جانتس يرسم سيناريوهات "الكابوس والحلم".. ما مستقبل المنطقة؟
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، من نجاح إيران في تمزيق الشرق الأوسط بـ"طريقة محسوبة ودموية" عبر ثلاث خطوات عملية.
ووصف جانتس الذي كان يتحدث في المؤتمر السنوي لصحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، هذا السيناريو، بأنه "مثير للقلق".
وقال في الكلمة التي تلقت "العين الإخبارية" نصها: "في هذه الحالة، تنجح إيران في تمزيق الشرق الأوسط بطريقة محسوبة ودموية بثلاث خطوات عملية. أولاً، تؤسس نفسها بشكل منهجي في المنطقة عبر وكلاء تزودهم بالأفراد والأسلحة المتقدمة والمعرفة العسكرية".
وأضاف: "منذ بداية عام 2022، شهدنا زيادة حادة في أنشطة إيران العنيفة مع هجمات تستخدم أسلحة متطورة مثل الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض - أرض ضد أهداف مدنية واقتصادية في المنطقة".
ومضى قائلا "ثانياً، بينما يعاني الشعب الإيراني من مصاعب اقتصادية في الداخل، تنفق إيران ميزانيات ضخمة على المنظمات الإرهابية".
وقال: "تقدم إيران اليوم أكثر من مليار دولار سنويًا لوكلائها في لبنان واليمن والعراق وغزة".
"خطر رفع العقوبات"
وزير الدفاع الإسرائيلي قال أيضا إن "رفع العقوبات عن إيران سيطلق سراح أكثر من 100 مليار دولار للنظام، وبدون شك سيضاعف هذا ميزانيات الإرهاب أو يضاعفها ثلاث مرات".
وأردف "ثالثا، تؤسس إيران نفسها في المنطقة من خلال بناء صناعات إرهابية ضخمة"، لافتا إلى "شبكة من مواقع الإنتاج المنتشرة في جميع أنحاء سوريا".
جانتس أوضح "في ظل رؤية قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، أقامت إيران منشآت لإنتاج صواريخ وأسلحة متوسطة وبعيدة المدى ودقيقة"، مضيفا "بعبارة أخرى، أصبحت جبهة إيرانية أخرى - مصنعا للأسلحة الاستراتيجية المتقدمة".
وللتدليل على حديثه، لفت وزير الدفاع الإسرائيلي إلى منشأة تحت الأرض في سوريا تستخدم لإنتاج صواريخ متطورة، مضيفا: "بالإضافة إلى ذلك، يعمل الإيرانيون حاليًا على بناء صناعات الصواريخ والأسلحة في لبنان واليمن".
وأضاف: "إذا لم يتوقف هذا الاتجاه في غضون عقد من الزمن، ستكون هناك صناعات إيرانية متقدمة في جميع أنحاء المنطقة، تنتج الأسلحة وتنشر الرعب".
"الملف النووي"
ومن جهة ثانية، قال جانتس "تؤكد معلوماتنا الاستخباراتية، التقارير الدولية حول التقدم المطرد لإيران في الملف النووي، بما في ذلك قدراتها الإنتاجية ومعدل تخصيب اليورانيوم".
وقال: "تنتج إيران المزيد والمزيد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، بما في ذلك في المرافق الموجودة تحت الأرض حيث تُحظر الأنشطة"، مضيفا "إذا لم يُطلب من إيران تدمير أي أجهزة طرد مركزي على الإطلاق، فستكون متاحة بسهولة للتخصيب".
وأضاف: "حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع الدول الكبرى، فإن إيران ستكون مستعدة لاستئناف التخصيب المحمي في أطر زمنية قصيرة".
ومضى موضحا "لم تجمع إيران القدرات والبنية التحتية فحسب، بل أيضًا المعرفة التي لا يمكن عكسها، وفقًا لتقديراتنا، إذا قررت إيران القيام بذلك، فيمكنها الوصول إلى ما يكفي من المواد الانشطارية لسلاح نووي، في غضون أسابيع".
كما قال "بالنسبة للمنطقة، ستصبح طموحات إيران في الهيمنة أسهل بينما تشعل شرارة سباق تسلح نووي"، مضيفا "وبالنسبة لإسرائيل، فإنها ستشكل تهديدًا وجوديًا لن نقبله أبدًا. يجب إيقاف هذا الخط".
لكن وزير الدفاع قال بوضوح "في أي سيناريو مستقبلي، يجب علينا أيضًا بناء تحالف استخباراتي قوي بين الشركاء".
السيناريو الثاني
وتحدث جانتس عن سيناريو في الاتجاه المقابل، ووصفه بأنه "مسألة اختيار وفعل.. مسألة ضمان أمن الشرق الأوسط".
واستطرد قائلا "لأن الأمن فقط يمكن أن يؤدي إلى الاستقرار، وفقط الأمن والاستقرار يمكن أن يؤديا إلى الازدهار الاقتصادي.. وهذه هي الشروط لتعزيز التقدم الاجتماعي".
ولفت إلى أن هذا السيناريو يقوم على "بنية إقليمية جديدة مبنية على التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والأمني"، وقال "إنها صورة المستثمرين الإماراتيين والباحثين وهم يجلسون مع المبتكرين الإسرائيليين في تل أبيب.. إنها صورة مظليين مغاربة وإسرائيليين يقفون كتفا بكتف".
وتابع "أنها صورة طائرة إسرائيلية تحلق في الأجواء السعودية.. أنها توقيعات جديدة مكتوبة على اتفاقيات إبراهيم.. بلدان لم يكن آباؤنا وأجدادنا يحلمون بها"، مضيفا "أنها بنية إقليمية جديدة تشمل الفلسطينيين أيضًا".
وأضاف: "وإذا كنت أجرؤ على أن أحلم أكبر من أسلافنا: إنها صورة طفلين إسرائيلي وبحريني يهتفان لسباق "الفورمولا 1" في المنامة أو يأكلان البطيخ معًا على شاطئ أشدود".
ومضى قائلا "شرق أوسط أكثر أمناً واستقراراً، يتطلب منا محاربة الاتجاهات الراديكالية ودعم الأصوات البراغماتية المعتدلة. يتطلب منا وضع حد لمحاولة إيران تخريب مستقبلنا المشترك، لأنه في نهاية المطاف هو حقًا مستقبل مشترك للمنطقة والعالم".