هكذا أصبحنا في عصر الفضاء، وهكذا أصبحنا مدرسة لمن يريد أن يتعلم كيف نبني الأوطان؛ فسلام الله عليك يا وطني.
هل مر عليك يوم قلت فيه: "ما أسرع الزمن"؟ وهل مر يوم آخر قلت فيه: "ما أطول هذا اليوم" وشعرت بالملل؟
لقد كنت في اليوم الأول منتجا ومعطاء وسعيدا لأنك أنجزت فمر وقتك سريعا دون أن تشعر بثقله، أما اليوم الآخر فقد كسلت أو تقاعست ولم تنجز شيئا فأحاطك شعور سلبي وشعرت بثقل الزمن.
وسُنة الحياة أن نعمل والعمل هو نية صالحة وتخطيط وإرادة وجهد ووقت، ولعنصر الوقت في العمل والحياة بشكل عام أهمية قصوى في تحقيق وإنجاز ما خططنا له وعقدنا العزم عليه، وقديما قيل (الوقت سيفٌ إن لم تقطعه قطعك)؛ فهناك من يتعامل مع الزمن بالقيراط لأنه يدرك أن استثمار الزمن يمكن أن يدر عليه الذهب إذا اجتهد وكدّ.
ومنهم من يتعامل مع الزمن بإسراف ظانا أن صنبور الزمن مفتوح إلى ما لا نهاية حتى يفاجأ ذات يوم بنضوبه وبأنه أهدره دون أن يحقق لنفسه أو لغيره شيئا يُذكر، وذلك هو الخسران المبين.
من هذا الحاضر المشرق المليء بالطموح والعمل الجاد المثابر تسير مع الحاضر خطوةً بخطوة قاطرة المستقبل، فلا تقاعس ولا تراجع ولا هدنة مع الزمن. متسلحين بحب الإمارات وقيادتنا الحكيمة وبالإرادة التي مسحت من قاموسها كلمة (مستحيل) نمشي مرفوعي الرأس واثقين من حاضرنا ومستقبلنا.
ولقد تعلمنا نحن (عيال زايد) من حكمة أسلافنا وقادتنا أن نحث الخطى لكل عمل خيِّر ومفيد، وأن نبني للحاضر والمستقبل ولا نضيع في هذه الأهداف دقيقة واحدة. ولذلك أصبحت دولتنا في زمن قياسي دولة حضارية مزدهرة يشار إليها بالبنان.
ولأن إيمان القيادة الحكيمة بأن (المستقبل يبدأ من اليوم وليس غدا)، وهذا ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ فقد ارتفع البناء وشمخ؛ فما بناه والدنا الشيخ زايد، رحمه الله، وأخوه الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، واصل الأبناء والأحفاد على نفس الرؤية والمنهج وباستثمارٍ للزمن وحراك ماراثوني حتى انطلقنا إلى عصر الفضاء ونجحنا في إطلاق أول قمرٍ صناعي بقدرات أبنائنا وعقولهم المبدعة، ولقد كانت فرحتنا بهم لا تسعها الأرض وفرحتهم عبّر عنها (عيال زايد) بسعادة المنتصر قائلين إن دعم القيادة الرشيدة لهم كان وراء ما حققوه من إنجاز.
نعم؛ فالقيادة الرشيدة الملهمة حوّلت شعبنا إلى كتلة من الطاقة الإيجابية الفاعلة والمنتجة والمبدعة والمؤمنة بأن عطاء الوطن لا يقابله إلا الوفاء بالعمل الصادق والجهد الحثيث والإبداع وفي كل ذلك ومع كل ذلك سباق لا يهدأ مع الزمن.
وليس هذا فحسب؛ فهناك المزيد من الإنجازات التي ستفاجئ العالم؛ فدولتنا الإمارات تستعد لرحلة ما بعد المريخ حين بشّرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، بقوله: «نسعى مع أخي محمد بن زايد لتكون دولة الإمارات عاصمة لعلوم الفضاء ومحطة علمية عالمية في قطاع الصناعات الفضائية».
وقال سموه معبرا عن اعتزازه بفريق العمل ومبشرا بالقادم من المنجزات: «فريقٌ نفخر به وإنجازٌ نرفع به سقف الطموحات ومشروعٌ نعتبره بداية عظيمة وجديدة لدولة الإمارات في قطاع الفضاء وصولا إلى المريخ وما بعد المريخ».
ومن هذا الحاضر المشرق المليء بالطموح والعمل الجاد المثابر تسير مع الحاضر خطوة بخطوة قاطرة المستقبل، فلا تقاعس ولا تراجع ولا هدنة مع الزمن. متسلحين بحب الإمارات وقيادتنا الحكيمة وبالإرادة التي مسحت من قاموسها كلمة (مستحيل) نمشي مرفوعي الرأس واثقين من حاضرنا ومستقبلنا، معتزين بماضينا وهويتنا مستثمرين في الزمن دون تفريط ولا ركون.
الحلم يكبر والوطن يكبر والأجيال كالأغصان في شجرة اليوم وغدا هم ثمارها اليانعة، ذكرتني هذه الشجرة بلوحة للفنانة المجرية سارولتا بان تصور فيها شجرة خضراء كبيرة مزروعة بالعصافير، طارت العصافير بقوة وبسرعة فحملت الشجرة معها إلى السماء.
هكذا أصبحنا في عصر الفضاء، وهكذا أصبحنا مدرسة لمن يريد أن يتعلم كيف نبني الأوطان؛ فسلام الله عليك يا وطني، على أهلك ونخلك وسمائك وأرضك وبحرك.
* نقلا عن صحيفة البيان
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة