قمة "السبع" تواجه اختبار "إخماد حرب التجارة" في باريس
في الأسابيع الأخيرة ظهرت مؤشرات مقلقة في ألمانيا والصين وأمريكا أثارت الخشية من مرحلة ضعف ملحوظ في النمو على المستوى العالمي.
سيحاول قادة دول مجموعة السبع التوافق الأحد على تدابير طارئة لإنعاش الاقتصاد العالمي الذي يشهد تباطؤاً جراء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وهو أمر يبدو من الصعب تحقيقه.
- وسط انقسامات حادة.. ملفات ساخنة على مائدة قمة "السبع الصناعية"
- ترامب يؤيد عودة روسيا إلى مجموعة السبع الكبرى
إلا أن يوم الأحد بدأ بمشهد منتظر جداً هو اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ تولّي الأخير مهامه في المملكة المتحدة في خضمّ أزمة بريكست.
وأعرب ترامب خلال اللقاء عن دعمه لجونسون واصفاً إياه بأنه "الرجل المناسب" لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما أعلن عن احتمال التوصل "سريعا" إلى اتفاق تجارة "كبير جدا" مع بريطانيا.
ومن جهته هنأ جونسون ترامب على قوة الاقتصاد الأمريكي وقال إن بريطانيا تؤيد "سلاما تجاريا" وحرية التبادل وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين.
وكان جونسون قد أعرب أمس السبت عن أسفه لـ"العوائق الكبيرة" التي تعترض الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة، داعياً ترامب إلى رفعها كي يتمكن البلدان من إبرام اتفاق تبادل حرّ بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بعد هذا اللقاء الصباحي الذي يُعقد حول فطور، سينضمّ ترامب وجونسون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوسيبي كونتي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لمناقشة الأمن العالمي ووضع الاقتصاد.
ففي الأسابيع الأخيرة، ظهرت مؤشرات مقلقة في ألمانيا والصين والولايات المتحدة أثارت الخشية من مرحلة ضعف ملحوظ في النمو على المستوى العالمي.
- "تقارب"
حمّل الأوروبيون واليابانيون جزءاً من مسؤولية تراجع النمو للحرب التجارية التي تخوضها واشنطن وبكين اللتين أججتاها يوم الجمعة بالإعلان عن فرض رسوم جمركية جديدة.
وحذّر ماكرون من أن "التوتر التجاري سيئ للجميع" ملخّصاً بذلك القلق العام السائد.
وسعى خصوصاً إلى إقناع ترامب بعدم فرض رسوم على النبيذ الفرنسي رداً على قرار باريس فرض ضرائب على المجموعات الأمريكية العملاقة في قطاع التكنولوجيا أو "جافا" (جوجل وأمازون وفيسبوك وأبل).
وحاول ماكرون إزالة التوترات مع نظيره الأمريكي خلال غداء طويل استمرّ ساعتين أمس السبت على شرفة فندق "أوتيل دو باليه" الفخم المطلّ على شاطئ بياريتس الكبير.
وأكد قصر الإليزيه أن النقاش "خلق الظروف اللازمة لإيجاد مستوى جيّد من التقارب داخل مجموعة (السبع) عبر الحصول على توضيحات من دونالد ترامب" بشأن المواضيع الرئيسية. وأوضح أن ذلك يشمل النقاط التوافقية والخلافية مع أولوية أن تكون هذه القمة التي يندد بها قسم من الرأي العام "مفيدة".
وكتب ترامب في تغريدة "كثير من الأمور الجيدة تحصل لبلدينا، نهاية أسبوع مهمّة مع قادة آخرين من العالم".
- الشراكة مع أفريقيا وحرائق الأمازون
يُفترض أن يتوافق القادة بشكل أسهل بشأن المشاركة خصوصاً من الناحية المادية، في مكافحة الحرائق التي تلتهم الأمازون. ويُفترض أن يقدموا مساعدتهم ليس للبرازيل فحسب بل لتشيلي التي دُعي رئيسها سيباستيان بينييرا إلى بياريتس.
ومن بين المواضيع الأخرى المطروحة للنقاش: الملف النووي الإيراني ومكافحة اللامساواة والشراكة مع أفريقيا ومع مشاركة -حسب الجلسات- قادة آخرين مثل قادة الهند وأستراليا وستّ دول أفريقية. وسيتحدّث ماكرون وميركل ورئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوريه أمام الصحافة بشأن أزمة منطقة الساحل.
- "تطويق" قمة مجموعة السبع
سيواصل القادة الأحد الاستفادة من الإطلالة على المحيط الأطلسي بعيداً عن السياح بعد أن تمّ إخلاء قسم من بياريتس.
على بعد عشرات الكيلومترات، لا ينوي معارضو قمة مجموعة السبع وقف تعبئتهم بعد أن عقدوا قمة مضادة في نهاية الأسبوع، فقد سار الآلاف من بينهم بهدوء من اينداي إلى مدينة إيرون الإسبانية الحدودية، للمطالبة بعالم "أكثر عدلاً" وببيئة "محمية أكثر".
وينظّم معارضو القمة الأحد في بايون "مسيرة صور" سيتمّ خلالها جمع كل صور ماكرون التي انتُزعت من البلديات، وستُنفّذ سبعة "تجمعات سلمية" خلال النهار في مدن مجاورة لبياريتس لـ"تطويق" قمة مجموعة السبع رمزياً.
في هذا الوقت، تتوجّه "السيدات الأولى" بينهنّ ميلانيا ترامب وعلى رأسهنّ بريجيت ماكرون إلى بلاد الباسك خصوصاً بلدة اسبيليتا المعروفة بالفلفل الحار.
تُختتم القمة بعد ظهر غدا الإثنين ويُرتقب أن يستعرض ماكرون أبرز ما جرى خلالها.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز