تصريحات ماكرون حول خروقات إيران.. باريس تنتقل من "الحياد" إلى المواجهة
تصريحات ماكرون بعد خرق إيران الاتفاق النووي والإخلال بالتزاماتها، نقطة تحول في موقف فرنسا ورغبتها في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران.
اعتبرت إذاعة "آر.إف.إي" الفرنسية أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة التي انتقد فيها خرق إيران للاتفاق النووي، تمثل نقطة تحول في موقف باريس.
وأوضحت أن حديث ماكرون يؤكد رغبة فرنسا في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه طهران؛ إذ وصف ماكرون القرار الإيراني الأخير بـ"الخطير" كما دعا الجميع إلى الضغط عليها للتراجع عن سياستها.
ورأت الإذاعة أن التصريحات تعني بشكل واضح وصول مبادرة الوساطة الفرنسية إلى نقطة تحول خاصة بعد احتجاز إيران للباحثين السياسيين.
- إيران تلغي اعتماد مفتشة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية
- إيران تعلن بدء تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو
وتدخل طهران، مرحلة جديدة من خرقها للاتفاق النووي بإعلانها استئناف تخصيب اليورانيوم في موقع "فوردو"، والذي أخفته من قبل عن مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن المخابرات الغربية كشفت النقاب عن المنشأة في 2009، وفقا للإذاعة الفرنسية.
وأعلنت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، في بيان، استئناف طهران، الخميس، تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية.
وقالت الإذاعة الفرنسية إنه "على الرغم من أنها المرة الرابعة التي تعلن فيها إيران عن إجراءات الانسحاب من الاتفاق النووي، لكن الرئيس الفرنسي، يرى أنها "المرة الأولى" التي تتخلى فيها "بطريقة صريحة وغير محدودة" وتخرق إطار الاتفاق.
واعتبر ماكرون، في مؤتمر صحفي من بكين، أن "قرارات إيران التي أعلنتها الثلاثاء الماضي، حول استئناف نشاطات تخصيب اليورانيوم المجمدة حتى الآن "خطيرة، داعيا إلى "استخلاص النتائج بشكل جماعي".
كما تعتقد الصين وروسيا أن أي تخفيض آخر في التزامات إيران يجعل من الصعب إنقاذ الاتفاق.
وأكدت الإذاعة الفرنسية أن الكلمات القوية التي صرح بها ماكرون، تعكس موقفا جديدا من باريس تجاه الملف الإيراني، بعد أن كانت تلعب دور الوسيط منذ أشهر في محاولة لوقف التصعيد، ولكن خذلتها طهران كالعادة.
ودفع موقف طهران الأخير الذي مثل تماديا في نقض العهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان عن ضرورة فرض ضغوط متزايدة من الجميع على إيران للتراجع عن سياستها، وهو موقف مغاير تماما لمواقف باريس السابقة التي كانت تسعى لتخفيف بعض العقوبات على النظام الإيراني.
وكان الرئيس الفرنسي قد اقترح مبادرة، من 4 نقاط لإيران للعودة إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق 2015 يوليو/تموز، والموافقة على المفاوضات لتمديدها إلى ما بعد 2025، ولكن أيضا إنهاء سياستها العدوانية في المنطقة.
وتساءلت الإذاعة الفرنسية: "هل تعني كلمات ماكرون أن مبادرة الوساطة الفرنسية قد وصلت إلى نقطة تحول وطريق مسدود؟".
وأشارت "آر.إف.إي" إلى أن "احتجاز طهران للباحثين الفرنسيين فاريبا عادل خواه ورولان مارشال في يونيو/حزيران الماضي، عقّد من الحوار الدقيق بين باريس والنظام الإيراني".
وفي هذا الصدد، نددت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بالخطوة الإيرانية، محذرة من أنها محفوفة بالمخاطر وستنعكس سلبا على طهران، قائلة:" النظام الإيراني الخاسر الوحيد من تلك الاستراتيجية".
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز