سر الألم المزمن في ساق الذبابة

باحثون يؤكدون أنه بعد حدوث إصابة للذبابة يفرغ العصب المصاب كل حمولته في الحبل العصبي ويقتل جميع فرامل الألم إلى الأبد.

على عكس ما يعتقده الكثيرون من أن الحشرات لا تشعر بأي نوع من الألم، كشفت دراسة لجامعة سيدني الأسترالية أجريت على "ذبابة الفاكهة" أن إصابة الحشرة يمكن أن تحدث لها حساسية مفرطة تجاه أي منبهات حتى لو كانت غير مؤلمة بطريقة تماثل البشر، وهو ما يعرف بـ"الألم المزمن".

• ذبابة الفاكهة تقدم حلا لمشاكل القلب الوراثية.. ما يصيب الإنسان يصيبها

وخلال الدراسة، التي نشرتها دورية ساينس أدفانسيس Science Advances في 10 يوليو/ تموز الجاري، قام الفريق البحثي بإصابة أحد الأعصاب في ساق واحدة من الذبابة، ثم تم السماح للإصابة بالشفاء بالكامل بعد التئام الجروح، ووجدوا أن سيقان الذبابة الأخرى أصبحت شديدة الحساسية، وهو ما جعلهم يكتشفون أن رسائل الألم تنتقل من العصب المصاب عبر الخلايا العصبية الحسية إلى الحبل العصبي البطني، وهو يشبه الحبل الشوكي عند الإنسان، حيث توجد فيه عصبونات عصبية تعمل مثل بوابة للسماح بالشعور بالألم أو منعه.

ويقول الأستاذ المساعد في جامعة سيدني بأستراليا، الدكتور جريج نيلي، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "بعد إصابة الذبابة يفرغ العصب المصاب كل حمولته في الحبل العصبي ويقتل جميع فرامل الألم إلى الأبد، ومن ثم لا يوجد لديها فرامل للألم، وتصبح على درجة عالية من اليقظة تجاه أي منبهات".

ويضيف: "يجب أن تفقد الحشرة فرامل الألم من أجل البقاء في المواقف الخطرة، لكن عندما يفقد البشر تلك الفرامل، فإن حياتهم تصبح تعيسة، ويحتاجون إلى استعادة تلك الفرامل ليعيشوا حياة مريحة وغير مؤلمة".

ويشير الباحث المشارك بالدراسة، الدكتور ثانج خونج، إلى انعكاساتها على البشر، قائلا: "من المهم أن نعرف الآن أن الخطوة الحرجة التي تسبب  الألم العصبي لدى ذبابة الفاكهة وربما البشر، تتمثل في فقدان الفرامل الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، وهذا قد يقودنا إلى تصنيع علاجات جديدة تستخدم الخلايا الجذعية أو بعض الأدوية لاستهداف السبب الأساسي وتوقيف الألم".

يذكر أن كثيرا من الأبحاث التي تستهدف فهم الأمراض أصبحت تجرى على ذبابة الفاكهة لعدة أسباب، أهمها اكتشاف أن 75% من الجينات الخاصة بالأمراض التي تصيب الإنسان توجد نظائر يمكن تمييزها فيها.