جمال الغندور لـ"العين الرياضية": أثبت براءتي من خطأ مونديال 2002 في قلب إسبانيا
وسط تاريخ كبير للصافرة العربية في كأس العالم، يظهر الحكم المصري جمال الغندور كواحد من أفضل الحكام الذين شاركوا في البطولة على مر تاريخها.
جمال محمود أحمد الغندور، من مواليد 12 يونيو/حزيران 1957، هو حكم كرة قدم مصري سابق، بدأ التحكيم في مصر عام 1980 وكان عمره 23 عاما، وبعد الاعتزال ترأَّس لجنة الحكام المصرية على 3 فترات أولاهما كانت الأبرز له بين 2005 و2008، ثم 2016 (6 أشهر) و2019 (5 أشهر).
عدة مباريات كبرى أدارها الغندور أبرزها نهائي كأس الأمم الأفريقية 2002 (الكاميرون ضد السنغال)، بعد ظهوره في المسابقة لخمس نسخ متتالية أعوام 1994 و 1996 و1998 و2000 و2002، وهو أول حكم غير أوروبي يدير لقاء في كأس أمم أوروبا "يورو 2000"، وأول حكم مصري يعمل كحكم محترف في الدوري الياباني 1999.
كما أن جمال الغندور شارك في نسختين من نهائيات كأس العالم، وهما مونديال فرنسا 1998 ونسخة كوريا الجنوبية واليابان 2002.
"العين الرياضية" تواصلت مع الحكم المصري السابق جمال الغندور للحديث عن مشاركته في كأس العالم، بجانب عدد من القضايا على الساحة المصرية.
سبب غياب الحكام المصريين عن كأس العالم 2022
في البداية، قلَّل جمال الغندور من أزمة غياب الحكام المصريين عن كأس العالم 2022 بقطر قائلا: "لا توجد دولة أفريقية أو عربية يشارك منها حكم في كل نسخة من كأس العالم، والدليل على ذلك تاريخ مشاركات الحكام المصريين الذي بدأ في نسختي 1966 و1970 بمشاركة علي قنديل، ثم مصطفى كامل محمود في نسخة 1974".
وأضاف: "بعد غياب 24 عاما أي 4 نسخ من كأس العالم، كانت العودة في مونديال 1998 و2002 بمشاركتي، ثم في النسخة التالية 2006 بمشاركة عصام عبدالفتاح، ليدون الحكام المصريون ظهورهم في كأس العالم 3 مرات متتالية للمرة الثانية، وبعد نسختي 2010 و2014، جاء جهاد جريشة ليشارك في مونديال 2018 بروسيا".
وأوضح: "أرى أن ذلك أمر طبيعي، لكننا بالتأكيد كنا نتمنى ظهور حكم ساحة أو طاقم تحكيم كامل لتمثيل مصر في كأس العالم 2022 مثل الجزائر والسنغال، من أجل تعويض غياب منتخب مصر عن المشاركة في البطولة".
ووقع اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على 3 حكام ساحة في نهائيات كأس العالم 2022 من أصل 13 حكما عربيا، وهم الجزائري مصطفى غربال والقطري عبدالرحمن الجاسم والإماراتي محمد عبدالله حسن.
وعن سبب غياب الحكام المصريين عن مونديال قطر، قال الغندور: "السبب الرئيسي يعود إلى عدم استقرار منظومة التحكيم في مصر، فالاتحاد لا يوفر الحماية اللازمة للجنة الحكام ضد الأندية، والأصوات في الأندية أقوى من اتحاد الكرة".
ذكريات المشاركة في كأس العالم
واستعاد جمال الغندور ذكريات مشاركته لأول مرة في كأس العالم بنسخة 1998، قائلا: "ما زلت أتذكر ذلك ولم أنس أي شيء، حيث كان الحدث الأهم في مسيرتي، وكانت الفكرة المتعلقة بالأذهان في ذلك الوقت أن الحكام الأفارقة يلعبون مباراة واحدة ثم يرحلون، لكني ذهبت ولدي تحدٍ كبير".
جمعت أول مباراة يقودها جمال الغندور في كأس العالم 1998 بين منتخبي تشيلي والنمسا في مدينة سانت إيتيان الفرنسية ضمن منافسات دور المجموعات: "كانت المباراة رقم 17 بعدما شهدت البطولة عدة أحداث، فخرجت تعليمات من جوسيب بلاتر رئيس الفيفا وقتها لمطالبة الحكام بإشهار المزيد من البطاقات الحمراء، وتلقيت اتصالا من مسؤول بالفيفا ليطالبني بذلك قبل المباراة".
