أديبك 2020.. العالم ينتفض ضد انبعاثات الكربون
دعا وزراء وممثلو حكومات آسيويون إلى تعزيز أطر التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط والغاز لضمان مرونة الأنشطة التجارية.
وأجمع وزراء كُلّ من اليابان والهند وتايلاند، خلال المؤتمر الاستراتيجي لـ" أديبك 2020" الافتراضية، على أهمية التعاون باعتباره وسيلةً للمضي قُدماً وتجاوز التحديات الماثلة أمام قطاع الطاقة، في مرحلة ما بعد كوفيد-19.
كما أشاروا إلى الحاجة لتشجيع التحوّل في استراتيجيات الطاقة من أجل تسهيل عمليات الحد من انبعاثات الكربون، وتجارة الغاز الطبيعي المُسال، وذلك حسب وكالة أنباء الإمارات.
الحد من انبعاثات الكربون
وأشار كاجياما هيروشي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان خلال كلمته الرئيسية إلى توجه بلاده نحو تركيز جهودها على مسألة إزالة الكربون لتحقق الحيادية من حيث انبعاثاته بحلول عام 2050.
وقال: "في ضوء الزيادة المستمرة في معدلات الطلب على الطاقة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في آسيا، ستُواصل اليابان دعم جهود الاستخدام النظيف للوقود الأحفوري في الدول النامية".
وأوضح أنّ اليابان تسعى للوصول إلى الحيادية من حيث انبعاثات الكربون على طول سلسلة قيمة الغاز الطبيعي المُسال لتقود العالم في مجال إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الوقود الأحفوري وإعادة استخدامه.
ونوه إلى أن اليابان تواصل جهودها الابتكارية في مجال إعادة تدوير الكربون من أجل تطوير دورة مُثمرة وإيجابية بين الاقتصاد والبيئة.
الاعتماد على الهيدروجين
وتابع: أن بلاده ستكون السباقة لإقرار مجموعة من التدابير الملموسة لتحقيق اعتماد المجتمع على الهيدروجين، بما في ذلك تأسيس سلاسل التوريد العالمية التي تشمل الدول المنتجة للنفط وتركيز جديد على وقود الأمونيا.
وأضاف: "نهدف من خلال المشاورات الجارية بين القطاعين العام والخاص إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال دمج عمليات حرق الأمونيا ضمن محطات التوليد العاملة بحرق الفحم".
وقال هيروشي إن الزيادة طويلة الأمد في معدلات الطلب على الطاقة في آسيا ستُحتّم تراجع أنشطة الاستكشاف والإنتاج تجنباً لحدوث أي أزمة في إمدادات الطاقة.
الهند المحرك الرئيسي للطلب
من جانبه، قال دارميندرا برافان، وزير البترول والغاز الطبيعي والصلب الهندي، إنّ بلاده ستكون المحرك الرئيسي للطلب العالمي على الطاقة على مدى العقود المقبلة.
وأشار إلى أنّ معدلات الطلب المحلية على الطاقة قد عادت بالفعل إلى مستوياتها السابقة لانتشار أزمة كوفيد-19.
وتوقع أنّ تبلغ حصة الهند 12% من معدل الطلب العالمي بحلول عام 2050، وأن تحظى الهند بأكبر معدل نمو على الطلب من بين جميع الدول الكبرى.
وتابع: سيكون سيناريو النمو المتوقع هذا بمثابة حجر الأساس لخارطة الطاقة في الدولة، والتي تتمحور حول تحويل التحديات إلى فرص.
الطاقة المتجددة
وأوضح أنّ خارطة الطاقة الهندية، بمحركات التغيير السبعة التي تميّزها، ستُسهم في تسريع النقلة باتجاه الاقتصاد القائم على الغاز والاستخدام الأنظف للوقود الأحفوري، لاسيما النفط والفحم.
وتابع: كما تسهم الخطة في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في إنتاج 450 جيجاواط بحلول عام 2030، وزيادة الاعتماد على الكهرباء للحد من انبعاثات الكربون من وسائل النقل، والانتقال نحو مزج الوقود، بما فيه الهيدروجين، والابتكار الرقمي عبر جميع أنظمة الطاقة.
ونوّه إلى أنّ الهند باتت مستعدةً لاستقبال الاستثمارات المشتركة بين القطاعين العام والخاص لدعم جهود التحول الرقمي للقطاع، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتي من شأنها أن تدعم مسيرة الدولة في التحول من مجرد سوق استهلاكية إلى مركز حيوي للتصنيع.
وقال إن قطاع الطاقة الهندي يزخر بالكثير من الفرص، حيث نعمل على تحويل التحديات التي فرضتها أزمة كوفيد-19 إلى فرص وإمكانات جديدة. كما سلّط الوزير الضوء على الإصلاحات التي تشهدها الدولة في الوقت الراهن، والتي أتاحت الملكية الكاملة لأنشطة استكشاف النفط والغاز والحوافز الاستباقية للمبادرات المشتركة بين القطاعين العام والخاص.
مركز تجارة الغاز المسال
ومن جانب آخر، أشار سوباتانابونج بونميتشاو، نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة التايلندي في كلمة ألقاها ضمن فعالية أديبك 2020 إلى طموحات دولته في التحول إلى مركز لتجارة الغاز الطبيعي المُسال، موضحاً أنّ التعاون هو السبيل الوحيد لبلورة هذه الخطط.
وقال : "لا بد من ضمان استقرار السوق من أجل التنمية طويلة الأمد، من خلال تحسين العلاقات والتحالفات ضمن قطاع النفط والغاز، لا سيما تلك التي تشمل الحكومات والقطاع الخاص، والتعاون بين المنتجين والمستهلكين".
وتتواصل،الثلاثاء، فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض أبوظبي للبترول (أديبك 2020) افتراضيا، بمشاركة وزراء وقادة وخبراء قطاع الطاقة حول العالم.
وتعقد الفعاليات التي انطلقت، الإثنين، تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وتسعى فعاليات "أديبك 2020"، لرسم ملامح مستقبل قطاع النفط والغاز ما بعد "كورونا".
وتستمر النسخة الافتراضية من الفعالية السنوية الأضخم في مجال النفط والغاز والمؤتمرات المصاحبة لها حتى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDIg جزيرة ام اند امز