أسبوع على انقلاب الغابون.. جنرال ليبرفيل "القوي" يمسك زمام السلطة
بالتقويم الفيزيائي هو أسبوع قصير، لكن تطوراته تختصر أكثر من قرن، تبدلت فيها الأحوال واختلفت معها الوجوه.
إنها الغابون، التي تطوي اليوم الثلاثاء، أسبوعا كاملا على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس علي بونغو، بعد 55 عاما حكمت فيها العائلة هذا البلد الواقع في وسط القارة الأفريقية.
وحتى يكتمل عقد الانقلاب، أدى الجنرال بريس أوليغي نغيما، الذي أطاح بعلي بونغو، اليمين الدستورية، أمس الإثنين، كرئيس "لفترة انتقالية" لم يحدد مدتها، ووعد بإنشاء "المزيد من المؤسسات الديمقراطية" قبل "انتخابات حرة".
وفي الثلاثين من أغسطس/آب الماضي، أعلنت مجموعة من العسكريين نهاية نظام علي بونغو، الذي حكم الغابون لمدة 14 عاما، وذلك بعد أقل من ساعة من إعلان إعادة انتخابه رئيسا لفترة ثالثة، عقب اقتراع نُظم في الـ 26 من الشهر نفسه، مقدرين أنها "مزورة". .
وفي اليوم التالي، أعلن قادة الانقلاب من الحرس الجمهوري والجيش أن الجنرال بريس أوليغي نغيما، (48 عاما) رئيسا للمرحلة الانتقالية.
نغيما، الذي حمله المئات من أفراد قبعاته الخضراء في أعقاب الانقلاب، أدى اليمين أمام قضاة المحكمة الدستورية، وهو يرتدي الزي الاحتفالي الأحمر للحرس الجمهوري، وحدة جيش النخبة التي كان يقودها.
وقال: "أقسم أمام الله والشعب الغابوني أن أحافظ بكل إخلاص على النظام الجمهوري، وأن أحافظ على إنجازات الديمقراطية".
كما وعد بإجراء انتخابات "حرة وشفافة" في نهاية الفترة الانتقالية، وتعهد بالعفو عن "سجناء الرأي".
وأضاف أنه أصدر تعليماته للحكومة الجديدة "بالتفكير دون تأخير" في إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.
ويوصف نغيما بأنه رجل يتصرف بقبضة حديدية في قفاز مخملي. وفي غضون خمسة أيام، انطلق رئيس حرس تأمين الرئيس علي بونغو، الذي أطاح به، في سباق ماراثون حظي بتغطية إعلامية كبيرة.
ويصر الرجل القوي الجديد من ليبرفيل على أنه جعل من مكافحة الفساد والحكم السيئ هوايته الرئيسية من خلال "انتعاش الاقتصاد" وإعادة توزيع دخل البلاد وثرواتها على السكان.
وحكمت عائلة بونغو بلا منازع لأكثر من 55 عاما، الغابون التي تُعد من بين أغنى الدول في القارة بفضل ما تزخز به من ثروة نفطية هائلة.
تم انتخاب علي بونغو، 64 عاما، الخاضع للإقامة الجبرية منذ الانقلاب، في عام 2009 بعد وفاة والده الذي حكم البلاد بالفعل لأكثر من 41 عاما.
وفيما يخلف نغيما "ولي نعمته" السابق، يبدو أن الرجل الذي عاش في بلاط الرئيس بونغو لن يخرج من عباءة الحكم قريبا.
ويقول البعض إن حكم الجنرال نغيما سيكون استمرارا لسلالة آل بونغو التي استمرت أكثر من 55 عاما، وكان لافتا في حفل أداء القسم حضور السيدة الأولى الجديدة، وهي فتاة خجولة من الأضواء، أقحمتها الصراعات على السلطة في الأضواء فجأة.