فرانسيس فوكوياما: إيران مقبلة على انفجار.. والصين ستكون الأولى عالمياً
فوكوياما: الإمارات تمكنت من المضي قدماً بسبب نظامها السياسي الحديث، واستطاعت التقدم بفضل تطورها المجتمعي والمؤسسي.
أكد فرانسيس فوكوياما، عالم سياسي وخبير اقتصادي، أن إيران تسير إلى انفجار معين، وأن الوضع ليس مستقراً فيها، لافتاً إلى أن 60% من خريجي الجامعات في إيران من السيدات، وهذا لا يتطابق مع المؤسسات السيادية التي تتحكم بها.
جاء ذلك خلال جلسة "إعادة كتابة التاريخ: الدول الافتراضية الجديدة"، والتي حاوره خلالها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات المقامة في دبي حتى 13 فبراير الجاري.
وقال فوكوياما إن الموضوع الأمني في الشرق الأوسط هو المسيطر حاليا مما يتطلب تعاونا دوليا، مشيداً بتجربة الإمارات التي تمكنت من المضي قدما في التكنولوجيا لأن لديها نظاماً سياسياً حديثاً، واستطاعت أن تسير إلى الأمام بفضل تطورها المجتمعي والمؤسسي.
ولفت إلى أن الصين ستصبح الأقوى بعد بضع سنوات، وعلى الجميع التكيّف مع هذا الأمر، فالبنوك الصينية تشكّل ثلثي الاستثمارات العالمية، وبذلك فهي تعمل على تنحية الولايات المتحدة من المركز الأول، ولكنها أمام اختبار في عالم البنية التحتية.
وتطرق فوكوياما إلى مواضيع العولمة وحوكمتها في مجالات الاقتصاد، والأمن والمسائل الاجتماعية والتقنية والتكنولوجية، فالشأن الاقتصادي هو الأبرز لنقل الأسعار والأفكار عبر الحدود، أما الأمن في منطقة الشرق الأوسط فهو الأمر المسيطر منذ فترة، نظرا للحرب ضد الإرهاب والنزاعات.
وأوضح أن الاقتصاد الجديد عابر الأطلسي والمحيط الهادئ، ويبدو أن الصين ستنقل مركز هذا النظام اإلى آسيا بهدف الانتقال إلى مرحلة جديدة من التنمية الوطنية.
وأضاف: "الحكومات ليست العنصر الوحيد المؤثر في معادلة الحوكمة العالمية الموحدة.. فهناك عدد من المنظمات غير الحكومية التي تنتشر حول العالم، وتعمل على أهداف سامية مثل توفير الغذاء والخدمات الأساسية".
وتابع: "الديمقراطية لا تبنى على الأفراد بل على المؤسسات، ولكي يكون لدينا مؤسسات عالمية يجب أن نتوصل إلى توافق في الآراء بين الأنظمة، فنحن عالقون في عالم متعدد الأطراف، ومؤسسة واحدة لا يمكنها أن تعكس مصالح العالم، فلم يعد لدينا إلا النظام المتعدد".
وتناول فوكوياما في حديثه عن تحديات الحوكمة، محور الأمن الإلكتروني والتكنولوجيا، وقال: "بالنسبة إلى التحدي التكنولوجي، على الرغم من الفرص الرائعة التي يقدمها الإنترنت والذكاء وثورة تقنية المعلومات، وهذا مثير للاهتمام، لكننا رأينا الوجه القاتم للإنترنت مع الإرهاب السيبراني والاعتداءات، متمثلاً في الهجمات السيبرانية واختلال الأمن الإلكتروني. الهجمات السيبرانية تختلف عن الأسلحة التقليدية، فإذا بنيت سلاحا تقليديا مثل طائرات حربية، فهذا أمر معروف.. أما في حال الأسلحة السيبرانية، فإنها خفية".
وأكد أن إيران مقبلة على أزمة؛ معظم النزاعات تسبب بها التغير المناخي، الأمر الذي دفع القمة العالمية للحكومات إلى تناول هذه المسألة ضمن جدول أعمالها إلى جانب الحوكمة التي ظهرت ضمن مؤسسات النظام الحرّ، لافتاً إلى أن التحدي الذي تواجهه الحوكمة العالمية هو الاتفاقيات والقوانين الموجودة حالياً، والتي قد تكون قديمة لكن يصعب جداً تغييرها أو تحديثها، فضلاً عن أن هناك التحديات القائمة أمام الحوكمة والتي تتمثل في عدة أمور، بينها، التقنيات النائشة، والتغير في ميزان القوى العالمي، وزيادة الشعبوية، والهجرة التي أصبحت مشكلة دولية.
أما بخصوص ما يُسمّى بالربيع العربي، قال فوكوياما: "تونس هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن نصفها بالبلد الديموقراطي المنبثق عن تلك الفترة، لكن المشكلة تكمن في النمو الاقتصادي حيث البطالة وسوق العمل المتصلب".