أحجية 12 مايو.. خبراء فرنسيون يستكشفون موقف ترامب من إيران
ترامب وضع تاريخا محددا لإعلان قراره بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وسط توقعات بأن تدخل دول أوروبية على خط الوساطة
ما بين تنفيذ التهديد بالانسحاب، أو إفشال التهديد بوساطة أوروبية، أو حل الأمر برمته بإسقاط النظام الإيراني، تعددت السيناريوهات التي توقعها باحثون أوروبيون حول ما سيحدث في يوم 12 مايو/أيار المقبل الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان بقاء أو انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
ففي الشهر الجاري قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعطاء مهلة حتى 12 مايو/أيار لإيران لتغيير سياستها العدائية، والتخلص من طموحها الإقليمي المتمثل في دعم مليشيات الانقلاب الحوثي في اليمن، ودعم مليشيا حزب الله في لبنان، والنظام السوري، فضلا عن دورها في إطلاق صواريخ باليستية من اليمن صوب السعودية.
والاتفاق النووي تم توقيعه بعد مفاوضات شاقة عام 2015، بين إيران والقوى الكبرى (5+1) وهما الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا) بجانب ألمانيا، ويهدد ترامب بإلغائه، معتبرا أن سلفه باراك أوباما لم يراعِ مصلحة أمريكا حين وقَّع عليه، وكان يهادن إيران.
خروج أمريكا
وعن السيناريوهات المتوقعة لليوم الموعود في 12 مايو/أيار طرحت إذاعة "أر اف أي" الفرنسية السؤال على عدد من الباحثين، حول ما يستشرفونه.
ففي رأي برنارد أوركاد، المدير الفخري بالمركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية، فإن أمريكا ستنفذ تهديدها وتخرج من الاتفاق.
واستدل على ذلك بأن اختيار مايك بومبيو مؤخرا وزيرا للخارجية الأمريكية خلفا لريكس تيلرسون، وتولي جون بولتون مستشاراً للأمن القومي إشارة تبدو قوية إلى الرغبة الملحة في إنهاء ذلك الاتفاق الذي تشوبه الكثير من العيوب.
وتابع أوركاد أن هناك أصوات في الحزب الجمهوري من المعادين لإيران يرون ضرورة الخروج من الاتفاق النووي، بل ويرون أيضاً أنه لابد من تغيير النظام الإيراني.
وحول الدور الأوروبي أشار الباحث السياسي إلى أن الأوروبيين منقسمون على أنفسهم، ففيما ترى دول ضرورة بقاء الاتفاق، تعرض دول أخرى مزيداً من فرض العقوبات على طهران بسبب سياساتها الإقليمية، خاصة بعد الصواريخ البالستية التي أطلقتها مليشيا الحوثي الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى إدانة فرنسية صريحة لها على لسان وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، مؤكداً أن إيران هي مصدر الصواريخ.
الوساطة الأوروبية
من جانبه، رأى تيري كوفيل، الباحث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، أنه يمكن لفرنسا التوسط بين دونالد ترامب والقيادة الإيرانية، لأن دور الاتحاد الأوروبي واضح فيما يتعلق بالاتفاق النووي، فهناك شركات فرنسية وألمانية ستصاب بأضرار إذا ما أعادت واشنطن الحظر الذي رفعته بموجب الاتفاق على التعامل مع بعض الشركات الإيرانية؛ كون الشركات الأوروبية أبرمت عقوداً طويلة الأجل معها.
وعن الموقف في واشنطن، أشار كوفيل، إلى أن الكونجرس يمكن أن يكون عائقاً أيضا أمام خروج أمريكا، حيث إنه فيما تخرج أصوات تندد بالاتفاق، خرجت أصوات أخرى منها وزير الدفاع جيمس ماتيس تطالب بالبقاء.
تغيير النظام الإيراني
كليمون تيرم، الباحث بمعهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في لندن، توقع أن تسهم الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في إيران ديسمبر/كانون الأول عام 2017 واستمرت لأيام، وتتجدد من حين لآخر، إلى تغيير النظام في طهران، قبل حتى المهلة التي وضعها ترامب.
واستدل على رأيه بأن المتظاهرين وجهوا رسالة إلى السلطات بالتوقف عن إنفاق أموالنا لنشر أيديولوجيتكم في اليمن وسوريا.
وبالنسبة لترامب والجمهوريين، فإنه لابد من تغيير النظام الإيراني بأكمله، كما أن الدول الأوروبية مثل فرنسا تخشى التعارض مع الولايات المتحدة الحليف القديم لها، بحسب الباحث ذاته.