أسعار الوقود.. إلى أين تقود مسار الانتخابات الأمريكية؟
تعتبر الأسعار، بصدارة أسعار الوقود محركا رئيسيا في هذه الانتخابات، والمتبقي لها قرابة شهر واحد في الولايات المتحدة.
كي نفهم قرار الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، ببيع 10 ملايين برميل إضافي من احتياطي النفط الاستراتيجي للأسواق المحلية، من المهم حساب الوقت المتبقي لانتخابات التجديد النصفية.
والجمعة، قالت وزارة الطاقة الأمريكية إن الولايات المتحدة باعت أكثر من عشرة ملايين برميل من احتياطيات النفط الاستراتيجية لثماني شركات من بينها ماراثون وإكوينور.
وتأتي عمليات البيع في إطار خطة الرئيس جو بايدن المعلنة سابقا لبيع 180 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي. فيما سيتم تسليم الشحنات في نوفمبر/تشرين الثاني.
تعتبر الأسعار، بصدارة أسعار الوقود محركا رئيسيا في هذه الانتخابات، والمتبقي لها قرابة شهر واحد في الولايات المتحدة، إذ تحول الديمقراطيون على وسائل التواصل الاجتماعي لمدافعين عن بايدن، فيما شنوا هجوما على شركات الطاقة في البلاد.
ومع ارتفاع الأسعار في المضخات على الصعيد الوطني داخل السوق الأمريكية، تسعى إدارة بايدن جاهدة لحماية الديمقراطيين من إحباط المستهلكين، وإلقاء اللوم على انتهازية شركات النفط وتهديد قيود جديدة على الصناعة.
في التعليقات العامة والاجتماعات الخاصة مع المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط، حذر مسؤولو الإدارة من أن البيت الأبيض قد يتخذ خطوات غير عادية - وربما تنطوي على مخاطر اقتصادية - لخفض التكاليف إذا لم تتحرك الشركات بقوة أكبر لحماية الأمريكيين من ارتفاع الأسعار.
يأتي الاهتمام المتجدد بتكلفة الوقود في الوقت الذي قفزت فيه أسعار الغاز في الأيام الأخيرة بما يصل إلى 60 سنتا للجالون في بعض المناطق ليصل إلى 4.9 دولار، مما يشكل تحديًا سياسيًا للديمقراطيين.
وساعد الانخفاض في الأسعار الذي امتد لمدة 99 يوما الماضية حتى الأسبوع الفائت، على تحسين آفاقهم في انتخابات التجديد النصفي الشهر المقبل، والتي تكون خلالها السيطرة على الكونجرس والعديد من المحافظات الرئيسية على المحك.
لكن الأسعار تصعد الآن، والأدوات التي تمتلكها الإدارة للحد منها محدودة؛ إن الخيار السياسي الأكثر فاعلية لدى البيت الأبيض هو سلطة الطوارئ للحد من الصادرات إلى الدول الأخرى.
وهي استراتيجية تستهدف زيادة المخزونات في داخل الأسواق المحلية ولكنها قد تزعزع استقرار الأسواق العالمية وتؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة. سيكون من الصعب أيضا تحقيق التوازن مع التزام الرئيس بالحفاظ على تدفق أكبر قدر ممكن من النفط إلى أوروبا.
أوروبا اليوم تعتمد بشكل كبير على النفط القادم من السوق الأمريكية، وأي قطع من واشنطن يعني أن النفط سينضم إلى الغاز الطبيعي في أزمة توفر مصادر الطاقة التقليدية في القارة العجوز.
وتعتبر الزيادات في الأسعار كبيرة في العديد من الولايات المحورية؛ في كاليفورنيا، حيث يوجد ما لا يقل عن ثمانية مقاعد متنازع عليها بشدة في مجلس النواب، يبلغ متوسط سعر البنزين 6.38 دولار للجالون، بزيادة قدرها 62 سنتا في الأسبوع الماضي.
خلال نفس الفترة، قفز ما يقرب من 40 سنتا في ولاية أريزونا المتأرجحة، حيث تعكس متوسطات الاقتراع سباقا ضيقا للغاية لمنصب الحاكم.
شهدت نيفادا وواشنطن وأوريجون وألاسكا ارتفاعا في الأسعار بما لا يقل عن 40 سنتا للجالون في الأسبوع الماضي؛ في جميع أنحاء الولايات المتأرجحة في الغرب الأوسط، كانت الزيادة أقل حدة، لكنها كبيرة بما يكفي ليشعر السائقون بالألم.
ترتفع الأسعار لعدة أسباب: حريق في مصفاة في الغرب الأوسط، وقرار تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج بشكل كبير عندما اجتمع الأسبوع وأقر خفضا بمليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.
كذلك، من بين أسباب الارتفاع، صيانة منشأة على الساحل الغربي التي دفعت المخزونات إلى مستويات قياسية؛ كما أدى الحظر الأوروبي الذي يلوح في الأفق على النفط الروسي، والذي يدخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون أول، إلى رفع الأسعار.
لكن شركات النفط الأمريكية ما تزال تحقق أرباحا مذهلة خلال هذه التحديات، مما يعطي فرصة لكبار مسؤولي الإدارة وحلفائهم لتوجيه الاتهام إلى ما أسمته واشنطن بوست جشع الشركات باعتباره عاملاً رئيسياً.
بعد أن كتبت إكسون موبيل رسالة إلى الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي مستاءة من الضغط الذي تمارسه على شركات النفط لإعادة توجيه بعض طاقتها من تصدير الوقود في جميع أنحاء العالم إلى تعزيز المخزونات في الداخل، أصدرت وزيرة الطاقة جينيفر جرانهولم بيانا لاذعا.
وقالت الجمعة: "خطاب هذا الأسبوع من شركة حققت ما يقرب من 200 مليون دولار من الأرباح كل يوم في الربع الأخير.. تحتاج هذه الشركات إلى التركيز بدرجة أقل على عدم الربح الفاحش، والمزيد على تمرير خفض الأسعار لعملائها المحليين".
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز