من الإمارات للبحرين.. مبادرات خليجية ملهمة تعزز الأخوة الإنسانية
مجددا يلتقي الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالبحرين، في ثاني لقاء يجمعهما بدولة خليجية، بعد لقائهما التاريخي بالإمارات قبل 3 سنوات.
لقاء جديد يعد محطة مهمة في رحلة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من أبوظبي في فبراير/شباط 2019، بتوقيع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان "وثيقة الأخوة الإنسانية"، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
- نوفمبر البحرين.. شهر الأمن والسلام والديمقراطية
- شيخ الأزهر: الأخوة الدينية باعثة الأخوة الإنسانية العالمية وصانعتها
لقاءان يتوجان مبادرات خليجية ملهمة في تعزيز الأخوة الإنسانية ونشر التسامح، وسط تعاون متنام من البلدين والرمزين الدينيين الكبيرين لنشر السلام وتعزيز التعايش بين الشعوب مع اختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
ملتقى الشرق والغرب
وتجمع البحرين الرمزين الدينيين الكبيرين في فعاليات عدة ملهمة تعزز ثقافة التسامح والتعايش المشترك وتدعم ثقافة الحوار وقبول الآخر، وتؤكد سعي البحرين وقيادتها في تعزيز ثقافة الأخوة الإنسانية.
من أبرز تلك الفعاليات وأهمها ملتقى البحرين للحوار الذي ينطلق يومي الخميس والجمعة المقبلين تحت عنوان" الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، برعاية عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبمشاركة شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان".
الملتقى يقام بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين -الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرًّا له- والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ويشارك فيه أكثر من 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى مفكرين وإعلاميين بارزين.
ويتضمن الملتقى محاور مهمة تبرز تجارب ناجحة في تعزيز ثقافة التعايش والأخوة الإنسانية على رأسها التجربتين الإماراتية والبحرينية.
ويناقش الملتقى عدة محاور من بينها تجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، والحوار والتعايش السلمي "إعلان البحرين نموذجًا"، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر: "التغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي".
أيضا يناقش الملتقى محورا خاصا حول حوار الأديان وتحقيق السِّلم العالمي "وثيقة الأخوة الإنسانية نموذجًا ".
حوار إسلامي مسيحي
وفي خطوة عملية تؤسس لمرحلة جديدة بشأن دور الأديان في مساعدة الإنسانية على تجاوز أزماتها المعاصرة، سينطلق حوار إسلامي مسيحي مباشر بين أعضاء مجلس حكماء المسلمين وكبار رجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية بحضور شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لمناقشة التحديات الإنسانية في القرن الـ٢١ .
الحوار سيتم خلال الاجتماع السادس عشر لمجلس حكماء المسلمين الذي تستضيفه البحرين، الجمعة.
حوار استثنائي، أكد المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أنه يمثل نموذجاً فريداً في العلاقة بين قادة وأتباع الأديان المختلفة، ويبرز ما يمكن أن يقوم به قادة وزعماء الأديان في مواجهة تحديات العصر والأزمات التي تواجه البشرية.
فعاليات عديدة تتضمن مبادرات ملهمة تقام في رحاب البحرين وبرعاية قيادتها في توقيت مليء بتحديات تستلزم توحيد جهود الإنسانية لمواجهتها.
مبادرات ترسخ مكانة البحرين المرموقة كواحة للتسامح وتعزيز الحوار والتقارب الحضاري بين الأديان والثقافات، وتبرز الجهود الدؤوبة لقيادتها في نشر قيم التعايش والإخاء ونشر السلام والخير للبشر في كل مكان.
مبادرات تعزز أخرى سبقتها لتحقيق نفس الهدف ، من أبرزها "إعلان البحرين” الذي يعتبر وثيقة تعكس رؤية العاهل البحريني حول التعايش السلمي والحرية والتسامح الديني، وتم إطلاقها عالميا في 14 سبتمبر/أيلول 2017.
ويدعو "إعلان البحرين" الجميع، سلطة وحكومات وأفراد، للقيام بدور فعال في إيجاد بيئة تعمل على تنمية وتشجيع الاحترام المتبادل والتعاون، وضمان حرية ممارسة المعتقد والدين.
أيضا من أبرز المبادرات البحرينية تدشين مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في البحرين عام 2018م، والذي يقوم منذ تأسيسه بدور بارز في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي واحترام الحريات الدينية.
وفي سعيها لنقل تجربتها الرائدة في التعايش السلمي للمجتمع الدولي، قامت البحرين في العام نفسه (2018) بتدشين "كرسيّ الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" في جامعة سابيانزا الإيطالية بالعاصمة روما، أقدم الجامعات الحكومية في أوروبا.
الإمارات والبحرين.. تعاون لأجل الإنسانية
وإضافة لمبادراتها في نشر التسامح، دعمت البحرين مبادرة دولة الإمارات حول اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي احتفل به العالم للمرة الأولى 4 فبراير/شباط 2021.
وأهدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعالم يوما دوليا للأخوة الإنسانية، إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/شباط 2019 .
قيم الأخوة الإنسانية التي تضمنتها الوثيقة هي نهج وسياسة إماراتية منذ تأسيس الدولة عام 1971، عبر مد يد العون للجميع بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين.
تلك الجهود البارزة بلورتها الإمارات عبر مبادرات ملهمة في السنوات الأخيرة، حيث كانت سباقة عالمياً في الإعلان عن تشكيل وزارة للتسامح في فبراير/شباط 2016 لتضطلع بمهمة ترسيخ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع والعالم.
أيضا كانت سباقة في وضع قوانين تضمن لرعايا 200 دولة يعيشون على أراضيها من جميع الديانات ممارسة شعائرهم الدينية بكل يسر وسلاسة، وبناء وتشغيل دور العبادة الخاصة بهم.
ويسجل تاريخ الإنسانية بحروف من نور اللفتة الإنسانية الكبيرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عندما وجه عام 2017، بإطلاق اسم "مريم أم عيسى" عليهما السلام على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة "المشرف" ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات.
أيضا كانت دولة الإمارات أول دولة في العالم تخصص عاماً للتسامح في 2019، وهو العام نفسه، الذي احتضنت خلاله المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي شارك به قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتم خلالها توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب، إلى جانب التصدي للتطرف وسلبياته.
وفي إطار جهودها لنشر الوثيقة على نطاق عالمي وتطبيق أهدافها، قدمت دولة الإمارات بالتعاون مع البحرين ومصر والسعودية، مبادرة للأمم المتحدة لاعتماد يوم 4 فبراير/شباط يوما دوليا للأخوة الإنسانية.
وبالفعل اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية عام 2020 قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير/شباط "اليوم الدولي للأخوة الإنسانية"، تقديرا وتخليدا لمبادرة الإمارات التاريخية.
تلك المبادرة التاريخية ستكون محورا مهما على أجندة ملتقى البحرين للحوار " الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" كنموذج رائد حول أهمية الحوار بين قادة الأديان في تحقيق السِّلم العالمي.