وتابع: "شعرت بالمفاجأة من المطالبة بضرورة إشهار البطاقات الحمراء، فإذا لم أطبق ذلك فسأخالف التعليمات، وإذا قمت بتطبيق ذلك الأمر فلن يكون منطقيا، فصليت استخارة وقررت عدم تغيير مبادئي وإدارة المباراة بشكل طبيعي، وقدمت مباراة جيدة واحتسبت هدفا من حالة صعبة مع عدم وجود تقنية الفيديو، وحصلت على تقييم جيد 9 من 10 بعد عدم ارتكاب أي أخطاء".
وأكمل: "تأكدت من بعد تلك المباراة أنه سيكون لي دور أكبر في البطولة وعدم الاكتفاء بمباراة واحدة كما كان يحدث مع الحكام الأفارقة، فأدرت مباراة أمريكا ويوغوسلافيا الحاسمة للصعود من دور المجموعات، ثم مباراة الدنمارك والبرازيل في ربع النهائي والتي انتهت بفوز السامبا 3-2".
مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية 2002
كان جمال الغندور بطل المباراة الشهيرة بين إسبانيا وكوريا الجنوبية الشهيرة، في ربع نهائي كأس العالم 2002، ومنذ ذلك الحين، يتعرض جمال الغندور لهجوم شديد من قبل الجماهير الإسبانية، حيث اعتبرت أنه كان سببا في حرمان "لاروخا" من تحقيق لقب كأس العالم للمرة الأولى في ذلك الحين.
الغندور ألغى في تلك المباراة هدفين للمنتخب الإسباني، الأول بسبب عبور الكرة خارج خط الملعب، والثاني بسبب وجود خطأ، قبل أن يودع "الماتادور" بركلات الترجيح بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي.
وعن شعوره بعد مشاهدة ملخص مباريات كأس العالم 2002 وذكرياته عن مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية، قال الغندور: "تلك المباراة من أفضل المباريات التي أدرتها كحكم ساحة طوال مسيرتي، وبالطبع كانت هناك أخطاء لكنها من الحكام المساعدين دون أن تكون لي أي علاقة بالأمر، لأن الأخطاء ارتبطت بالتسلل وخروج الكرة، ومن الصعب على حكم الساحة أن يختلف معهم".
وأكمل: "إذا لم يرفع الحكم المساعد من ترينيداد وتوباجو رايته قبل الهدف الذي سجله فرناندو مورينتس مهاجم إسبانيا لما كنت أطلقت صفارتي لإيقاف اللعب.. أدرت المباراة لـ126 دقيقة دون ارتكاب أي خطأ، وذهبت إلى إسبانيا لإثبات هذا الأمر عام 2018 بعد 16 سنة من الهجوم المتتالي الذي كان يتم بشكل سطحي دون مشاهدة المباراة".
وشدد: "اشترطت على محطة موفيستار الإسبانية التي قام بدعوتي أن تكون هناك مواجهة بيني وبين رئيس لجنة الحكام الإسباني في هذا التوقيت، وأكد في المواجهة أن كل الأخطاء كانت للحكام المساعدين من أوغندا وترينيداد وتوباجو".
وأوضح: "أدرت 3 مباريات في كأس العالم 2002، منها إسبانيا وباراجواي في دور المجموعات، وفازت إسبانيا و3-1 واحتسبت ركلة جزاء لراؤول جونزاليس، وكانت صعبة للغاية، وأدرك راؤول بها التعادل لإسبانيا بعد تأخرهم في النتيجة".
وواصل: "لكن للأسف لا أحد في إسبانيا يذكر تلك المباراة ويتذكرون موقعة كوريا الجنوبية فقط التي لم يكن مقدرا لي أن أديرها من الأساس، حيث فضلوا إسناد المباراة لحكم أفريقي لأنها جمعت بين منتخبين من أوروبا وآسيا".
جدل التحكيم بين الأهلي والزمالك
وبعيدا عن كأس العالم، تطرق جمال الغندور، رئيس لجنة الحكام السابق بالاتحاد المصري لكرة القدم، للحديث عن حالة الجدل المثارة طوال الفترة الماضية بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك بعد تتويج الفريق الأبيض بلقب الدوري في آخر موسمين.
