وسط اقتصاد عالمي "هش"، يصارع أزمات وتحديات متشعبة، أكدت قمة العشرين على ضرورة تطبيق الحكومات لحلول جذرية.
كشفت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي أن البلدان المشاركة، بما فيها روسيا، ستندد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا التي ستدينها معظم الدول المنضوية في التكتل.
وتندد المسودة بالتداعيات الكارثية للأزمة الروسية الأوكرانية المستمرة، داعية إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته السبت يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.
الاستجابة السريعة لمعالجة الديون
ويعتزم قادة مجموعة العشرين أن يعبروا عن تخوفهم من "أزمة ديون متفاقمة" تواجهها دول متوسطة الدخل، وأن يدعو جميع الدائنين من القطاعين العام والخاص للاستجابة سريعا لطلبات معالجة الديون.
وجاءت مسودة بيان زعماء مجموعة العشرين التي اطلعت رويترز على نسخة بلهجة بالغة الشدة فيما يخص مشاكل الديون وتتضمن إقرارا بأن المشاكل لا تقتصر فقط على الدول الأشد فقرا.
وشددت المسودة على أهمية مشاركة جميع الدائنين من القطاعين الرسمي والخاص في تخفيف عبء الديون وتحمل قدر منصف من الأعباء.
الدول الثرية.. والحد من تداعيات الفائدة المرتفعة
ومن جانبه، طالب الرئيس الصيني شي جين بينج، دول مجموعة العشرين الثرية بالحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة، في وقت يشدد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سياساته الرامية لمواجهة التضخم.
وقال شي "علينا السيطرة على التضخم العالمي وحلحلة المخاطر المنهجية في مجال الاقتصاد والمال".
وأضاف "على الاقتصادات المتقدّمة أن تخفض التداعيات السلبية للتعديلات في سياستها النقدية وضمان استقرار الديون لتبقى عند مستوى مستدام".
ورفع الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ ما قبل أزمة 2008 المالية في وقت يسعى للحد من ارتفاع معدلات التضخم.
وأدى هذا التحرّك النقدي الأمريكي إلى ارتفاع قيمة الدولار إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقدين، ما شكّل ضغطا على الاقتصادات النامية التي تعتمد على الصادرات وتحاول هي أيضا الحد من التضخم.
وجاءت تصريحات شي أمام القمة غداة لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبدت محادثاته مع بايدن ودية إذ أشار الرئيسان إلى رغبتهما تخفيف حدة التوتر الذي شهدته العلاقة بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة.
إجراءات منسقة لتفادي نقص الغذاء في 2023
أعربت دول مجموعة العشرين " جي 20" عن " قلقها البالغ" بشأن أزمة الغذاء العالمية، وفق مسودة بيان ختامي مشترك للقمة المنعقدة في إندونيسيا.
وكتبت الدول أن الأمن الغذائي العالمي"تفاقم بسبب الصراعات والتوترات الحالية"، داعين لاستخدام " جميع الأدوات المتاحة" لمواجهة الأزمة و "حماية الأكثر ضعفا من الجوع".
وكانت الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت في 24 فبراير الماضي، قد خلفت أثرا حادا على أسواق الغذاء العالمية. ويشار إلى أن الدولتين تعدان أهم دولتين مصدرتين للحبوب في العالم.
وجاء في البيان المشترك أن دول جي 20، من بينها روسيا، تعهدت " باتخاذ إجراء لتعزيز الأمن الغذائي وأمن الطاقة ودعم استقرار الأسواق وتوفير الدعم المؤقت والمحدد".
وأضاف البيان" سوف نتخذ المزيد من الإجراءات المنسقة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي ويشمل ذلك ارتفاع الأسعار ونقص السلع الغذائية والأسمدة عالميا".
وافتتحت القمة في وقت سابق اليوم الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بدعوة من الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى الوحدة والعمل الجاد لإصلاح الاقتصاد العالمي على الرغم من الخلافات العميقة بشأن الحرب. وقال ويدودو "ليس لدينا خيار آخر، التعاون مطلوب لإنقاذ العالم". وأضاف "يجب أن تكون مجموعة العشرين هي المحرك للانتعاش الاقتصادي الشامل. يجب ألا نقسم العالم إلى أجزاء. يجب ألا نسمح بوقوع العالم في حرب باردة أخرى".
وتمثل مجموعة العشرين، التي تضم أيضا دولا منها البرازيل والهند والمملكة العربية السعودية وألمانيا، أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة الدولية و60% من سكان العالم.
وكانت هناك علامة إيجابية عشية القمة تمثلت في الاجتماع الثنائي الذي استمر ثلاث ساعات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، إذ تعهدا بتكثيف الاتصالات على الرغم من العديد من الخلافات بينهما.
وكان اجتماع أمس الاثنين هو المرة الأولى التي يلتقي فيها الزعيمان شخصيا منذ أن أصبح بايدن رئيسا، ويبدو أن المحادثات تشير إلى تحسن العلاقات بين القوتين العظميين بعد تدهور مستمر في الأشهر الأخيرة.