بلدة فرنسية توفر طائرة خاصة لنقل الأطباء.. تعرف على السبب

سعت بلدة فرنسية نائية للتغلب على نقص الأطباء في المستشفى المحلي من خلال الاستعانة بطائرة خاصة لنقل الأطقم الطبية من مدينة مجاورة.
وقامت بلدة نوفير الواقعة في وسط فرنسا بنقل الأطباء جوا من مدينة ديجون التي تبعد 150 كيلومترا، للتخفيف من نقص الأطقم في المستشفى المحلي.
وذكرت إذاعة فرانس إنفو أن الرحلة الأولى التي كانت تحمل ثمانية أطباء هبطت في نوفير صباح الخميس. ويعد نقص الأطباء في المناطق النائية مشكلة كبيرة في فرنسا.
ومن المأمول أن تسهل الرحلة الجوية التي تستغرق 35 دقيقة على الأطباء في مدينة ديجون الكبيرة العمل لفترة أقصر في نوفير التي تبعد مسافة ساعتين إلى ثلاث بالسيارة أو القطار.
ووصل أطباء متخصصون في أمراض القلب والجراحة وطب النساء والطب الإشعاعي إلى نوفير في الرحلة الأولى، على أن تعيدهم الطائرة إلى ديجون في المساء.
وقال العمدة دوني تيوريو لصحيفة "لوفيجارو" إن الطائرة الصغيرة تكلف 5200 يورو في الرحلة، ذهاب وعودة، ولكن هذا لا يزال أرخص بكثير من تكاليف استخدام أطباء عبر وكالات التوظيف المؤقت.
وأضاف العمدة أنه لإحضار المزيد من الأطباء للعيادة على أساس يومي، فإن الطائرة المستأجرة يجب أن تتم الرحلة المكوكية مرة واحدة في الأسبوع أو يوما بعد يوم في المستقبل. ويمكن أن تنقل الرحلة المكوكية المستأجرة موظفي شركات أخرى أو ركابا عاديين لتخفيف التكاليف.
وكان نصيب الفرد من الأطباء في فرنسا في عام 2021 أقل مما كان عليه في عام 2012، حيث انخفض إلى 318 طبيبًا من 325 طبيبًا لكل 100.000 شخص. وفقًا للأرقام، فإن أكثر من 44 في المائة من الأطباء في فرنسا تتجاوز أعمارهم 55 عامًا.
هذا النقص الهائل جعل الرئيس إيمانويل ماكرون يقترح بقاء الأطباء المتقاعدين في الخدمة، وتشجيعهم على ذلك بإلغاء الاشتراكات التي يدفعونها عادة. وحوالي 10 في المائة من الأطباء في فرنسا يعملون بعد سن التقاعد.
ووفقا لتقرير نشره موقع "يورونيوز" في نوفمبر/ تشرين الثاني، يعيش 30 بالمائة من سكان فرنسا في مناطق تفتقر إلى الخدمات الطبية. ويقول عالم الجغرافيا الصحية والباحث جيوم تشيفيلارد إن هذا الأمر جعل ما يقرب من 7 ملايين شخص في البلاد لا يملكون طبيبًا عامًا.
وعدد الأطباء العامّون المتقاعدون في فرنسا أكبر من عدد الأطباء الجدد الذين يقومون بالإعداد لممارسة المهنة، حيث انخفض عدد الأطباء العامين بالفعل 5.6 بالمائة بين عامي 2012 و2021 الأمر الذي يمثل تحديًا تواجهه البلاد في العقد القادم.
وعلى الرغم من أن الحكومة ألغت مؤخرًا سقف العدد الذي كان محددا لقبول الطلبة في الكليات الطبية، إلا أن هذا الحل لن يعيد بناء القوى العاملة بالسرعة الكافية.
وكانت كليات وجامعات الطب في فرنسا تقبل كل عام حوالي 8600 مقعدًا حتى عام 1972، لكن انخفض العدد بعد عشرين عامًا إلى أدنى مستوى له عند 3500 في عام 1993 قبل أن يشهد ارتفاعًا بطيئًا حتى ألغي سقف المقاعد في عام 2020.
aXA6IDE4Ljk3LjkuMTc0IA== جزيرة ام اند امز