نائب "الرجل القوي" في الغابون.. من الظل للواجهة
من الظل، قفز فجأة لواجهة الأحداث بتعيينه نائبا للرئيس الانتقالي في بلد انقلب فيه الجيش لتوه على الرئيس وأحاله إلى تقاعد اضطراري.
جوزيف أووندولت بيري، مهندس سابق غير معروف حتى لدى الغابونيين أنفسهم. كان حتى وقت قريب ينعم بتقاعد هادئ قبل أن يجد نفسه تحت أضواء لم يختبرها طوال حياته النشيطة.
عينه الرئيس الانتقالي الجنرال بريس أوليغي نغيما نائبا له، ليصبح بذلك الرجل رقم 2 في الغابون ضمن تطورات ما بعد انقلاب 30 أغسطس/ آب الماضي الذي أطاح بالرئيس على بونغو.
وجاء تعيين بيري بموجب المادة 40 من ميثاق الفترة الانتقالية التي تنص على أنه “يمكن لرئيس الفترة الانتقالية الحصول على مساعدة نائب للرئيس. ويعين نائب رئيس الفترة الانتقالية من قبل رئيس الفترة الانتقالية الذي يمكنه أيضا إنهاء مهامه“.
وجوزيف أووندو بيري -كما يحلو للغابونيين اختصار اسمه- شخصية غير معروفة لديهم قبل تعيينه، وبحسب المقربين منه فهو رجل متحفظ للغاية.
قبل تعيينه، كان يتمتع بتقاعد هادئ بعد أن عمل في شركة الغابون للطاقة والمياه وشركة تخزين المنتجات البترولية.
وأينما عمل، ترك نائب الرئيس الجديد للمرحلة الانتقالية صورة القائد الصارم والصحيح، والأهم من كل ذلك أنه لم تطله أية اتهامات بالفساد طوال حياته المهنية. وهذا ما يمكن أن يكون رشحه لنيل المنصب.
بعد دراسته الابتدائية والثانوية في العاصمة ليبرفيل، سافر بيري إلى فرنسا حيث حصل على شهادة الهندسة في المعهد الوطني للعلوم التطبيقية في ليون، مع خيار الهندسة الكهربائية.
وبموجب الميثاق الانتقالي، لا يحق لنائب الرئيس خوض الانتخابات الرئاسية التي سيتم تنظيمها بحلول نهاية الفترة الانتقالية، وهذا نص غير قابل للمراجعة أو التعديل.
توليفة
قبل يومين، اختار الجنرال بريس نغيما معارضة لبونغو، ومؤيدا سابقا له لرئاسة مجلسي البرلمان الانتقالي.
وبدون إراقة دماء، قاد الجنرال انقلابا عسكريا في 30 أغسطس/ آب الماضي، ضد الرئيس علي بونغو، بُعيد إعلان إعادة انتخابه، بعدما حكمت عائلته البلاد لمدة 55 عاما.
واتهم الجيش فريق بونغو بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية و"سوء الحكم" و"الفساد".
وبعد تنصيبه رئيسا انتقاليا، وعد نغيما بتسليم السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات في ختام مرحلة لم يحدد سقفا زمنيا لها.
وبعد تشكيل حكومة انتقالية بقيادة المعارض السابق ريموند ندونغ سيما تضم أفرادا سابقين في نظام بونغو، ومعارضين، وأعضاء في المجتمع المدني والجيش، سمّى الرجل القوي الجديد في الغابون بوليت ميسامبو رئيسة لمجلس الشيوخ الانتقالي وفقًا لمرسوم أصدره وتمت تلاوته عبر التلفزيون الرسمي.
وميسامبو هي رئيسة حزب الاتحاد الوطني، ومن أبرز المعارضين لعلي بونغو في انتخابات 2023.
كذلك، عيّن جان فرنسوا ندونغو رئيساً للجمعية الوطنية الانتقالية، وكان شغل منصب وزير مرات عدة في حكومات علي بونغو ووالده عمر بونغو ، على مدى 14 عامًا.
كما عُيّن أربعة نواب لكل من رئيسي المجلسين.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA==
جزيرة ام اند امز