"من صفر إلى واحد" .. وصفة أول مستثمر في فيسبوك للنجاح
رائد الأعمال بيتر ثيل أول مستثمر خارجي في شركة فيسبوك يشرح كيفية تأسيس شركات ريادة الأعمال الناجحة
إن كنت ترغب في الاطلاع على أقصر طريق لمعرفة كيفية تأسيس شركات ريادة الأعمال الناجحة وبناء المستقبل، فننصحك بمطالعة كتاب من صفر إلى واحد للمستثمر بيتر ثيل البروفيسور بجامعة ستانفور الأمريكية، وأول مستثمر خارجي في شركة فيسبوك بحصة 10.2% اشتراها في عام 2004 مقابل 500 ألف دولار.
هو أيضا شارك في تأسيس شركتي PayPal الرائدة في تحويل الأموال عبر الإنترنت Palantir المتخصصة في تحليل البيانات.
ويستعرض ثيل في كتابه كيفية التخطيط لإنشاء شركات ذات قيمة تسهم في تغيير الواقع، وهي الرحلة التي يجب أن تبدأ عند الإجابة بوضوح على 7 أسئلة.
هل توصلت إلى فرصة فريدة لا يراها غيرك؟ وهل يمكن ابتكار تكنولوجيا جديدة أو البناء على أخرى موجودة؟ وهل الوقت مناسب لتأسيس الشركة؟ وما مدى وفرة فريق عمل مناسب؟ وهل تستهدف حصة كبيرة بسوق محدود؟ وهل ترى أن كلا من المنتج والسوق له مستقبل خلال السنوات العشرة أو العشرين القادمة؟ وأخيرا هل تمتلك طريقه لتوزيع المنتج بدلا من ابتكاره فقط؟
النصيحة الأهم الذي يقدمها ثيل هي أن تمكين البشر في عصر الحاسب الآلي هو القيمة الحقيقية، وأن الأجهزة مجرد أشياء تكميلية لا يمكن أن تكون بديلة للإنسان، بل إن الشركات التي ترغب في النجاح بالمستقبل عليها دمج العاملين مع الآلة.
طريق النجاح
ويرسم الكتاب طريقين للنجاح، الأول التوسع الأفقي عبر تطوير منتجات قائمة مثل الآلة الكاتبة وتوزيعها على نطاق واسع، والثاني هو توسع رأسي يرتكز على ابتكار أشياء جديدة مثل معالجة النصوص.
من خلال هذا التوسع الرأسي ننتقل من صفر إلى واحد، وتأتي التكنولوجيا على رأس التقدم النوعي.
ويقول ثيل في كتابه إن الشركات التي تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات الآن هي في الأصل شركات ناشئة نجحت في فهم الأخطاء التي وقع فيها الآخرون بالسابق، ومن أهم هذه الأخطاء هي فقاعة الإنترنت التي اندلعت قبل عشرين عاما وما ارتبط بها من معتقدات خاطئة.
ويستعرض الكتاب أبرز المعتقدات الخاطئة الشائعة في مجتمع الأعمال، ومنها أن أعظم الشركات تبني أعمالها على الأسرار، فمثلا وجدت شركة أوبر أن هناك فجوة في قطاع النقل فاستغلت الفرصة، دون أن يكون الأمر سرا.
المعتقد الثاني يرتبط بتوقيت الدخول إلى السوق، فإن الانطلاق قبل غيرك يعطيك ميزة ولكن الأهم هو التدفق المالي على المدى الطويل، وإن لم تحقق التفوق على صعيد التدفقات فلن تكون الأول بين منافسيك.
المنافسة شئ إيجابي هو معتقد شائع يرى ثيل أنه أمر خاطئ، بل أن المنافسة شئ مدمر والأفضل الاحتكار الإبداعي القائم على تقديم قيمة معينة لا يستطيع غيرك توفيرها ومن ثم الاستحواذ على حصة كبيرة بالسوق.
على العكس تماما فإن الشركات التي تدخل في منافسات شرسة ينصب تركيزها على محاولات البقاء، مثل شركات الطيران التي تحقق بالكاد أرباحا حقيقية.
بينما لا يوجد بديل حقيقي لشركة جوجل التي تقدم احتكارا إبداعيا، وهو ما يفسر امتلاكها موارد كافية، والاستثمار في الأبحاث والابتكارات طويلة المدى.
كما يتطرق الكتاب إلى قوة رأس المال المخاطر، فعلى الرغم من فشل الكثير من الشركات الناشئة بعد مدة قصير من انطلاقها إلا أن الناجح منها يتفوق على غيرها بشكل كبير.
لذا فإن الاستثمار الجيد في تمويل شركة ناشئة ناجحة قادرة على الإنطلاق من صفر إلى واحدة وتحقيق طفرة مستقبلية أفضل من تمويل حزمة من الشركات الأخرى معا.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg
جزيرة ام اند امز