سلسلة توريد الوقود تصارع العقوبات على روسيا.. قفزة بتكاليف الشحن
ارتفعت تكلفة نقل البنزين وأنواع الوقود الأخرى على ناقلات عابرة للمحيط بعد أيام من العقوبات التي تستهدف مبيعات النفط الروسية.
وقد صعدت الأرباح اليومية للناقلات الصغيرة نسبيا التي تنقل الوقود المكرر في المحيط الأطلسي بأكثر من 400% الأسبوع المنقضي، لتصل إلى 55857 دولارًا، وفقًا لأحدث البيانات من بورصة البلطيق في لندن، وارتفعت المكاسب اليومية 58% الخميس 9 فبراير/شباط الجاري وحده، وهي أكبر مكاسب ليوم واحد منذ أواخر عام 2021، كما أورد تقرير صادر عن وكالة بلومبرغ للأنباء.
كان الدافع وراء ارتفاع التكلفة جزئياً هو تفرُّق الأسطول بين بعض الناقلات التي تخدم مصالح موسكو وبعضها الآخر في السوق الدولية، كما يسلط ارتفاع التكلفة الضوء على الجانب الآخر المحتمل للإجراءات الشديدة التي تهدف إلى الحد من عائدات النفط الروسية.
ومن جانبه، قال لارس باستيان أوسترينغ، المحلل لدى شركة "آركتيك سيكيوريتيز: "تستمر كميات الوقود الروسي في التدفق بنفس المعدل تقريباً، وهذا يتطلب الكثير من السفن.. في نهاية المطاف، يظهر الارتفاع الحالي أنَّ الطلب جيد جداً، وأنَّ الأساسيات قوية".
وانضمت نحو 600 سفينة إلى "أسطول الظل" للسفن التي تساعد روسيا على استمرار تدفق نفطها إلى الأسواق، وهو ما يترك بدوره عدداً أقل من السفن التي تخدم مصدري النفط الآخرين ويزيد من تكلفة الشحن. ولا يتعلق ارتفاع تكلفة الشحن فقط بتحول الناقلات إلى نقل كميات الوقود الروسي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حظر استيراد الوقود الروسي اعتبارًا من 5 فبراير/شباط 2023. قبل ذلك الموعد، زاد الاتحاد مشترياته من المنتجات المكررة من أماكن أخرى لضمان توفّر الكميات، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم توفر بعض السفن في أسطول يعاني بالفعل.
ووفقا لـ "رويترز"، تشكل الحدود القصوى للأسعار عند 100 دولار على منتجات مثل الديزل و45 دولارًا للبرميل على صادرات زيت الوقود الروسي، إلى جانب حظر الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات النفطية الروسية، جزءًا من اتفاقية أوسع بين مجموعة الدول السبع.
ويأتي ذلك بعد أن فرضت دول مجموعة السبع حدا أقصى قدره 60 دولارا للبرميل على الخام الروسي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول، في الوقت الذي تسعى فيه مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا إلى الحد من قدرة موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا.
ويحظر على شركات التأمين والشحن الغربية والشركات الأخرى التمويل أو التأمين أو التداول أو السمسرة أو حمل شحنات الخام والمنتجات النفطية الروسية ما لم يتم شراؤها بسعر السقف المقرر أو أقل من الحدود القصوى المحددة.
ومع انتعاش الشراء حالياً في مكان آخر، ارتفعت أسعار الشحن بشكل كبير. وسجلت السفن التي تبحر من أوروبا إلى غرب أفريقيا أكبر مكسب يومي، الخميس الماضي، منذ بدء نشر الأرقام العام الماضي. ومع ذلك؛ قد يساهم تحول بعض الناقلات إلى روسيا في استمرار ارتفاع أسعار الشحن.
وقال إيريك هافالدسن، محلل الشحن لدى شركة "باريتو سيكيوريتيز" في أوسلو: "ما نسمعه هو أنَّ سفناً عدّة أصبحت غير متاحة فجأة ضمن قوائم الحمولات، وتم سحبها نحو روسيا.. لذا فجأة، اختفت أعداد السفن المتاحة للشحن تقريباً بالأمس".
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز