«الخطيئة» و«الحقيقة».. اعترافات نادرة لرئيس الغابون المخلوع
فقَد الكثير من وزنه حتى بدا منهكا جسديا ولكنه يحاول التحرك بدون مساعدة قبل أن تخذله أطرافه فيعود إلى مقعده ليسترسل في حديثه.
هكذا بدا الرئيس الغابوني المخلوع علي بونغو بعيون مروان بن أحمد، رئيس تحرير مجلة «جون أفريك»، الذي التقاه في العاصمة الغابونية ليبرفيل وأجرى معه مقابلة.
وفي المقابلة، كشف علي بونغو بعض الأسرار عن الانقلاب الذي أطاح بحكمه، وعن وضعه والاتهامات التي تستهدف عائلته.
اللقاء جرى بمقر إقامة بونغو في منطقة سابليير الراقية بالمدينة، هناك حيث يقبع بونغو منذ الإطاحة به، في أغسطس/آب الماضي، من قبل مجموعة من الضباط عقب إعادة انتخابه رئيسا للبلاد في ولاية ثالثة.
وكان علي قد خلف والده عمر بونغو في 2009 بعد أن حكم البلاد على مدى أكثر من 40 عاما.
«هذا خطئي»
يقول مروان بن أحمد إن المقابلة مع علي بونغو جرت في 10 مايو/أيار الجاري، أي مباشرة قبل أن يدخل الرئيس المخلوع في إضراب جوع.
ويصف بن أحمد بونغو قائلا إنه التقى «رجلا ضعيفا جسديا ولكن ليس عقليا، يتحرك دون مساعدة، ولكن بصعوبة».
وعلاوة على الرئيس المخلوع، التقى أيضا والدته بيشنس دباني، وأخته الكبرى باسكالين بونغو.
وفي حديثه، قال بونغو: «أنا لم أقُد هذا البلد وحدي، فبعض الفاعلين في المشهد اليوم ممن يقومون بتشويهي، كانوا معي بالأمس».
وأضاف: «أليس لديهم ما يوبخون أنفسهم عليه؟ وهل أن عائلة بونغو مسؤولة عن كل التقلبات التي تعيشها الغابون؟».
وتابع: «حسنًا، سنرى ما إذا كانوا سيفعلون ما هو أفضل».
وبحسب بن أحمد، بدت كلمات بونغو ممزوجة بالمرارة، لكنه أكد أن الرجل «لا يظهر أي علامة ندم»، سواء في ما يتعلق باتهامات اختلاس أموال عامة كبيرة، أو شبهات إعداد ابنه لخلافته في الحكم، أو سير انتخابات 2009 و2016.
ولمرة أخرى، يعتقد علي أنه «فاز» بالانتخابات الرئاسية المقامة في أغسطس/آب 2023، قبل أن يسحبه الجنود من سريره، للإشارة إلى نهاية عهده.
وتابع: «أنا لا أتطلع إلى العودة، على عكس ما يعتقده البعض».
وكان خطؤه الوحيد، حسب قوله، هو «الثقة المفرطة والخيانة من قبل بعض المتعاونين معه».
«لن أغادر بدونهما»
علي بونغو، الذي رفض الاستقالة والتخلي عن بعض الأصول غير المشروعة، يرفض أيضا فكرة المنفى، مشددا: «لن أغادر أبدا بدون سيلفيا ونور الدين"، زوجته وابنه المسجونين.
ومنتصف الشهر الجاري، بدأ علي بونغو إضرابا عن الطعام احتجاجا على مزاعم حول تعرض عدد من أفراد أسرته للتعذيب في معتقلات الدولة، وفق ما أفاد محاموه.
وأفاد المحاميان فرانسوا زيميراي وكاتالينا دي لا سوتا لوكالة "فرانس برس" بأنهما تقدما بشكوى في فرنسا مطالبين بتعيين قاض فرنسي للتحقيق في هذه الاتهامات.
وقال المحاميان إن الشكوى تندد بـ"الاعتقال غير القانوني والاحتجاز الذي تفاقم بسبب أعمال التعذيب الهمجية التي ارتكبت بحق علي بونغو أونديمبا وسيلفيا بونغو وأنجالهما نور الدين وجليل وبلال"، مشيرين إلى أن الأربعة الأوائل هم مواطنون فرنسيون.
وكان الرئيس المخلوع قد وُضع في البداية في الإقامة الجبرية ولاحقا أخلي سبيله، لكن تم اعتقال زوجته ونجله نور الدين على ذمة التحقيق في قضية احتيال.