وعلَّق الغندور على الآراء التي تؤكد أن التحكيم لعب دورا في تتويج الزمالك على حساب الأهلي، قائلا: "لا يحق لي الحديث عن الأمر حاليا، لكني سبق أن قمت في إحدى القنوات بحصر جميع الأخطاء المؤثرة التي استفاد منها الزمالك أو التي تضرَّر منها، والأمر نفسه مع الأهلي في أحد المواسم، ولم أجد أي فوارق كبيرة بين الفريقين".
وأضاف: "حتى يتم الحديث عن مثل هذه الأمور يجب أن يتم ذلك بناء على تحليلات وليس بالكلام فقط".
تجربة استقدام كلاتنبرج في الدوري المصري
كما تحدث جمال الغندور عن تجربة استقدام الخبير الإنجليزي مارك كلاتنبرج لقيادة لجنة التحكيم في مصر، قائلا: "قلت رأيي منذ البداية، رفضت الفكرة لأننا لسنا بحاجة إلى خبير أجنبي، لكننا بحاجة إلى اتحاد كرة أقوى من الأندية ويحمي إدارة التحكيم، قوة الأندية هي التي جلبت كلاتنبرج وليس اتحاد الكرة، وتحقق لها ما أرادت، وأصبحت القضية خاسرة بالنسبة لنا".
وأضاف: "ما الذي سنستفيده من الخبراء الأجانب؟ قد تتم الاستعانة بهم في المحاضرات أو الدورات التدريبية، ولكن ليس كمسؤولين عن التحكيم.. الدوري المصري ليس مثل الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا من ناحية الثقافة وتقبل الأخطاء التحكيمية، لكننا نضخم الأمور هنا رغم أن الأخطاء قد تكون بسيطة".
وأوضح: "قوة المسؤول وحدها ليست كافية، بل إنه يحتاج إلى حماية من اتحاد الكرة،، تقدمت باستقالتي 3 مرات بعد عجزي عن فعل ما أريده، ودائما ما دخلت في صدامات عديدة مع الأندية الجماهيرية مثل الأهلي والزمالك بسبب ضعف اتحاد الكرة".
وعن استعراض كلاتنبرج لأبرز الحالات التحكيمية بعد كل جولة في الدوري المصري، أكد الغندور: "أنا غير متقنع بهذا الأمر، لأنه قام به 3 مرات دون أن يرصد وجود أي خطأ، رغم أن البطولة شهدت أخطاء مؤثرة لكنها كانت بعيدة عن الأهلي والزمالك، مثل ضربة الجزاء غير الصحيحة التي تم احتسابها ضد محمد أبوجبل حارس البنك الأهلي".
وتابع: "عندما كنت رئيسا للجنة الحكام لم أتحدث عن الحالات التحكيمية لأنني لو قمت بذلك سأتحدث بصراحة، وإذا خسر فريق بخطأ مؤثر من الحكم سأقول ذلك لأن الحقيقة لا تُخفى عن أحد وأي حالة لها قرار واحد صحيح".
فيديو مزيف
وانتقل جمال الغندور للحديث عن الانتقادات التي تعرض لها بعد التصريح الذي تم نقله على لسانه بأنه قال: "إذا كنتم تريدون التوجيه بأن الأهلي مظلوم براحتكم".
وقال الغندور: "لم أقل ذلك، هذا الحديث مسجل، كنت أقوم وقتها بتحليل ركلة جزاء لم يتم احتسابها للأهلي ورأيت أن القرار صحيح، وبعدما وجدت إصرارا على أنها ركلة جزاء، قلت طالما أن هناك توجها بأن تلك الحالة ضربة جزاء صحيحة فلماذا تسألني؟، فالناس فهمت الأمر بالمعنى الآخر، فهل نصدق الصوت والصورة أم الكلام الذي تم تداوله؟".
وأضاف: "للأسف الشديد يأتي ذلك ضمن الأمراض الموجودة في مجتمعنا، لأن هناك واقعة أخرى في بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، وكنت أقوم بتحليل الحالات التحكيمية في مباراة تونس ونيجيريا التي فازت فيها تونس 1-0، وكنوع من الاحتفال والدعابة طلبت استعراض حالة هدف تونس، فالجميع تفاجئ وظن أن هناك خطأ".
وأتم قائلا: "لكن لم يكن هناك أي خطأ، وقلت وقتها إن الهدف رائع ولم يكن لدي أي تعليق لكني استعرضته حتى نحتفل وضحك المتواجدون في الاستوديو وأصبحت لقطة شهيرة في تونس، لكن في مصر قاموا بتزييف الفيديو بتركيب أهداف للأهلي والزمالك عليه، وللأسف هناك من صدَّق الأمر مما تسبب في هجوم ضدي، رغم أنه غير صحيح".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز