عيد تعز اليمنية.. مقابر إرهاب الحوثي تنافس الحدائق
عشرات الأسر في تعز المحاصرة تقضي إجازة عيد الفطر في زيارة أضرحة قبور شهداء آلة القتل الحوثية كمتنزهات تنافس الحدائق.
تقضي عشرات الأسر في محافظة تعز اليمنية بهجة عيد الفطر في زيارة أضرحة قبور شهداء آلة القتل الحوثية التي تعد بمثابة متنزهات تنافس الحدائق في المدينة الخاضعة لحصار مطبق يفرضه الانقلابيون منذ 5 أعوام.
وعزل الحصار الحوثي لمدينة تعز حدائق الحوبان الشهيرة شرقا في أعقاب تحويلها لثكنات عسكرية فيما باتت "القاهرة" و"التعاون" وحديقة "جاردن سيتي" متنزهات لا تتسع للمدينة المكتظة بالسكان، ما دفع الأسر إلى المغادرة نحو أرياف تعز التي تضم واحدة من أجمل المتنزهات بالبلاد.
ورصدت عدسة "العين الإخبارية"، زيارة عشرات الأسر إلى مقبرة الشهداء في أحياء عصيفرة شمال مدينة تعز التي مثلت واحدة من شواهد الإرهاب الحوثي في اعقاب جرائم الحرب الحوثية وسلسلة من المجازر البشعة بحق المدنيين.
عمار خالد الشرعبي (30 عاما) ينتمي لواحدة من عشرات الأسر التي واجهت بطش آلة القتل الحوثية وقتلت اثنين من أشقائه.
أما والده "خالد" وشقيقاه "صلاح" و"عبدالملك" يعانون من إصابات متفرقة، فيما كانت والدته هي الناجية الوحيدة لكنها تبكي الشهيدين دائما، حسب حديث عمار لـ"العين الإخبارية".
وقال عمار الشرعبي إنه يزور مقبرة "الشهداء" للدعاء لشقيقيه الشهيدين "فارس" و"محمد" اللذين استشهدا في معبر "الموت" بحي الدحي، إذ أصيب الأول بطلق ناري في رأسه، فيما الأخير دفع حياته ثمنا لمعركة التحرير قبل أيام من عقد قرانه وتعذر زواجه بفعل عزل أحياء تعز عن بعضها إثر حصار مليشيا الحوثي.
وأضاف عمار وهو شاب ثلاثيني: "جميعنا في الأسرة تعرضنا للعدوان الحوثي فوالدي أصيب بطلق ناري أثناء عودته للمنزل لكننا لم نيأس في العودة لجبهة القتال للذود في حرب فُرضت علينا بالقوة".
وعن إصابة شقيقه "عبدالملك" أحد متخصصي الفرق الهندسية في تفكيك العبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون في المنازل والطرقات وفي أزقة الاحياء السكنية، تابع: "نجا بأعجوبة وهو يحاول إبطال مفعول عبوة ناسفة زُرعت قرب مقر الشرطة العسكرية ويعيش بقدم مبتورة مع 4 أطفال".
ويعاني عمار من إصابته منذ عام 2016 بعد تدخله مع رفاقه لإخراج جثث زملاء استشهدوا في جبهة جبل هان، ويقول: "ما زلت صابرا إلى أن ننتصر في سبيل كسر هذا الحصار الذي شوّه ملامح مدينتنا فهو أكبر أعيادنا".
سكون متنزه الكهوف الجبلية
بعيدا عن ضجيج أحياء مدينة تعز المشحونة بمآسي الحصار الحوثي للسكان، والمزدحمة بالعائدين من النزوح أو النازحين الجدد القادمين من قرى الأرياف بعد انتقال المعارك إليها، تقطع عشرات الأسر قرابة 75 كيلومترا لقضاء ساعات في "السكون" متنزه نسق كهوف جبلية بطابع حضاري ومعماري محترف.
وجذب المتنزه التابع للمهندس الإماراتي محمد سيف حميد من أصول يمنية مئات الزوار رغم استمرار أعمال توسيعه، وذلك لإطلالته في جبل "حصيرة شرجب" شاهق الارتفاع الواقع شرقي مدينة التربة جنوبي تعز والمطل على قرية "الجبجاب" الأثرية ووادي حنان وعدة بلدات وجبال في المقاطرة.
ويضم السكون تجاويف في طابقين نحتت في النتوءات الجبلية، تعد بمثابة كهوف صخرية منعزلة عن بعضها ومترابطة في سلسلة ممرات عنقودية، كما يضم مزرعة وفندقا أعلى قمته، نصب كقلعة تاريخية على مشارف منحدر يرتفع عن سطح البحر بنحو 1600 متر.
وقال عمر ثابت، أحد الزوار القادمين من مدينة تعز لـ"العين الإخبارية"، إنه رغم بُعد المسافة فهو يستمتع مع أسرته بأجواء العيد ويجذبه النحت الهندسي للغرف والكهوف الصخرية وتنسيق جمال الأشجار التي ابتعدت عن بهرجة الزينة، وبدت كحيدان وأنفاق طبيعية تتوغل في الجبال.