في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لم يعد مقبولا أن تنتظر الجهات الحكومية في العالم أن يتقدم المواطن أو المقيم بطلب للحصول على خدمة.
بل أصبح الاتجاه العالمي والمستقبلي يتمثل في أن تصل الخدمة إلى الشخص مباشرة، بشكل استباقي يعتمد على تحليل دقيق لاحتياجاته وبياناته المتوافرة في الأنظمة الحكومية، مع منحه حرية القبول أو التعديل أو الرفض.
هذا النموذج الجديد للخدمات يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الشخصية والسجلات الحكومية بدقة، مما يجعل العملية أكثر كفاءة وفاعلية، على سبيل المثال يمكن لأنظمة التعليم تسجيل الطالب تلقائيا في المسار الدراسي الأنسب له، بناءً على ميوله وتحصيله الدراسي، مع مراعاة متطلبات سوق العمل المستقبلية، وفي قطاع الصحة يتم جدولة الفحوصات الطبية بشكل تلقائي بناءً على الحالة الصحية للفرد، دون أن يضطر لطلبها بنفسه.
الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا رائدا في هذا المجال، حيث تقدم خدمات حكومية متطورة تعتمد على الاستباقية والابتكار في مختلف القطاعات، من تسجيل المواليد وتجديد الوثائق الرسمية إلى تقديم استشارات مهنية وصحية، أصبحت الخدمات تُقدم بسهولة وسلاسة وبطريقة تراعي احتياجات الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
إن رؤية الإمارات تتجاوز الكفاءة إلى الإبداع، حيث تقدم مشاريع مبتكرة تشمل إدارة المرور الذكية، واستخدام الطائرات دون طيار لتوصيل المستندات، حتى روبوتات تقدم الاستشارات القانونية، هذه المبادرات ليست فقط مثالا على الابتكار التقني، بل تمثل نموذجا عالميا يُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُحدث تغييرا إيجابيا في حياة الأفراد وتجعلها أكثر سهولة ورفاهية.
الخدمات المستقبلية يجب أن تكون مبنية على التفاعل الذكي مع الأفراد والمؤسسات، إذ تتوجه الجهات مباشرة لتقديم الحلول قبل أن تُطلب، مع احترام خيارات جميع المستخدمين.
الإمارات.. بما تقدمه من إنجازات سنوية مبهرة تثبت أن الابتكار الاستباقي هو المفتاح لخلق تجربة استثنائية تُلبي احتياجات الحاضر وتستشرف المستقبل.
في النهاية، جودة هذه الخدمات وطرق الابتكار فيها ستتصدر المشهد في الجوائز المحلية والدولية، في عصر الذكاء الاصطناعي لن ينشغل المواطن أو المقيم بتقديم الطلبات، بل ستصل إليه الخدمة جاهزة، مما يمنحه الوقت للتركيز على أمور أكثر أهمية، مثل أسرته وحياته الاجتماعية، حياتنا ستصبح أجمل إذا استطعنا تسخير التكنولوجيا لبناء حضارة إنسانية جديدة ومزدهرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة