إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق مشروع استكشاف كوكب الزهرة و7 من كويكبات مجموعتنا الشمسية، في هذا الوقت تحديدا.
أظنه كان حتى في مخيلة أكثر المتفائلين بعيدا عن أذهانهم، ليس فقط لأنه مشروع في غاية الضخامة والأهمية، ولكن أيضا لأنه لم يسبق أن أعلنت كبريات دول العالم في مجال الفضاء عن مشروع مماثل.
هذا المشروع الذي لا أجد له وصفا دقيقا سوى أنه معجزة جديدة ستحققها بإذن الله دولة الإمارات، هو تحد جديد تضعه القيادة الإماراتية الحكيمة أمامها، وهي مؤمنة كل الإيمان وواثقة كل الثقة، بقدرة أبناء الإمارات على تحقيق أهدافها وتنفيذها على أكمل وجه وأجود صورة، أسوة بكثير من المنجزات التي كانت في يوم من الأيام تحديات لم تكن سهلة على الإطلاق، إلا أن إصرار وإيمان القيادة الإماراتية وثقتها بالشعب الإماراتي جعل من هذه التحديات منجزات لا يشق لها غبار، حتى وصل علم الإمارات إلى المريخ بيد أبناء وبنات الإمارات وجهودهم ومثابرتهم.
كذلك فإن الواقع يقول إن هذا المشروع، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم، ليس فقط تحديا لذات مؤمنة بما تمتلك من أدوات ومهارات وخبرات وقدرات، وإنما يتخطى ذلك حدود دولة الإمارات، فهو في الواقع تحد كبير للغاية لدول لا تزال تعيش أثر جائحة كورونا، ولها في عالم الفضاء وعلومه كثير من الخبرات التي سبقت الإمارات في هذا المجال، بينما تعمل الإمارات بنشاط لا يكل على استكشاف الفضاء وتطوير علومه وتبادل الخبرات والمعلومات مع كل دول العالم حول أسراره.
وبينما اختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدته التي أعلن فيها عن هذا المشروع العظيم، قائلا :"ثلث نجوم السماء كانت تحمل أسماء عربية.. لأن العرب كانوا رواد علم الفلك.. مهمتنا استئناف حضارتنا العربية.. وإذا لم نتحرك اليوم فمتى؟"، فإن في ذلك من الدلالات ما لايمكن التغافل عنه أو تجاهله، فالإمارات التي قادت العرب إلى المريخ في أول وجود لهم هناك عرفه التاريخ، وضمن أوائل الدول التي تعتبر متقدمة جدا في هذا المجال، تعود اليوم لتؤكد أهمية الدور والوجود العربي في هذا المضمار، الذي كما كان للعرب فيه وجود سابقا، تعمل دولة الإمارات اليوم على إعادة هذا الوجود وبكل قوة وثقة.
وحسب التوقيت المحلي لدولة الإمارات، فإن عهد استكشاف الفضاء من أوسع أبوابه للعرب جميعا قد حان، وستعمل القيادة الإماراتية يدا بيد مع أبناء الإمارات وكل الشعوب والدول المحبة للعلم والسلام، على إعادة الإرث الحضاري للعالم العربي، الذي لن يكون فقط على مستوى الكرة الأرضية، وإنما سيجوب الفضاء الخارجي حتى أبعد نقطة قد يصلها البشر في يوم من الأيام.
Twitter: @tajalradi
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة