الأزهر يطلق 4 نداءات للإنسانية في أول خطبة جمعة منذ شهرين
صلاة الجمعة أقيمت في حضور نحو 20 شخصا، وأظهر بث الصلاة عبر التلفزيون الرسمي ارتداء المصلين الكمامات والتزامهم بالتباعد فيما بينهم
أدى المصلون صلاة الجمعة الأولى في الجامع الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد توقف أكثر من شهرين، حفاظا على الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
واعتلى الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف منبر الجامع الأزهر خطيباً لصلاة الجمعة، في أول جمعة منذ 20 مارس/آذار، وهي آخر جمعة شهدها الجامع قبل تعليق الصلاة به نظراً لانتشار جائحة كورونا، وكان عنوان الخطبة "الإسلام في مواجهة النوازل والشدائد".
وقال هاشم إنَّ للإسلام منهجاً في مواجهة الشدائد والنوازل وهو التمسك بكتاب الله وسنته، مؤكدًا أنِّ نبينا الكريم كان يأخذ بالأسباب، وأنَّ المولى عزوجل في كتابه العزيز أمر الأمة بذلك فقال "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ".
وأضاف أنَّ الإسلام هو أول من نادى بالحجر الصحي، حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا".
ووجه هاشم 4 نداءات إلى العالم بأسره، أولها بيان أنَّ ما وقع بالإنسانية من جائحة عجز عنها عباقرة الطب هو نذير من النذر يحمل للبشرية الدلالة الساطعة أن لهذا الكون إلهاً، خلق فسوى وقدَّر فهدى، قادر على كل شيء.
كما وجه النداء الثاني إلى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها أن يتوبوا إلى الله، لأنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة.
أمَّا النداء الثالث فوجَّهَه عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى الدول الغنية و كل أغنياء العالم بأن يتعاونوا مع إخوانهم في الإنسانية من الفقراء والمهجرين، وأن يمدوا لهم يد المساعدة، فما أحوجهم لتلك المساعدة اليوم أكثر من أي يوم مضى.
وخصص خطيب الجامع الأزهر النداء الأخير للأطباء وطواقم التمريض، بأن يستمروا في إخلاص العمل وأن يُوقنوا أنهم بمعالجتهم للمرضى يقومون بأعظم عبادة، قائلاً: "حسبكم أنَّ رب العزة قال في الحديث القدسي (يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنَّ عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عُدته لوجدتني عنده) وهذا ثواب من يزور المريض فما بالنا بمن يعالج ويخفف الآلام.
وأقيمت الصلاة بحضور نحو 20 شخصاً وأظهر بث الصلاة عبر التليفزيون الرسمي ارتداء المصلين الكمامات والتزامهم بالتباعد فيما بينهم.
وكانت السلطات المصرية قد أغلقت المساجد خلال شهر رمضان الذي انتهى في 23 مايو/أيار، ولم يتم بعد تحديد موعد رسمي لإعادة فتح المساجد.
وفي إطار التصدي لتفشي فيروس كورونا، اتخذت مصر سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي شملت غلق دور العبادة و حظر تجوال يبدأ من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحاً ووقف الأنشطة الرياضية وغلق الأندية ودور السينما والمسرح وعطلت الدراسة على جميع المستويات.
وسجلت مصر حتى الآن 29767 إصابة و1126 حالة وفاة بفيروس كورونا.