باحث فرنسي: نتائج الكونجرس لن تحد من صرامة ترامب ضد إيران
الانتخابات لن تؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام، لا سيما في ضوء سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.
رأت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي لن تؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بصرامة دونالد ترامب تجاه طهران.
يأتي ذلك على خلفية نتائج المؤشرات الأولية لانتخابات التجديد النصفي الأمريكية، التي أظهرت انقسام الكونجرس الأمريكي بمجلسيه (النواب والشيوخ) بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وتحت عنوان "لماذا لن تؤثر انتخابات التجديد النصفي على السياسة الخارجية الأمريكية؟"، أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات تكشف فقدان الجمهوريين سيطرة الأغلبية على مجلس الشيوخ، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عازم على المضي قدماً في سياساته الخارجية خاصة في الملف الإيراني.
- ترامب: نتائج الانتخابات النصفية للجمهوريين نجاح هائل
- انتخابات الكونجرس.. "نون النسوة" تصنع تاريخا بأرقام قياسية
ونقلت الصحيفة عن الباحث الفرنسي أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشؤون الأمريكية فانسان ميشيلو، قوله إن "انقسام الكونجرس بين الجمهوريين والديمقراطيين قد يشل الكونجرس في أداء مهامه، ويتعمد الديمقراطيون إحراج البيت الأبيض، لكن ترامب لن يغير سياساته".
كما أن السيطرة على مجلس النواب لا تؤثر في القرارات الخارجية والقوانين بشكل كبير، إذ إن التأثير الحقيقي لمجلس الشيوخ، وهو بالفعل تحت سيطرة الجمهوريين.
وعلى الصعيد الداخلي، أشار ميشيلو إلى أن الكونجرس الجديد لن يؤثر على السياسة الداخلية للرئيس الأمريكي، موضحاً أن الديمقراطيين كانوا يسيطرون على الأغلبية بشكل أوسع خلال الفترة الماضية، ولكن في الحقيقة فإن الممارسات العملية تكشف أن الأغلبية ما بين 20 و40 في مجلس النواب لم تشكل قوة معارضة كبيرة داخل الكونجرس خلال الفترة الماضية.
واستبعد الباحث الفرنسي أن يتخذ الكونجرس أي إجراء عقابي ضد الرئيس الأمريكي، موضحاً أنه لاتخاذ مثل هذا القرار يتعين المرور بخطوتين؛ الأولى، أن تصوت الأغلبية في مجلس النواب على مواد الاتهام، والثانية أن تحصل على أغلبية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ -وهو بالفعل في عهدة الجمهوريين- وبالتالي فلن يتخذ مثل ذلك الإجراء.
وحول السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي بعد انتخابات التجديد النصفي، قال الباحث الفرنسي إنه "لن يتغير شيء على الإطلاق".
وأوضح أنه، وفقاً للحكم الصادر عن المحكمة العليا عام 1936، فإن رئيس الولايات المتحدة يتمتع بالسلطات "الكاملة" في قرارات الشؤون الخارجية، ولكن يمكن للكونجرس فرض قيود على الميزانية وبعض المعاهدات والعمليات العسكرية والتجارية.
وتابع "أن الغرفتين ستعملان لصالح ترامب، خصوصا مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه الأغلبية المطلقة للحزب الجمهوري".
كما يسند الدستور الأمريكي للكونجرس سلطة التصديق على المعاهدات، والتحكم بتعيين سفراء، وهناك بعض المعاهدات المعقدة التي تطلب تصديق الغرفتين، الشيوخ والنواب، مثل نافتا (اتفاقية التجارة بين بلدان أمريكا الشمالية)، ولكن بصفة عامة لن يكون هناك تأثير مباشر على القرارات السياسية الخارجية لترامب، وفق الباحث الفرنسي.
وبشأن إمكانية إجراء تغييرات في السياسة الخارجية بشأن العقوبات على طهران، أوضح الباحث الفرنسي أن "تلك الانتخابات لن تستطيع التأثير على قرار العقوبات على إيران أو كوريا الشمالية أو حتى روسيا، حتى لو اعترض ممثلو الكونجرس".
وحول التوقعات بتأثير تلك الانتخابات على الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020، أشارت فانسان ميشيلو إلى أن "التصويت لصالح ترامب أو ضده في الانتخابات الرئاسية يعود إلى المرجعية الأيديولوجية للناخبين ومدى اتفاقها أو اختلافها مع أيديولوجية ترامب وأدائه، وليس أداء حزبه".
وأوضح أنه "في المقابل، سيكون هناك شلل في اتخاذ قرارات في باقي فترة الولاية خاصة فيما يتعلق بالميزانية العمومية".
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز