حيناً آخر".

مزيد من المخاطر

وكتب الناشط السياسي، مارك ضو، على حسابه على فيسبوك قائلا: "خطاب الأمس الناري، لن يرد لنا أموالنا، ولن يحاسب فاسد، ولن يوقف الفوضى. خطاب الأمس سيعرض لبنان لمزيد من المخاطر ومواجهات تخدم دول إقليمية لا المصلحة الوطنية اللبنانية."

وأضاف: "من يريد مصلحة لبنان يبدأ بإصلاح الداخل عبر حكومة هو شكلها ومسؤول عنها ومحاسبة شركاء معه بنظام الحكم والفساد. معادلة قبول السلاح مقابل الموافقة على الفساد انتهت. ومعادلة حروب المنطقة الإيرانية أولوية على القضية الوطنية ومصلحة اللبنانيين مرفوضة".

 وتعليقا على حديث نصرالله بأنه "عندما تقتضي الحاجة شباب حزب الله وحركة أمل سيكونون موجودين في الشارع لمنع أي صدام أو مواجهة أو فوضى"، ردّ الصحفي سلمان عنداري على حسابه بتويتر، قائلا: "تشريع الامن الذاتي مرفوض".

وأضاف: "تلبيس لبنان نظام اقتصادي عجيب غريب مرفوض. تحميل المسؤولية الكاملة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل مضحك. تجهيل مفتعلي أعمال الشغب ومحركيهم مكشوف".

وتابع: "وضعنا في محور الجوع والسلاح والدولار والمحاور لا يعني معظم اللبنانيين. المهم الاعتراف وقد تمّ إنهاء حكومة حزب الله".